يعاني الكثيرون عودة الوزن مرة أخرى بعد خسارته، وهو تأرجح- يعرف أحياناً بدورة الوزن- وجد علماء من خلال دراسة نشرت نتائجها بمجلة الطبيعة، أنه ناتج عن تغير في التركيبة الميكروبية بالأمعاء. أجريت الدراسة على فئران تعرضت للبدانة المتكررة من خلال تغذيتها على الأطعمة عالية الدهون، ثم أطعمة اعتيادية حتى تمر بدورة الوزن (خسارة الوزن واكتسابه)، ما جعل الفئران عرضة لعودة الوزن سريعاً، أي اكتساب الوزن الذي خسرته حتى عندما عادت إلى الوزن الطبيعي، ومن ناحية أخرى، فقد وجد أن مجموعة الفئران التي مرت بدورة خسارة واكتساب الوزن فاقت كمية الوزن الذي اكتسبته مرة أخرى كمية الوزن الذي اكتسبته مجموعة الفئران التي غذيت بصورة متواصلة على الأطعمة عالية الدهون، وبعد فحص التركيبة البكتيرية بأمعاء الفئران توصل الباحثون إلى تغير معين في التركيبة البكتيرية ناتج عن الغذاء عالي الدهون الذي بقي حتى بعد أن خسرت الفئران الوزن عند تناولها الأغذية الاعتيادية، وما أدهش العلماء أن الفئران بعد أن غذيت مرة أخرى على الأطعمة عالية الدهون وجد العلماء أن التغير البكتيري سرّع من عملية اكتساب الوزن؛ وللتأكد من النتائج نقل الباحثون البكتيريا المتغيرة إلى فئران لم تعرض إلى دورة الوزن ولكنها غذيت بعد ذلك بالدهون العالية، وبالمقارنة مع الفئران التي غذيت بصورة اعتيادية وجد أنها استعادت الوزن بصورة أسرع، وبدرجة أكبر، وبمزيد من البحث اكتشف الباحثون أن تغير البكتيريا في الأمعاء يلعب دوراً في تخفيض معدلات نوعين من الفلافونويد، وهما ابيغنين ونارينغنين كاستجابة لتغير النظام الغذائي، وهما مركبان نباتيان لديهما الكثير من الفوائد الصحية، ويؤدي تراجع معدلاتهما إلى التدخل بالتعبير في أحد الجينات التي ترتبط بالطاقة المستهلكة، أو السعرات الحرارية المحروقة، وهو ما يعتقد الباحثون أنه السبب وراء استعادة الوزن، ويرون أن إعطاء الفلافونويد لإنعاش الأمعاء لتعويض ما خسرته يمكن أن يشكل علاجاً لتلك الحالة، وربما تكون طريقة واعدة للحد من حالات البدانة التي أصبحت بمعدلات وبائية.
مشاركة :