من المرجح أن يشعل حادث إطلاق النار في مطار فلوريدا أمس الجمعة مجدداً الجدال الدائر بشأن ما إذا كان ينبغي أن تكون نظم الفحص أكثر دقة. لكن خبراء يقولون إن منع هجمات مثل هجوم الجمعة -عندما فتح مسلح النار في منطقة استلام الحقائب في مطار فورت لودرديل-هوليوود الدولي- مستحيل تقريباً نظراً للمناطق العامة الكبيرة في المطارات الأميركية برغم إنفاق مليارات الدولارات على الأمن. وقال خبير الطيران روبرت مان بالنسبة لمسألة أن هذا لم يحدث في منطقة آمنة.. فإن الواقعة لا تدل في الحقيقة على أي شيء يتعلق بأمن المطار. وأضاف أي شخص يمكن أن يدخل حانة وأي شخص يمكن أن يدخل صالة استلام الحقائب. كل منهما غير آمن. وقالت السلطات إن خمسة أشخاص قتلوا وأصيب ثمانية على الأقل في هجوم الجمعة. ويركز الأمن في غالبية المطارات الكبرى في أنحاء العالم بشكل عام على حماية الطائرات من المهاجمين المحتملين والعبوات الناسفة وليس على حماية المطارات نفسها. ونتيجة لذلك يسهل دخول العامة إلى معظم الأماكن في صالات الركاب دون فحص رسمي قبل مرور الركاب بحاجز التفتيش كي يصلوا إلى بوابات المغادرة. وزاد الجدل بشأن توسيع الفحص الأمني ليشمل المناطق العامة في المطارات بعد تفجيرات داخل صالة الركاب في مطار بروكسل في مارس عام 2016 أسفرت عن مقتل 32 شخصا وإصابة المئات. وقال هنري هارتفيلت المحلل بقطاع الطيران من غير العملي لوجيستياً للأسف محاولة حماية هذه المناطق والسبب هو أنه مهما حاولت مد الحدود ستظل هناك دائما منطقة هشة يمكن استهدافها. كما ستكون تكلفة تطبيق مثل هذا النوع من الفحص عائقاً نظراً لعدد المطارات الأميركية الكبيرة. وبعد حادث فلوريدا قالت جهات إنفاذ القانون في العديد من المطارات الأميركية إنها كثفت الوجود الأمني بما في ذلك في شيكاغو ونيويورك. ويسعى المحققون الاتحاديون لاستكشاف كل الزوايا التي تتيح لهم معرفة الدوافع وراء الحادثة. وقالت السلطات إنها احتجزت الأميركي استيبان سانتياغو -وهو جندي شارك في حرب العراق وحائز على أوسمة- وإنه خضع لاستجواب طويل. وقال جورج بيرو الوكيل الخاص المسؤول عن فرع مكتب التحقيقات الإتحادي في ميامي إن من المتوقع توجيه اتهامات له. وقال بيرو إن المحققين لا يستبعدون عنصر الإرهاب كسبب للهجوم ويراجعون تحركات المشتبه به في الآونة الأخيرة. وأضاف سنحاول سبر كل الزوايا لتحديد الدافع وراء هذا الهجوم. وذكرت السلطات أن المهاجم أخرج بندقية نصف آلية عيار تسعة ملليمترات من حقيبته التي كانت قد مرت من التفتيش وبدأ في إطلاق النار عشوائياً. وقالت السلطات إن سانتياغو (26 عاما) وصل إلى فورت لودرديل قبل قليل من الساعة الواحدة ظهرا بالتوقيت المحلي مساء الجمعة على رحلة قادمة من ألاسكا. وقال بيرو إن سانتياغو مثل أمام فرع لمكتب التحقيقات الاتحادي في أنكوراج في نوفمبر الماضي وكانت تصرفاته غريبة وتم تسليمه للشرطة المحلية التي نقلته إلى منشأة طبية لتقييم حالة قواه العقلية. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) إنه خدم في الفترة من 2007 إلى 2016 في الحرس الوطني في بويرتوريكو والحرس الوطني في ألاسكا بما في ذلك العمل في العراق عامي 2010 و2011. وسانتياغو جندي وفني هندسي ونال ستة أوسمة قبل نقله إلى صفوف الاحتياط غير العامل في أغسطس.
مشاركة :