توتنهام يوجه رسالة قوية إلى تشيلسي ويستمتع بالانتقام

  • 1/7/2017
  • 00:00
  • 30
  • 0
  • 0
news-picture

رغم أنه لم يمر سوى موسمين ونصف الموسم على وجود الأرجنتيني ماوريسيو بوكتينيو في توتنهام هوتسبير، فإن تاريخه مع مواجهات تشيلسي أصبح حافلا وثريا بكل المقاييس. الأمر يتعدى حدود التعادل بنتيجة 2 - 2 الذي جاء بطعم الخسارة بملعب ستامفورد بريدج نهاية الموسم الماضي عندما فقد فريقه الصدارة، وتبخر معه آخر آماله في الفوز باللقب. ربما يفكر بوكتينيو في الفوز الذي حققه على أرضه أمام الفريق نفسه بنتيجة 5 – 3 في موسمه الأول، الذي جاء أول المؤشرات بأن توتنهام يستطيع اللعب حسب تعليماته، ويمكنه أيضا أن يتذكر الهزيمة في مباراة نهائي الكأس بنتيجة 2 – صفر بعدها بشهور قليلة. ففي بداية الموسم الحالي، تعرض توتنهام لهزيمة بنتيجة 2 - 1 بملعب ستامفورد بريدج وخرج بوكتينيو يتحسر عليها، رغم أنه يرى أن تلك المباراة كانت بمثابة نقطة التحول لفريقه. فبعد خروج فريقه من دوري أبطال أوروبا أمام موناكو قبل ذلك بأيام، استشعر بوكتينيو دلائل عودة البهجة للاعبيه. كان كل لقاء له مع فريق غرب العاصمة لندن يحمل أهمية خاصة، ولم تكن تلك المباراة الأخيرة استثناء. فلا يهم كثيرا أن تشيلسي كان على وشك تحقيق رقم قياسي في عدد مرات الفوز المتتالي بالدوري العام، فقد كان هذا اللقاء أحد أروع المباريات التي أداها توتنهام، وإذا كان هناك سؤال عن أي الفريقين كان الأقرب للهزيمة؟ فبالتأكيد لم يكن توتنهام. فقد أراد بوكتينيو أن يرى رسالة تصميم من لاعبيه، لا مجرد انتقام من معركة جرت ملعب ستامفورد بريدج السابقة، وبفضل الفتي ديلي آلي الذي لا يكف عن التسجيل فقد استطاع المدرب أن يحقق ما أراد وخرج فائزا بهدفين نظيفين. جاءت جميع أهداف ديلي آلي على منوال واحد، فقد صنعها كريستيان إريكسون بتمريراته الماكرة، وكان الأول هو المتكفل بإيداعها المرمى برأسه، وإضافة إلى ذلك، كنا نراه في كل مباراة يخترق سيزار أزبليكويتا وفيكتور موزيس. سجل اللاعب الذي لم يتعد عمره 20 عاما سبعة أهداف حتى الآن في مبارياته الأربعة الأخيرة، بإجمالي 11 هدفا في جميع المسابقات مع ناديه في الموسم الحالي؛ وبذلك فقد تخطى الرقم الذي حققه بنهاية نصف الموسم الماضي. وكثيرا ما يروق لجماهير النادي أن تذكرهم بطريقة حصولهم على لاعبهم الصغير آلي، فمن حوله باتوا يرونه مختالا بنفسه وكأنه امتلك استاد وايت هارت لين، فحتما سيتباهى آلي دائما باللحظة التي استبدل فيها في الدقيقة الـ86 لتقف الجماهير وتصفق تحية له على أدائه، وحتى مدافع فريق تشيلسي ديفيد لويز سلم عليه باليد. كان بوكتينيو موفقا باللعب بخط دفاع ثلاثي، وهي الاستراتيجية نفسها التي اتبعها في فوز فريقه 4 – 1 بملعب واتفورد في أمسية بداية العام الجديد، وكانت الفكرة من اللعب بطريقة 1 - 2 - 4 - 3 أن يمهد الطريق أمام المدافعين الصريحين كيلي ووكر وداني روز، للتقدم والضغط من نهاية الملعب، وهو ما نجحا في تنفيذه. غير أنه كان من الملاحظ أيضا حجم الحرية التي منحت للاعب الشاب آلي فيما يخض مساحة حركته خلف المهاجم هارى كين. في المقابل، كان من الخطأ إشراك إيدن هازار نجم تشيلسي في العمق منذ بداية اللقاء على أمل استغلال اندفاع الجناح تجاه الأجناب، فقد استطاع دفاع بوكتينيو احتواء تهديد خصومه بسلاسة كبيرة. ومع المزيد من التقدم، استطاع آلي باستغلاله للمساحات الضيقة في الأماكن الحساسة أن يصنع الفارق، وهو المشهد الذي استمر يشهده غاريث ساوثغيت مدرب منتخب إنجلترا في استحسان من المدرجات. وبفضل تلك النتائج، قفز توتنهام إلى المركز الثالث في جدول المسابقة، وفي سبيل الوصول لهذا أزاح آرسنال بعيدا عن الأربعة الكبار في الترتيب. فقد فاز بوكتينيو بأربع مباريات من الخمس التي بدأها بخط دفاع ثلاثي، فيما جاءت المباراة التي تعادل فيها بأداء مشرف بملعب آرسنال في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وستكون مفاجأة أن توقف تصميم الفريق على التقدم كما فعل أنطونيو كونتي بطريقة لعبه 3 - 4 - 3 مع تشيلسي. يمتلك بوكتينيو الآن ما يكفي من اللاعبين الأكفاء تحت تصرفه في ظل قابلية تعديل مركز إيريك داير في اليمين عند اللعب بخط دفاع ثلاثي مجددا، وفيكتور وانياما المتألق في مركز خط الوسط المدافع. وفي السياق ذاته، ما زال ووكر وروز يواصلان التألق، فقد فازا بمعركة مدافعي الأجناب، ليدفعا بمنافسيهما موزيس وماركوس ألونسو للخلف. الأمر المدهش هو الطريقة التي نظر بها توتنهام للمباراة بعد هدف آلي الثاني عندما كان لا يزال هناك 36 دقيقة على نهاية المباراة. وكان بوكتينيو وكونتي قد تحدثا عن معركة ملعب ستامفورد بريدج التي قلبا صفحتها، لكن دروسها لم تنس. لكن مع تكرار تغني جماهير تشيلسي بها في أهازيجهم المتكررة، بدا الأمر وكأن تلك المباراة قد علقت بالذاكرة. دخل روز الذي كان علامة بارزة الموسم الماضي في عدد من المشكلات باصطدامه المتكرر بخصومه، وكانت هناك حالة من الغليان الصامت في الشوط الأول. بمعنى آخر، كان واضحا أنه من الصعب نسيان الماضي القريب. أهم ما ميز تفاصيل التعادل بنتيجة 2 - 2 كان كيف أن توتنهام ضحى بتقدمه بنتيجة 2 – صفر في النصف ساعة الأخير من تلك المباراة، لكن في هذه المباراة كان نضجهم واضحا، وكان ذلك مصدر راحة لبوكتينيو. وكان أهم ما ميز المراحل الأخيرة كم الفزع الذي طرأ بعد الهدف الثاني الذي هز مرمى هوغو لوريس. كانت الأمسية بمثابة الاحتفال بالجماهير صاحبة الأرض، وقالوا لبوكتينيو عند نهاية المباراة إن أداء فريقه كان ساحرا. فالفريق عاد مجددا لسابق عهده مع التألق الموسم الماضي، وظهر بوضوح عودة مستوى اللاعبين لما كانوا عليه في السابق. ففي ظل لمسات آلي الراقية بات التفاؤل منطقيا.

مشاركة :