طائرات النظام كثفت غاراتها على وادي بردى والفصائل السورية المعارضة تصد هجومًا جديدًا

  • 1/7/2017
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

بقيت منطقة وادي بردى القريبة من العاصمة السورية دمشق، هدفًا للقصف الجوي والمدفعي لليوم الخامس عشر على التوالي، حيث كثّف النظام السوري غاراته الجوية على القرى والبلدات المحاصرة، وألقى أمس المزيد من البراميل المتفجرة على الأحياء المأهولة بالمدنيين، في حين استهدفت المنطقة بعشرات قذائف الهواوين، ورصاص القناصة الذي اصطاد المدنيين الأبرياء، وهو ما رأت فيه المعارضة السورية «استمرارا واضحا في خرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي ترعاه روسيا وتركيا». «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أفاد بأن «اشتباكات عنيفة دارت (أمس) بين قوات النظام وحلفائها من جهة، وبين فصائل المعارضة المسلحة من جهة، عند محور جبل البتراء بالقلمون الشرقي، بالتزامن مع غارات نفذتها طائرات حربية على المنطقة». وأكد أن الاشتباكات العنيفة «تواصلت بين الفصائل ومقاتلي (حزب الله) اللبناني، على محور قريتي بسيمة والحسينية في وادي بردى». وتابع «المرصد»، أن الطائرات الحربية والمروحية «نفذت المزيد من الغارات على مناطق في الوادي، بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي مكثف على بلدات الوادي وجرودها، دون ورود معلومات عن خسائر بشرية». من جهة ثانية، أكد مصدر عسكري في المعارضة السورية، لـ«الشرق الأوسط»، أن «الثوار أحبطوا محاولة تقدم جديدة للنظام على أحد المحاور، وتمكنوا من قتل عدد من العناصر المهاجمة». وأوضح أنه «إذا لم يمتثل النظام وحلفاؤه إلى قرار وقف إطلاق النار، فإن المعركة ستكون طويلة». ثم قال «بحسب معلوماتنا فإن (حزب الله) يسعى إلى تفريغ المنطقة الحدودية، بدءًا من ريف القصير وصولاً إلى وادي بردى، لفرض حزام أمني طويل، تحسبًا لمستقبل يخشاه». ولفت المصدر العسكري الذي رفض ذكر اسمه، إلى أن «لا وجود عسكريًا لأي من المجموعات المصنّفة إرهابية، سواء (داعش) أو (فتح الشام)»، مشددًا على أن النظام «يسوّق مزاعمه عن وجود (جبهة النصرة) لتبرير قصفه المدنيين، سواء في وادي بردى أو في الغوطة الشرقية». جدير بالذكر، أن منطقة وادي بردى تشهد معارك مستمرة بين الطرفين منذ 20 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، إثر هجوم شنّه قوات النظام وحلفاؤها للسيطرة على المنطقة التي تعدّ خزان مياه دمشق. وقالت المعارضة السورية إن القصف الجوي تسبب في تضرر إحدى مضخات المياه الرئيسية؛ ما أدى إلى قطع المياه عن العاصمة منذ أكثر من أسبوعين. ومنذ ذلك الوقت تبادل طرفا النزاع الاتهامات بالمسؤولية عن قطع المياه، بينما شددت الأمم المتحدة الخميس على أن أعمال التخريب والحرمان من المياه تعد «جرائم حرب». في سياق متصل، زادت العمليات العسكرية من مأساة المدنيين المحاصرين؛ إذ وصف ضياء الحسيني، الناشط في محافظة ريف دمشق، الوضع الإنساني بـ«الكارثي». وأكد لـ«الشرق الأوسط»، في لقاء معه، أن «معظم المشافي والمراكز الطبية باتت خارج الخدمة، وأن النظام والميليشيات الطائفية يمنعون إخراج أي مصاب لمعالجته خارج المنطقة، كما يمنعون دخول أي نوع من المساعدات الإنسانية، في تحد سافر للمنظمات الدولية، والهيئات الطبية وحتى الصليب الأحمر». كذلك، ذكر الحسيني أن «ميليشيا (حزب الله) منعت لليوم الثالث على التوالي الوفد الروسي من الدخول إلى وادي بردى، للاطلاع على الوضع الذي تعيشه المنطقة»، مشيرًا إلى أن المنطقة المحاصرة «تحيط بها الجبال، وهذه الجبال يتمركز فيها مقاتلو (حزب الله) وميليشيات النظام، التي تمعن في استهدافها بقذائف الهواوين، وبالقناصة التي تطال المدنيين الأبرياء». وليس بعيدًا عن وادي بردى، تعرضت بلدة مضايا، المحاصرة لقصف من قوات النظام، حيث أسفر القصف عن مقتل شخصين وسقوط عدد آخر من الجرحى. وردت الفصائل المعارضة، بإطلاق قذائف صاروخية على مدينة دمشق نفسها، سقطت إحداها في منطقة العباسيين وتسببت في وقوع عدد من الجرحى. وهذا، بينما يفترض أن تشهد الجبهات الرئيسية في سوريا وقفا لإطلاق النار بدأ تطبيقه قبل أسبوع بموجب اتفاق روسي - تركي. ولكن على الرغم من الهدنة، وهي الأولى بغياب أي دور لواشنطن التي كانت شريكة موسكو في اتفاقات هدن سابقة لم تصمد، تشهد بعض الجبهات وتحديدا في ريف دمشق خروقًا متكررة. أما في الغوطة الشرقية، أيضًا في محافظة ريف دمشق، فقد سقطت أكثر من 20 قذيفة أطلقتها قوات النظام، على محيط حوش الصالحية وبلدة حزرما في منطقة المرج، وسط تجدد للاشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها وما يسمى «حزب الله» من جهة، والفصائل المعارضة من جهة أخرى، في محور كتيبة الصواريخ بحزرما وأطراف بلدة الميدعاني. وبعيدًا عن العاصمة، تعرضت مناطق في بلدة الغنطو بريف محافظة حمص الشمالي، لقصف من قوات النظام، بينما استمرت الاشتباكات بوتيرة متفاوتة بين النظام والمسلحين الموالين له من جهة، وبين تنظيم داعش في محيط مطار «التي فور» وقرية شريفة، وسط قصف مكثف من قبل قوات النظام على مناطق الاشتباك.

مشاركة :