أرشيف مكتبة بلدية نابلس... هنا غنّى فريد الأطرش

  • 4/3/2014
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

جولة في الطبقة الثانية من مكتبــــة بلدية نابلس، أشبه بإطلالة مــن شرفة علــــى المدينة «أيام زمان». تاريخــــ لا يعرف كثيرون شيئاً عنه، فوثائق البلدية التي بنيت عام 1869، وهي واحدة من أقدم البلديات الفلسطينية، تكشف عن معلومات غنية في مختلف المجالات، إضافة إلى أرشيف المكتبة، خصوصاً في ما يتعلق بالصحف المحلية والعربية، وبينها نسخة من جريدة «الحياة» تعود إلى ما قبل احتلال نابلس وبقية مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة بأقل من سنة. وكان العنوان الرئيس في عدد «الحياة» ليوم الجمعة 20 أيلول (سبتمبر) 1966 «قطع المساعدات الأميركية عن مصر يجمد مشاريعها»، وإلـــى جانبـــه خبر آخر حول الخلاف بين القصر والحكومة في العراق، أسفلهما «الترتيبات النهائية لحفلة اختيار ملكة لبنان». وإضافة إلى كل نسخ الصحف الفلسطينية الثلاث «القدس» و«الأيام» و«الحياة الجديدة»، والأخيرتان تأسستا بعد قيام السلطة الفلسطينية، يجد المتجوّل في الطبقة الثانية للمكتبة صحفاً فلسطينية تعود إلى ثلاثينات القرن الماضي كصحف «فلسطين» و«الدفاع» و«الجامعة الإسلامية»، وفي مرحلة لاحقة «الدفاع» و«الفجر». وفي جولة قادنا فيها الباحث في المكتبة معين أبو غزال، والذي يعمل فيها منذ أكثر من ربع قرن، نجد أن البلدية، ووفقاً للقانون العثماني، تحض في عام 1892 (تاريخ الوثيقة الأقدم) المواطنين علـــى مساعدة الغرباء والفـــقراء، «إذ إن فلـــسطين كـــان يزورها كثرٌ من الغرباء عن البلد في إطار السياحة الدينية»، فيما تشير الوثيقة إلى أن صندوق البلدية منح رجلاً من أهل مكة المكرمة ريالاً مجيدياً و19 قرشاً «مصروف طريق». أنقذت هذه الوثائق في عام 1886، بعدما كانت موضوعة في مستودعات مهملة بين الأخشاب والأوساخ، ما ساهم في عدم التفات سلطات الانتداب البريطاني ومن ثم قوات الاحتلال الإسرائيلي إليها، فبقيت تتنفس تاريخاً كان يمكن أن يُنسى بفعل عود ثقاب حاقد كما في الكثير من الحالات. إلا أن البلدية، وبعد العثور على وثائقها صدفة، عمدت إلى تأسيس قسم الأرشيف، والعمل على ترتيبها وحفظها في شكلها الحالي، باتجاه أرشفتها إلكترونياً لحمايتها من أي تلف محتمل. وهذه السجلات، وفق أبو غزال، محفوظة في 12 سجلاً مقسمة ومفهرسة وموزعة وفق المواضيع، لمساعدة الباحثين والدارسين، وهي متاحة لهم متى شاؤوا. ويقول: «الأرشيف في مكتبة بلدية نابلس بمثابة كنز، ونعمل قدر استطاعتنا للمحافظة عليه. لدينا وثائق أثرية وقديمة جداً، وقيمتها التراثية والعلمية والبحثية كبيرة للغاية، ويستفيد منها الطلاب والمعلمون والباحثون وغيرهم». ومن بين قرارات المجلس البلدي عام 1909، وفي السادس من تشرين الأول (اكتوبر) منه، صرف ريال مجيدي من صندوق البلدية لكل ممرضة قدمت إلى مدينة نابلس لعلاج الفقراء مجاناً، عبر جميعة الهلال الأحمر العثمانية. في ساحة البلدية غنى فريد الأطرش، وزكي مراد شقيق ليلى مراد، وقدمت تحية كاريوكا أمسية استعراضية، وفق الوثائق النادرة، والتي تشير إحداها الى أنه عام 1923 طلب أحد مواطني المدينة من البلدية استقدام «أراغوز»، فيما طلب آخر السماح له باستقدام بهلوان يقدم عرضاً على الحبل ولخمسة أيام في منطقة خان الشويترة. وجاء الاهتمام متأخراً بموضوع الأرشفة، والحفاظ على الوثائق وعدم الاهتمام بالتاريخ الفلسطيني ودوره في الصراع والحفاظ على حقوق الفلسطينيين. ويوجد في مجلد آخر الكثير من الوثائق والأذونات القديمة تعود إلى عام 1923 ومنها طلبات ألعاب بهلوان على الخيل في قهوة أحمد طقطوق التي لم تعد موجودة، فيما كان أقدم طلب لإنشاء دار للسينما في نابلس يعود إلى عام 1935 في منطقة البيك، والتي يرجح الباحثون أنها المنطقة التي كانت تحتضن منزل آل طوقان، حيث سكن الشاعر إبراهيم وشقيقته فدوى، علماً أن مثل هذه العروض كانت تتطلب موافقة «البوليس البريطاني» وكل من «البلدية» و «الصحة»، وفق أبو غزال. ونص طلب آخر، ووفق ما هو مكتوب في الوثائق الصفراء علـــى «إحضـــار محمـــد العاشق المشهـــور بغنـــائه الأدبي في قهوة آل حسين لعـــشرة أيام»، فيما تقدمت إدارة أحد المقـــاهي بطلب إلى بلدية نابلس لاستقــدام «رجل غريب كاراكوزاتي»، أي بهلوان أجنبي، لتشغيله بهدف الترفيه عن زبائن المقهى لعشرين يوماً، وكان ذلك في عام 1924. وأشار أبو غزال إلى أن هناك الكثير من الظواهر التي يمكن الاستدلال منها على الدور الريادي لبلدية نابلس منذ التأسيس، ومن بينها قيامها بالإشراف على تنظيم أول انتخابات في لواء نابلس في عام 1908، والتي تعتبر أول تجربة ديموقراطية انتخابية تتم في فلسطين، إضافة إلى افتتاح خط سكة الحجاز عام 1914، بإشراف البلدية، لافتاً إلى أن وثائق البلدية ومكتبتها «كنز وطني يجرى العمل للحفاظ عليه». منوعات

مشاركة :