ترقب استئناف المفاوضات الإسرائيلية ـ الفلسطينية الثلاثاء ونتنياهو يتحدث عن «احتمال لتحقيق السلام»

  • 7/26/2013
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

رام الله: كفاح زبون تل أبيب: «الشرق الأوسط» رجح وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي، سليفان شالوم، أن تنطلق محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية في واشنطن الثلاثاء المقبل، لكنه أكد أن ذلك ليس موعدا نهائيا ودقيقا، ومرتبط بقرار من الفلسطينيين أنفسهم. ورغم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يؤكد الموعد، فإنه قال إن هناك «احتمالا لتحقيق السلام»، لكن رأى أن «الأمر منوط أيضا بالطرف الثاني»، معربا عن أمله في أن يتم التوصل إلى تسوية سلمية تستطيع إسرائيل الحفاظ عليها. وقال شالوم: «حسب فهمي، أعتقد أن الفلسطينيين سيقررون الحضور الأسبوع القادم، لكن بالطبع لا يمكنني أن أتحدث فيه نيابة عن الفلسطينيين». وأضاف: «كلنا أمل أن تبدأ المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية في واشنطن الأسبوع القادم، إذا لم يحدث طارئ جديد، ربما الثلاثاء، الأمل قائم، ونحن نريد ونرغب في إحراز تقدم في المفاوضات بالتوازي مع توقعات تحسن الاقتصاد الفلسطيني». وأشارت مصادر فلسطينية لـ«الشرق الأوسط» إلى أن القيادة على اتصال دائم مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري للاتفاق على أسس استئناف المفاوضات. وأضافت: «موضوع اللقاء وموعده سيتحدد في أي وقت، وفق الأجوبة المنتظرة حول القضايا محل الخلاف». ولم تؤكد المصادر أو تنفي إمكانية عقد اللقاء الثلاثاء. وإذا ما التقى عريقات بليفني في واشنطن فإنه يدشن انطلاق مرحلة جديدة من المفاوضات بعد توقف استمر 3 سنوات. وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية إن المحامي الإسرائيلي إسحاق مولخو، ممثل رئيس الوزراء الإسرائيلي في المفاوضات، وتسيفي ليفني، مسؤولة ملف التفاوض، سيلتقيان بصورة سرية الثلاثاء القادم بكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات في أول لقاء بعد سنوات من القطيعة. ولم يقل شالوم على أي أساس ستنطلق المفاوضات، في ظل طلب السلطة أن تعترف إسرائيل بحدود 67 مرجعية لها وتجميد الاستيطان وإطلاق سراح أسرى، لكنه أكد أن إسرائيل لن تجمد البناء في المستوطنات. وردا على سؤال حول الأسرى، قال إن حكومته قد تطلق سراح سجناء فلسطينيين قبل حلول عيد الفطر السعيد. وكانت القيادة الفلسطينية سلمت الإدارة الأميركية والجانب الإسرائيلي قائمة بأسماء الأسرى المطلوب الإفراج عنهم قبل الشروع في أي مفاوضات. وقال رئيس الوحدة القانونية في نادي الأسير الفلسطيني جواد بولص إن هذه القائمة تضم 104 أسرى منذ ما قبل اتفاق أوسلو، وإن إسرائيل لم تقدم (حتى أمس) إجابات واضحة حول هذا الموضوع. وأكدت مصادر فلسطينية وإسرائيلية، أمس، أن موضوع الاستيطان لا يزال يشكل عقبة أمام استئناف المفاوضات، حيث يطلب الفلسطينيون تجميد البناء تماما طيلة فترة المفاوضات (تسعة شهور)، بينما ترفض إسرائيل ذلك. ويقترح الأميركيون أن يتوقف البناء على الأقل بشكل سري أو يتوقف في المستوطنات النائية بشكل جزئي. وإزاء الرفض الإسرائيلي، خرج الجنرال الأميركي جيمس ماتيس، أمس، بتصريحات حادة ضد سياسة الاستيطان. فقال خلال مؤتمر لمعهد الأبحاث «إيسبان» في واشنطن، الليلة قبل الماضية، إن استمرار البناء الاستيطاني في المناطق المحتلة منذ عام 1967 يهدد بإلغاء الطابع اليهودي لإسرائيل وجعلها دولة أبرتهايد. وقد صدمت تصريحاته القادة الإسرائيليين، لأنه يعتبر من أبرز العسكريين السابقين في الولايات المتحدة وكان حتى ما قبل شهرين قائدا للواء المركزي في الجيش الأميركي. وقاد القوات الأميركية العاملة في 20 دولة أجنبية خلال السنوات الأربعين التي أمضاها في الخدمة العسكرية، من ضمنها قوات احتلال العراق والقوات في أفغانستان. وقد سئل الجنرال الأميركي ماتيس حول استئناف المفاوضات، فقال إنه يشك في أن يكون القادة الإسرائيليون والفلسطينيون معنيين باستئناف المفاوضات مثلما هو جون كيري معني. ولكنه حذر من أن عدم قيام دولة فلسطينية في أقرب وقت ممكن، فإن مصالح الولايات المتحدة في الشرق الأوسط والعالم ستتضرر. ومن المنتظر أن تبحث الحكومة الإسرائيلية إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، وعددهم، وموعد الإفراج عنهم في الجلسة الأسبوعية الأحد المقبل، كما ستناقش قرار صيغة قانون الاستفتاء العام الذي سيلزم الحكومة بضرورة موافقة غالبية الإسرائيليين على أي اتفاق تتوصل إليه مع الفلسطينيين، وهو القانون محل الخلاف. وتقول مصادر إسرائيلية إنه سيطلق سراح أسرى ما قبل اتفاق أوسلو باستثناء الأسرى الذي يحملون الهوية أو الجنسية الإسرائيلية، وهم أسرى القدس والداخل، وهو ما رفضته السلطة مبدئيا. ووجه عميد الأسرى الفلسطينيين والعرب، كريم يونس، رسالة إلى الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، والقيادة الفلسطينية، مطالبا فيها بالتمسك بالإفراج عن كل الأسرى القدامى، المعتقلين منذ ما قبل «أوسلو»، ومنهم الأسرى من أبناء القدس و48. وأعرب الأسير يونس، المنحدر من بلدة عارة في الداخل وقضى 30 عاما في سجون الاحتلال، عن قلقه من الأخبار التي تناقلتها وسائل الإعلام الإسرائيلية، حول استثناء أسرى القدس و48 من أي إفراجات، بذريعة أن هؤلاء الأسرى يحملون الهوية الإسرائيلية. وقال يونس في رسالة وزعتها وزارة الأسرى، أمس، بعد زيارة محاميه له في سجنه: «نحن فلسطينيون، ناضلنا من أجل فلسطين، والعنوان الذي يمثلنا هو منظمة التحرير الفلسطينية، ولا يجوز الإجحاف مرة أخرى بحقنا، وتركنا فريسة للمقاييس الإسرائيلية العنصرية». وينظر أغلبية الفلسطينيين إلى هذه المفاوضات بعين التشاؤم. فقد أظهر استطلاع للرأي، أجراه مركز جامعة القدس المفتوحة للدراسات المستقبلية وقياس الرأي، أن غالبية الفلسطينيين ينظرون بتشاؤم، حيال استئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. وقال بيان أصدرته الجامعة إن الاستطلاع الذي أجري تحت عنوان «نجاح كيري في استئناف المفاوضات - التحديات والمخاطر» شمل محافظات قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، وأظهر أنه في حال فشلت جهود كيري الأخيرة لاستئناف المفاوضات فإنه يجب تحميل العرب مسؤولية القضية الفلسطينية، والعمل على سحب المبادرة العربية للسلام مع إسرائيل، وقطع العلاقات الدبلوماسية معها، حيث قال بذلك 44.5% من مجمل المشاركين في الاستطلاع.

مشاركة :