عيد الميلاد بغزة.. فرحة مسيحية بأياد مسلمة

  • 1/7/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

غزة/ نور أبو عيشة/ الأناضول إلى جانب شجرة ميلاد كبيرة، يجلس الشاب حمدي شعشاعة (29 عاماً)، متفقداً أدواته البسيطة، كي يبدأ عمله في تجهيز الهدايا الخاصة بالطائفة المسيحية التي تحتفل اليوم السبت بعيد الميلاد، وفق التقويم الشرقي. وداخل متجر يتوسط سوق حي الرمال، أحد أبرز أسواق مدينة غزة، يشرع "شعشاعة" في نقش بعض الزخارف النباتية التي يصفها بالفلكلورية الفلسطينية، على جرسٍ زجاجي أحمر اللون، يُستخدم لتزيين أشجار الميلاد. وفور انتهائه من النقش، انشغل الشاب بتزيين شجرة صغيرة، أوصاه بها أحد الزبائن، في إضافة بعض اللمسات الشبابية غير التقليدية عليها، كي يقدمها هديةً إلى صديقه المسيحي. وكغيرها من مدن العالم، زيّنت المحال التجارية في أسواق قطاع غزة واجهاتها بالأضواء الملوّنة، وأزياء بابا نويل بالإضافة إلى دُمى حيوان "الرنّة". وقال "شعشاعة" الحاصل على بكالوريوس في الهندسة المعمارية، وهو يزيّن شجرة الميلاد، بالجرس الذي انتهى من نقشه لتوّه، فضلاً عن تزيينها بالكرات الزجاجية المُضيئة والمنقوشة على ذات الشاكلة:" يفضل المسيحيون في أعيادهم الهدايا التي لها دلالة على السلام والمحبة". وتابع في حديثه للأناضول "لهذا تجد الأضواء ملّونة جميلة وخافتة، نحن نضيف إليها في حال كان مصدر هذه الأضواء الكرات الزجاجية التي تعلّق على أشجار الميلاد، نقوش الزخارف النباتية التي لها علاقة بالتراث الفلسطيني". ولفت إلى أنه وشقيقته "ديما"، أدخلا اللمسات الفلكلورية إلى جانب الشبابية على هدايا الميلاد، ليجعلانه "ميلاداً مميزاً لمسيحيي غزة". وعلى أرفف متجره، تُرتب شقيقته "ديما" الأطباق والكؤوس التي رُسمت عليها بالألوان الزيتية الخاصة، رموز أعياد الميلاد مثل "بابا نويل"، و"حيوان الرنّة". وتقول "ديما" الحاصلة على شهادة البكالوريوس في المحاسبة للأناضول: "أتقن فن الرسم على الزجاج، فيما تتميز هدايا الميلاد التي نقدّمها برموز معينة مثل شخصية بابا نويل، مما يُعطي الروح للهدايا". وشرعت ديما، بتغليف هديةٍ لإحدى الزبونات المسلمات، اللواتي يقمن بتقديم هدايا الميلاد لصديقاتهن المسيحيات تعبيراً منهن على السلام والتآخي، على حدّ وصفها. وفي مهنةٍ أخرى، تجد لها مكاناً مميزاً في هذه المناسبة، يعكف الفلسطيني أكرم الداية (53 عاماً) بمساعدة أبنائه على صناعة حلوى الأطفال والمعروفة باسم "السكاكر"، بلونيها الأحمر والأبيض. وفي داخل ورشته الصغيرة في مدينة غزة، يُجهّز الخمسيني عجينة السكر، مُضيفاً إليها بعض الأصباغ المُلوّنة، كي يصنع منها لاحقاً قطعاً من الحلوى. وتنشط هذه المهنة في مواسم متعددة، أبرزها الأعياد الخاصة بالمسيحيين، إذ يوصيه بعض الزبائن بصناعة كميات محددة كي يقدّموها هديةً لأطفالهم خلال الأعياد، حسب الداية. وبأشكالها المختلفة مثل عصا بابا نويل، والكرات المُلوّنة، يرتّب الداية قطع الحلوى، ليبدأ بتغليفها وتجهيزها لأحد الزبائن. ويصف الداية تكلفة تصنيع حلوى الأعياد للأطفال بـ"البسيطة". ويقول للأناضول: "تصنيع السكاكر مهنة جميلة، تزرع الفرحة في قلوب الأطفال، خاصة خلال مواسم الأعياد والمدارس". وتبدأ الكنائس والطوائف المسيحية التي تسير حسب التقويم الشرقي في الأراضي الفلسطينية، احتفالاتها بعيد الميلاد المجيد، في السابع من يناير/كانون ثان. ويتبع نحو 70% من مسيحيي قطاع غزة، لطائفة الروم الأرثوذكس، بينما يتبع البقية لطائفة اللاتين الكاثوليك. والطوائف المسيحية التي تسير حسب التقويم الشرقي في فلسطين، هي "الروم الأرثوذكس، والسريان، والأقباط، والأحباش". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :