خلاص يكفي... إلى هنا يجب أن نبدأ بتصحيح الأمر! إلى هنا يجب أن نقول إننا غير راضين بهذا الوضع! كفى تضييعاً للوقت في متابعة بعض المشاهير والفارغين.. ضاعت سنوات في إعطاء هؤلاء قدراً أكبر من قدرهم.. ومكانة لا يستحقونها، فهم مجرد بشر أشغلوا العالم بحياتهم الخاصة، وتجولهم في الأسواق وزيارة البلدان، وكأن الحياة خلقت لذلك! هؤلاء الناس لم يكبر اسمهم أو يصبح لهم اهتمام وشأن إلا بسبب متابعتنا لهم، وتضييع أموالنا في ملاحقتهم وشراء ما يدعون أنه رائع ومذهل... فصارت أموالنا تهدر في احتياجات ثانوية وغير ضرورية أو غير مناسبة لنا. فلا تعتقدوا أنهم يفعلون ذلك لمصلحتك، فمهنتهم الأساسية أن يروجوا لأنفسهم ليكبروا على أكتاف غيرهم.. وتزيد أموالهم من خلال الإعلان عن منتج، ثم تكون ملاحقتكم لهم في المطاعم و«المولات» وليس كل ما يعرض ممتازاً وجميلاً ورائعاً. أقول هذا.. لما رأيت من هوس عند بعض الناس لمتابعة بعض المشاهير وأخبارهم وتحركاتهم، وكنت أتمنى لو أن أحد المتابعين قد استفاد فكرياً أو مادياً من وراء تلك المتابعة.. ولكن في الحقيقة أن ما يحدث ما هو إلا لإلهاء الناس وتدني مستوى الجانب الإبداعي والفكري والجانب الاجتماعي، فقد قل الاهتمام بالمهم والتواصل مع من يجب أن نتواصل معه.. وتراجعت الإنجازات بسبب ذلك التعلق في متابعة اللغو واللعب والتفاهة. أعجبتني تغريدة في «تويتر»، قرأتها منذ فترة، وقلت في نفسي: ها أنت جئت في وقتك! يقول صاحب التغريدة الذي لا يحضرني اسمه الآن ما معناه «في يوم ستتفاجأ بمن حولك وقد سبقوك في كل شيء.. بينما أنت تقلب شاشة هاتفك النقال!». نعم.. يوماً ما سيفاجأ الكثير وسيندم وسيقول في نفسه كم ضاعت أيام وأيام في متابعة هؤلاء دون أن أتقدم في حياتي، بينما بعض الذين أعرفهم أو أتابع تحركاتهم ، زادت إيراداتهم وتغيرت حياتهم، وصار لهم عمل يقدمونه. لذا أقول.. إلى هنا يكفي... أرجوكم! وإن كان الأمر لا يمكن الاستغناء عنه.. فاجعلوا ساعة من وقتكم لتصفح ما تريدونه، ومتابعة مَنْ يضيف إلى حياتكم شيئاً جديداً فقط، وفي الوقت نفسه لا تنسوا أن هناك مَنْ هو أهم في حياتكم لإعطائه ساعات من يومكم. Anwar.taneeb@gmail.com
مشاركة :