أعلنت عائلته عن وفاته أمس، دون العثور على جثته، عقب فقدان آثاره قبل ثلاثة أيام، جراء إغراق زورق إسرائيلي لقارب كان على متنه قبالة شواطئ قطاع غزة. وتجلس "تهاني الهِسّي" البالغة من العمر 58 عاما، على أريكة صغيرة داخل منزلها الواقع في مخيم الشاطئ، غرب مدينة غزة، مستقبلة جاراتها اللواتي حضرن ليقدمن لها التعازي. ومرت الليالي السابقة، ثقيلة وقاسية على قلب الأم التي لا تكف عن ضرب صدرها بيدها، حزنا على فقدان ابنها. وتقول الهِسّي، لمراسل وكالة الأناضول، وهي تحتضن صورة صغيرة لابنها:" لم استوعب خبر استشهاد ابني محمد، حتى الآن، طوال الليل أحلم به وأتساءل كيف رحل؟". تضيف:" محمد ذهب للصيد، لتوفير قوت يوم عائلته المكونة من ثلاثة أفراد، فلا يملك أي مهنة أخرى". وتضيف:" وضعه الاقتصادي صعب جدا، وبالكاد يوفر قوت يوم عائلته". وتعود الهسي بذاكرتها إلى الوراء قائلة:" كان صديق الجميع، يحبه كل الجيران والأقارب كان صاحب ابتسامة دائمة". وأكملت بعد أن اختنق صوتها بالبكاء الشديد:" بأي ذنب قتل محمد، ما مصير اطفاله ؟". وفي بيت العزاء الذي افتتحته عائلة الهِسّي، في ميناء غزة يقول، محمد الهسي (60 عاما)، والد الصياد المفقود، إن "العائلة ما تزال تحت وقع الصدمة". وأضاف لوكالة الأناضول:" حسبي الله ونعم الوكيل، ابني انتهى، مات، لدى علمي بفقدانه في عرض البحر، انتابني شعور قاسٍ وكان مفجعا أن نفقده هكذا". ويتابع:" هذا مصير من يبحث عن رزقه وقوت يوم عائلته في ظل الاحتلال الإسرائيلي الذي لا يعرف سوى لغة الدم ولا يعرف للإنسانية أي معنى ". وقالت عائلة الصياد محمد الهسي (32 عاما)، في بيان مساء أمس الجمعة، وصل وكالة الأناضول نسخة منه، إنها تعلن عن "استشهاد ابنها الذي فقدت آثاره، منذ مساء الأربعاء الماضي، بعد إغراق زوارق الاحتلال الإسرائيلي له ولقاربه قبالة شاطئ بيت لاهيا شمالي قطاع غزة". وفي وقت سابق، صرَّح نزار عياش، نقيب الصيادين الفلسطينيين، بأنَّ زورقًا إسرائيليًّا اعترض في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء الماضي، أحد القوارب التابعة للصيادين الفلسطينيين قبالة شاطئ شمالي غرب مدينة غزة، ما أدَّى إلى إغراقه بشكل كامل، وفقدان الصياد الهسي. وحمَّلت فصائل فلسطينية ولجان شعبية وحقوقية السلطات الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمترتبة على استمرار الاعتداءات والانتهاكات المتواصلة من ملاحقة وإطلاق نار واعتقال بحق الصيادين الفلسطينيين في بحر غزة. ولم يصدر أي تعقيب رسمي من السلطات الإسرائيلية حول الحادثة. ويقول مسؤولون فلسطينيون، إنَّ مهنة صيد الأسماك، التي يعمل بها نحو أربعة آلاف شخص، تراجعت بشكل غير مسبوق في غزة، نتيجة لتراجع حجم الصيد اليومي لمئات الصيادين، بسبب القيود التي تفرضها إسرائيل على المساحات التي يسمح لهم بالصيد فيها. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :