رؤية التحول ونزع أشواك التمكين - د.ثريا العريض

  • 1/8/2017
  • 00:00
  • 28
  • 0
  • 0
news-picture

قبل عام سألتني صحفية أجنبية تعد لكتابة كتاب قادم عن المملكة العربية السعودية: هل أنت راضية عما خصص للمرأة في برنامج التحول الوطني؟ هل ترين أنه كاف وواضح التفاصيل؟ وقتها أحسست أن سؤالها صيغ بأسلوب يوحي بالجواب في صيغة السؤال، وأن هناك تحيزًا يستحث للإجابة بسلبية متوقعة. وخلال الأسابيع الماضية وصلتني طلبات للمشاركة بالرأي في تقارير من محررين إعلاميين مواطنين ومواطنات، يسألون عن منجزات تحققت للمرأة خلال السنتين الماضيتين؛ لتنشر في ذكرى البيعة. وقتها أحسست أيضًا أن السؤال يدس الجواب المطلوب في السؤال ذاته مستحثًا تقديم قائمة بأحداث إيجابية. للمرأة دور مهم, أهم بكثير من التقارير الصحفية، خاصة تلك التي ترسم صورة مقررة مسبقًا سلبًا أو إيجابًا, يحملني مسؤولية الرغبة في المشورة المباشرة. خلال وجودي في عضوية مجلس الشورى في السنوات الأربع الماضية كنا نتحاور في كل جلسة حول الكثير من احتياجاتنا الوطنية الاقتصادية والاجتماعية والأمنية والتنموية, وأشواك تناول قضايا المرأة بين الرغبات والمنجزات وأرض الواقع حاضرة فيها كلها. ولا شك أننا ما زلنا نواجه مرحلة تداخلت متطلباتها, وقد بدأنا نفك بعض تشابكاتها, ونأمل أن نخرج منها إلى بر الأمان والاستقرار. وأمن الوطن يتطلب استدامة حماية حدوده, وتقوية موقفنا دوليًّا في المفاوضات والأزمات, والتصدي لمحاولات تأجيج الصراعات الطائفية والمناطقية محليًّا وإقليميًّا. والوسيلة هي بناء الوعي والأمن الفكري، والقضاء على الانتهازية المحلية والخارجية التي تسعى للاصطياد في المياه العكرة, وإثارة الغضب. والمسألة ليست مسألة شعارات وقوانين نظرية, تتلوها توصيات, أو حتى قرارات, تظل ورقية, بل يجب متابعة التنفيذ بدقة, والتأكد من التطبيق؛ إذ استدامة بناء ونماء الوطن لا تحقق إلا بأن تبنيها عقول وسواعد أبنائه وبناته على السواء محصنة بالرضا والولاء والوفاء وصدق الانتماء. عبر الطفرة والصحوة وأنا أتابع مستجدات أوضاع المرأة. وإذا كانت فترة الثمانينيات والتسعينيات مرحلة سموها بحق مرحلة تمكين المرأة العربية، فإن مرحلة الألفية هي مرحلة بناء قدرات المرأة الخليجية بالذات. وهناك جهود ومشاريع واضحة رسمية وشعبية في هذا المجال. في كل دولة من دول الخليج هناك جهة رسمية معنية بشؤون وقضايا المرأة بالذات.. وسأتناول بعضها لاحقًا؛ لأنني أرى أن نستفيد منها في إرساء مشروع مماثل لاستقرار المرأة السعودية، وتمكينها لتقوم بدور هي قادرة على القيام به إن أزيلت من طريقها الأشواك. لقد حققت المرأة السعودية شيئًا من المنجزات بكثير من الصعوبة, وبدعم رسمي أحبط محاولات إعادتها إلى الخباء التي تصاعدت منذ الثمانينيات حتى كادت تخنق مساعي تمكين المرأة. وقد صدق صاحب الرؤية وهو يرد على سؤال محرر بلومنبيرغ عن موقع المرأة السعودية في رؤية التحول الوطني إذ قال: إن هناك الكثير الذي ما زال لم يتحقق للمرأة من حقوقها الشرعية. وكل ما يتعلق بالمرأة وإرضاء احتياجاتها كمواطنة يتخذ موقعًا مهمًّا حين ننظر إليه في إطار الأمن العام والاستقرار. على المرأة في مجال الأمن دور مزدوج المسؤولية كمواطن, وكامرأة. ولها كل حقوق المواطنة ومسؤولياتها.

مشاركة :