توفي اليوم السبت (7 يناير/ كانون الثاني 2017) الرئيس البرتغالي الاسبق ماريو سواريز عن 92 عاماً لتطوى صفحة شخصية طبعت ببصماتها تاريخ بلادها طيلة اربعة عقود، وكانت من اشد المدافعين عن الحرية وعن البيت الاوروبي. واكد خوسيه باراتا المتحدث باسم مستشفى الصليب الاحمر في لشبونة خبر الوفاة لوكالة فرانس برس، من دون ان يوضح سببها. وكان سواريز نقل الى المستشفى في 13 كانون الاول/ديسمبر بسبب "تدهور عام في وضعه الصحي" وادخل قسم العناية المركزة في مستشفى الصليب الاحمر. وبعد تحسن عابر، عاد وضع الرئيس السابق الصحي وتدهور فجأة في 24 كانون الاول/ديسمبر 2016 بدون ان تكشف اسباب ذلك. وبحسب مقربين منه فان سواريز لم يتعاف ابدا من التهاب في الدماغ اصيب به في كانون الثاني/يناير 2013، وتفاقم وضعه الصحي اكثر اثر وفاة زوجته في تموز/يوليو 2015. واعلن رئيس حكومة البرتغال انطونيو كوستا الحداد في البلاد لمدة ثلاثة ايام ابتداء من الاثنين. وقال رئيس الحكومة الاشتراكي من نيودلهي حيث يقوم بزيارة رسمية "فقدنا اليوم الشخص الذي كان مرارا وجه وصوت حريتنا التي ناضل من اجلها طيلة حياته". واضاف "ان خسارة ماريو سواريز تعني خسارة من لا يعوض في تاريخنا الحديث". من جهته قال رئيس الجمهورية مارسيلو ريبيلو دي سوسا المحافظ عن سواريز "لقد كان مقاتلا من اجل الحرية ولا بد للبرتغال من ان تناضل من اجل ابقاء ارثه حيا". كما قال زعيم المعارضة من اليمين الوسط بدرو باسو كويلو "انه يوم حزين لكل البرتغاليين. لقد كان احد مؤسسي النظام الديموقراطي الذي نعيش في ظله اليوم". دوليا تسارعت ردود الفعل التي اشادت بالرئيس البرتغالي السابق. وقال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في بيان عن سواريز "ان اسمه سيبقى الى الابد مرتبطا بثورة القرنفل وايضا بمسيرة البناء الاوروبية". وتابع "ان مسيرته ومعاركه وعلاقاته الشخصية مع بلادنا تذكرنا بعمق العلاقات التي تربط بين فرنسا والبرتغال". وقال رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر "ان حياة ماريو سواريز تختصر بالتاريخ الحديث للبرتغال، لانه كان مهندس مقاومة الديكتاتورية، ومهندس انتقال بلاده نحو الديموقراطية". رئيس الحكومة الاسبانية المحافظ ماريانو راخوي قال ان سواريز كان "اوروبيا كبيرا ورجلا محوريا في مسيرة الديموقراطية البرتغالية". وبقي سواريز الذي يعتبر اب الديموقراطية البرتغالية التي تكرست في 1974، في مقدمة المشهد السياسي في بلاده لاربعين عاما. وهو مؤسس الحزب الاشتراكي البرتغالي وكان وزيرا للخارجية وشغل رئاسة الوزراء مرتين قبل ان يتولى الرئاسة بين 1986 و1996 اضافة الى كونه نائبا اوروبيا. اعتبر سواريز مهندس انضمام البرتغال الى الاتحاد الاوروبي عام 1986. ويعود اخر ظهور علني له الى ايلول/سبتمبر الماضي خلال حفل تكريم لزوجته الممثلة ماريا باروزو التي توفيت عام 2015. وكانا تزوجا عام 1949 ورزقا بولدين احدهما الرئيس السابق لبلدية لشبونة ووزير الثقافة السابق جوا سواريز. وغداة ثورة القرنفل عام 1974 قام بدور مهم جدا حيث اطاح انقلاب عسكري ب48 سنة من الديكتاتورية و13 عاما من الحروب الاستعمارية. وبعد ان وقف بوجه الحزب الشيوعي فاز سواريز وحزبه باول انتخابات حرة تنظم في البرتغال.
مشاركة :