أجمع سياسيون أردنيون على خطورة مشروع نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، كونه يتناقض مع القانون الدولي والمواقف الشرعية التي تدعو لإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. واعتبر السياسيون أنه إذا ما أذعنت الإدارة الأمريكية القادمة لقرار مجلس النواب بنقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس، فإن هذا يعني اعترافاً أمريكياً بأن القدس عاصمة أبدية وموحدة لإسرائيل، وهو الأمر الذي يتناقض تماماً مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية. وأكد أمين عام اللجنة الملكية الأردنية لشؤون القدس عبدالله كنعان ثبات الأردن بقيادته على الموقف من قضية القدس وفلسطين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، اذ يعتبرها قضيته الأولى أولاً وآخراً، والانتصار لها واجب ديني وقومي ووطني، مشيراً إلى ان معاهدة وادي عربة التي رعتها الولايات المتحدة نصت على دور الأردن في القدس والمقدسات، وأجلت موضوع القدس لمفاوضات الوضع النهائي على اعتبار أنها محتلة. وأضاف ان الملك عبدالله الثاني حذر مراراً وتكراراً من ان بقاء الاحتلال سيؤدي إلى عدم الاستقرار، وأن الأمن والسلام الدوليين وانتهاء العنف والإرهاب الذي يحاربه العالم، مرهون بقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وتطبيق قرارات الشرعية الدولية المتعلقة بحقوق الشعب الفلسطيني. ودعا كنعان الإدارة الأمريكية الجديدة إلى عدم تنفيذ وعدها أثناء الانتخابات، أو أن تنصاع لنواب الكونغرس بنقل السفارة، لأن ذلك يعد خطوة وسابقة خطيرة سيكون لها تأثير كبير وخطير في العلاقات العربية الأمريكية، والإسلامية الأمريكية، موضحاً ان الولايات المتحدة ستفقد في حال نفذت ذلك مصداقيتها ولن تكون بعد ذلك طرفاً مقبولاً راعياً للسلامودعا كنعان جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى عدم الانتظار والركون إلى حين إصدار قرار أمريكي بنقل السفارة إلى القدس، لافتاً إلى ان الجامعة العربية والمنظمة الإسلامية تملكان الامكانيات كافة والوسائل القانونية والدبلوماسية لثني الولايات المتحدة عن هذا القرار، الذي يجب ان يعتبره العرب والمسلمون عملاً عدائياً سافراً واستخفافاً واستهتاراً بالعرب والمسلمين وبكل قرارات الشرعية الدولية. وعبر تجمع الهيئات المقدسية، وجمعية يوم القدس، ومنتدى بيت المقدس، وجمعية حماية القدس الشريف، وجمعية نساء من أجل القدس، والجمعية الأرثوذكسية الخيرية، في بيان مشترك أرسلته إلى سفيرة الولايات المتحدة في الأردن لرفعه إلى الحكومة الحالية والإدارة القادمة للرئيس المنتخب دونالد ترامب، عن خطورة مشروع نقل السفارة إلى القدس المحتلة، مشيراً إلى أن ما يثير الانزعاج هو أن ترامب بهذا الإجراء لا يخالف القوانين الدولية ومبادئ العدالة فحسب، بل يعتبر ذلك اعتداء على الحقوق السياسية والروحية وحقوق الإنسان المدنية لأكثر من 300 ألف مقدسي وحرمانهم من حقوقهم المدنية، وكذلك 12 مليون فلسطيني يعتبرون القدس عاصمتهم الأبدية، و400 مليون عربي، ومليار ونصف المليار مسلم، وكذلك حوالي مليوني إنسان يدينون بالمسيحية في الولايات المتحدة وأماكن أخرى. وقال الكاتب والباحث الخبير في شؤون الصراع والشرق الأوسط نواف الزرو، ان الثابت في السياسات الأمريكية تجاه إسرائيل والقضية الفلسطينية، أنها عابرة للإدارات، بمعنى ان كل الإدارات الأمريكية المتتالية لا تحيد عن السياسات المنحازة للكيان الصهيوني على نحو سافر. واشار إلى ان ترامب قادم لتنفيذ مهمة واحدة وهي خدمة إسرائيل ونقل السفارة إلى القدس. وأشار إلى ان ترامب أعلنها أكثر من مرة أن لا دولة فلسطينية، وان الاستيطان اليهودي سيتصاعد، كما اقترح خلال حملته الانتخابية نقل الفلسطينيين إلى بورتوريكو الأمريكية، كي تبقى إسرائيل نظيفة بلا عرب. (بترا)
مشاركة :