أنور إبراهيم (القاهرة) إذا كانت كرة القدم وسيلة للتقارب بين الشعوب وبلدان العالم، فإن «اللغة» أيضاً هي أقرب وسيلة للتقارب بين لاعبي كرة القدم سواء داخل غرفة الملابس أوعلى المستطيل الأخضر، ولعل هذا هو ما يؤمن به تماماً ويحاول تطبيقه الألماني «أولي هونيس» رئيس نادي بايرن ميوينخ. هونيس يريد أن يتجنب حدوث انقسامات داخل غرفة الملابس الخاصة بالفريق البافاري، ولكى يضمن ذلك اقترح فكرة مدهشة، ويراها حلاً بسيطاً «للغاية، وهي فرض اللغة الألمانية كلغة أولى ورئيسة للحديث داخل غرفة الملابس، وفرض «غرامة» على من لا يلتزم بذلك! وقال هونيس في حديثه لصحيفة «بيلد» الألمانية: يسود جو طيب داخل غرفة ملابس البايرن، وهو أمر جيد وبخاصة بعد أن اعتلى الفريق قمة الدوري الألماني «البوندسليجا».. والاحتفال بالفوز والانتصارات لا يمثل مشكلة على الإطلاق، ومسموح للاعبين بأن يتجاذبوا أطراف الحديث الودي فيما بينهم، ولكن كل ذلك بشرط واحد فقط وبسيط جداً هو أن تكون «اللغة الألمانية» هي اللغة الأساسية للحديث داخل غرفة الملابس. وأضاف قائلاً: هذا أمر مهم جداً، وإلا سنجد بعض الانقسامات و«الشللية» داخل غرفة الملابس. وتابع هونيس موجهاً حديثه للاعبين قائلاً: إذا كنتم تريدون الاندماج تماماً داخل النادي البافاري فعليكم تعلم اللغة الألمانية، وإذا لم تتعلموها فإن ذلك سيكون مؤشراً ودليلاً على أنكم تستخدمون النادي، كمجرد وسيلة للانتقال إلى أندية أخرى. وضرب هونيس مثلاً باللاعب الفرنسي فرانك ريبيري الذي انتقل إلى صفوف البايرن منذ حوالي تسع سنوات، وقال: عندما انضم ريبيري للفريق كان يعتبر النادي مجرد وسيلة وخطوة للانتقال إلى أندية أخرى، ولكنه بمرور الوقت عرف مدى أهمية فريق بايرن ميونيخ، ومكانته في الكرة الألمانية والعالمية فتعلم اللغة الألمانية، حتى يكون اندماجه كاملاً في الفريق. واختتم هونيس حديثه لصحيفة «بيلد» بقوله: ستصبح القاعدة داخل غرفة ملابس الفريق هي الحديث باللغة الألمانية، وإذا لم ينفذ اللاعبون المطلوب منهم فيما يتعلق بتعلم اللغة، فإنهم سيعرضون أنفسهم لدفع «غرامة». ومن جانبها قالت الصحيفة إنه بات على اللاعبين أن يقارنوا الفارق بين ما سيدفعونه في «حصص» تعلم اللغة الألمانية وبين «قيمة الغرامة»!
مشاركة :