عبد الله البارقي- سبق ثلوث المنظر: عندما تغيب حرية الفكر والتفكير في زمن الطفرة الثقافية تتكاثر المعوقات في بيئات الجمود والسطحية، واستبدال الثقافة التقليدية بالسريعة والمختصرة، فتظهر معوقات عدة سردها الدكتور حمزة فايع الفتحي وكيل جامعة الملك خالد بتهامة عسير وأستاذ السنة في الجامعة في محاضرته بعنوان عوائق الرقي الثقافي، وذلك في مقهى بارق الثقافي الذي استضافه مركز ثلوث المنظر. وفي التفاصيل، تحدث فايع عن معوقات كثيرة للرقي الثقافي، أبرزها التراجع الثقافي عند أكثر المهتمين، والجمود من بعض الكتاب، واعتقاد أن الثقافة تنتهي بشهادة أو عدد من المحاضرات، وإدارة الثقافة من البرج العاجي ومن خلف أزرار الكمبيوتر التي تُحدث بعثرة ثقافية، وفوضى فكرية وأخلاقية. وأوضح فايع أن منابذة التجديد الثقافي ومباينة النسق الثقافي الشعبي التي وقع فيها البعض، وإصرار بعض النوافذ على التعامل بسطحية مع الموضوعات الفكرية، أحد معوقات الرقي الثقافي. إضافة إلى أن الموروث البيئي والاجتماعي الذي يحاول تأطير الثقافة، مثل رفض الجديد، هو أحد معوقات الرقي الثقافي أيضاً. فقد رفضت الأمم دعوة الأنبياء؛ لأنهم أتوا بالجديد. كما أن للظروف المعيشية والفقر دوراً كبيراً في رفض الثقافة والاعتقاد بأن المؤسسات التعليمية بديل لمناهل الثقافة. وأردف فائع بأن من المعوقات القصور الذاتي، ومنها الاكتفاء بالتحصيل وهجران مناهل العلم والثقافة والتركيز على الثقافة الهزيلة والهشة والتصلب الفكري، وفقدان المرونة الفكرية، والإفراط في أوقات اللهو. واعتبر ذلك يؤدي إلى تبديد الأوقات والتوسع في العلاقات حتى لا يكون للقراءة وقت، والتشويه المعرفي، والنظرة للقراءة بأنها شيء ثانوي في الحياة، بالرغم من أن أول آية نزلت من كتاب الله (اقرأ)، واستبدال الثقافة التقليدية بالثقافة السريعة، وبالمختصر، أو مختصر المختصر، وضعف فاعلية المتعلم أو الخريج، وسيطرة التفكير بالوظيفة، والسلوك النخبوي، منه التنازع والتشرذم الثقافي بين الفرق الثقافية والتيارات المعرفية والعنصرية والشللية، وفقدان الأخلاق والمثل لدى المثقف، وغياب الضمير، والتسلط والاستبداد بالموضوعات، والتجافي والتعالي على الطبقة الثقافية، وصعوبة الخطاب، والابتعاد عن هموم الأمة والمجتمع، وتبني بعض النظريات، والتطاول على الثوابت والمقدسات، والدعوة لمراجعة النص الديني. وكانت المحاضرة بحضور رئيس مركز ثلوث المنظر إبراهيم بن عبدالله الشهري ونخبة من الشيوخ والأعيان ومثقفي المنطقة، وأدار الأمسية الدكتور عبدالرحمن بن حسن البارقي أستاذ اللسانيات بجامعة الملك خالد.
مشاركة :