الفلسطينيون قلقون من احتمال نقل السفارة الأميركية الى القدس

  • 1/7/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لا يخفي الفلسطينيون قلقهم من أن يقدم الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب على تنفيذ تعهده نقل السفارة الأميركية من تل أبيب الى القدس، لكنهم في الوقت نفسه يأملون برؤية أكثر واقعية عندما يتولى ترامب القيادة في البيت الأبيض، في وقت حذر الرئيس محمود عباس من أن نقل السفارة سيجعل السلم العالمي في مأزق. وقال عباس في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) خلال مشاركته في احتفالات عيد الميلاد وفق التقويم الشرقي: «سمعنا الكثير من التصريحات المتعلقة بنقل السفارة الأميركية التي نأمل في ألا تكون صحيحة وألا تطبق، وإذا طبقت فإن العملية السلمية في الشرق الأوسط، وحتى السلام في العالم، سيكونان في مأزق لن يخرجا منه». وأضاف: «نقول لمن صرح، وهو الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، ندعوك لزيارة فلسطين، خصوصاً بيت لحم، العام المقبل، وأن لا يكون هذا التصريح موجوداً في أجندتك... لأن أي تصريح أو موقف يعطل أو يغير وضع مدينة القدس هو خط أحمر لن نقبل به». وجدد موقفه الرافض للعنف والإرهاب، وقال: «نرفض العنف وننبذ الإرهاب أياً كان مصدره، ولن نقبل بأن نسير على خطاه»، مضيفاً: «لكن لدينا أساليبنا السياسية والديبلوماسية الكثيرة التي سنستعملها إذا اضطررنا، لذلك نرجو من الإدارة الأميركية ألا تسير في هذا الطريق». واعتبر أن الحديث عن نقل السفارة «تصريح عدواني يلغي العمل السياسي للشأن الفلسطيني الذي يعتبر القدس الشرقية عاصمة دولته المستقلة، وهو ما لن نقبل به إطلاقاً». وأضاف: «القدس الشرقية عاصمة دولتنا، وهذه العاصمة مفتوحة لكل الأديان السماوية الإسلامية والمسيحية واليهودية، ومن حق جميع الأديان ممارسة شعائرهم الدينية بكل راحة في القدس عاصمتنا الأبدية». وحذر قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس للشؤون الدينية الشيخ محمود الهباش أمس من مغبة نقل السفارة، وقال خلال خطبة الجمعة في مسجد التشريفات في مقر الرئاسة في رام الله، إن مثل هذه الخطوة بمثابة إعلان حرب على المسلمين، ولا يمكن القبول بها، او «الوقوف مكتوفي الأيدي إزاءها»، داعياً الى التصدي لها بقوة من أجل منع العبث بمصير المنطقة، وقال: «نمد أيدينا للسلام بصورة لا يستطيع أن ينكرها أحد، لكن ليس بأي ثمن، وليس على حساب القدس». وأشار إلى أن العالم الإسلامي والمسيحي يرفض مثل هذه الخطوة التي وصفها بـ «الرعونة السياسية»، موضحاً أن التسويات والتفاوض عادة ما تتم في الجوانب السياسية، وليس في الدين والعقيدة والتاريخ. وشدد على أن القدس مفتوحة. وحذر الجهات المحبة للسلام والداعية له، من أن السلام والمنطقة والعالم سيكونون في خطر حقيقي، مناشداً الفاتيكان والأزهر الشريف ومنظمة الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي وكل الدول والشعوب المحبة للسلام والاستقرار، التحرك العاجل. وكان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات قال إن «وضع القدس يجب أن يكون موضع تفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين، واتخاذ أي قرار اليوم سيكون تدميراً لعملية السلام». يذكر أن ترامب تعهد أثناء حملته الانتخابية تنفيذ قرار للكونغرس صدر عام 1996 يقضي بنقل السفارة من تل أبيب الى القدس. لكن الرؤساء الأميركيين، بمن فيهم الجمهوريون، دأبوا على تأجيل تنفيذ القرار لاعتبارات تتعلق بالأمن القومي. ويسمح القانون الأميركي لرئيس البلاد بتأجيل تنفيذ قرار للكونغرس في السياسة الخارجية لمدة ستة أشهر قابلة للتجديد اذا كان الأمر يتعلق باعتبارات الأمن القومي. ويأمل الفلسطينيون في أن ينضم ترامب الى السياسة الواقعية التي اتبعها اسلافه بهذا الشأن. غير أن الخطوات التي اتخذها منذ فوزه في الانتخابات أثارت المزيد من القلق لديهم، خصوصاً تعيينه سفيراً جديداً لأميركا في إسرائيل (ديفيد فريدمان) معروفاً بتأييده الاستيطان، وتعيين صهره جارد كاشنر المتحدر من عائلة معروفة بتبرعاتها السخية للاستيطان، مسؤولاً عن الإحاطات اليومية ووسيطاً لعملية السلام، وغيرها من التعيينات. وتعتبر الولايات المتحدة الاستيطان في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، غير شرعي. ووافقت إدارة باراك أوباما على القرار 2334 في مجلس الأمن يدين الاستيطان ويعتبره غير شرعي. لكن ترامب أعلن رفضه هذا القرار، وطلب من إسرائيل في تغريدة له أن «تصمد» الى حين قدومه الى البيت الأبيض في العشرين من الشهر الجاري. كما أعلن غير مسؤول في إدارة ترامب، ومنهم فريدمان، أن «الاستيطان ليس عقبة أمام السلام»، الأمر الذي أثار المزيد من القلق لدى الفلسطينيين. ويجري مسؤولون في السلطة الفلسطينية اتصالات واسعة مع عدد من الجهات الفاعلة في الحلبة الدولية في محاولة للتأثير على توجهات الرئيس الأميركي الجديد، من بينها مصر وروسيا المعروفتان بعلاقاتهما الخاصة مع ترامب، في محاولة لتسوية الأمر عبر الديبلوماسية الهادئة. لكن في حال إقدام ترامب على تنفيذ القرار، فالمتوقع حدوث تدهور كبير في العلاقات الفلسطينية - الأميركية، وربما حدوث تظاهرات شعبية احتجاجية يرى بعض المراقبين أنها قد تتحول الى انتفاضة جديدة. وقال مسؤول كبير في حركة «فتح» لـ «الحياة» إن الحركة ستطلب من الدول العربية والإسلامية سحب سفرائها من واشنطن في حال إقدام ترامب على نقل سفارة بلاده الى القدس. وأضاف: «الموضوع ليس فلسطينياً فحسب، لأن القدس ليست فلسطينية وإنما عربية وإسلامية، القدس تضم المسجد الأقصى المقدس لدى جميع المسلمين». ويراهن الفلسطينيون على حدوث تغيير في موقف ترامب إثر التطورات الدولية الأخيرة الخاصة في القضية الفلسطينية، مثل القرار 2334، ومؤتمر باريس للسلام المقرر عقده في 15 الجاري.

مشاركة :