العالم العربي مسرح حرب عالمية ثالثة؟

  • 1/8/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

وفق نظرية «صراع الحضارات» لصامويل هنتنغتون ستصطدم الولايات المتحدة مع روسيا والصين عندما لا تستطيع التعايش مع مستجدات تحولهما إلى قوى خارجة عن السيطرة الأميركية والغربية. وهذا ما نشاهده اليوم، حيث تدل المؤشرات على أن اقتصاد الصين يشهد نمواً سريعاً كل عام، وسيجر قاطرة الاقتصاد العالمي، عوضاً عن أميركا، في السنوات القليلة المقبلة، ومعها دول منظمة شنغهاي التي تأسست قبل سنوات فقط، وهذا ما لن تسمح به الدولة التي تفردت طويلاً بحكم الكرة الأرضية. ويشير هنري كيسنجر ثعلب السياسة الأميركية ووزير خارجيتها السابق وأحد كبار المنظرين لها، الى أن على أميركا دخول حرب عالمية واستعمال السلاح النووي، إذا لزم الأمر، من أجل فرض سيطرتها وإخضاع الدول المارقة التي تعمل على إيجاد نظام عالمي جديد لا يكون الأميركيون محوره وبوصلته الرئيسة. فحتى الهند التي تملك رابع جيش في العالم وأكثر من خمسة آلاف رأس نووية وأكثر من 1.2 بليون نسمة، واقتصاداً أصبح يمتلك تقنيات تكنولوجية متقدمة، تحاول إيجاد موطئ قدم لها، والتموضع إلى جانب الطرف الذي يخدم مصالحها، فالهنود الذين باتوا يدركون أكثر من أي وقت الدور الروسي المتعاظم في إدارة دفة الصراع الدولي، قاموا بتوقيع اتفاقات دفاع مشترك بقيمة ستة بلايين دولار مع شركة ألماز-أنتي لصناعة صواريخ «أس400» الروسية المتطورة. وحتى مصر التي كانت الى عهد قريب أهم ركائز المحور الأميركي في المنطقة العربية وقَّعت اتفاقات عسكرية وتجارية مع روسيا والصين ببلايين الدولارات، وتم الاتفاق على استعمال العملات المحلية في التعامل التجاري بدلاً من اليورو أو الدولار، إضافة إلى إنشاء أربع وحدات نووية، وحتى ولو كان الغرض منها الاستعمال السلمي وتوليد الطاقة الكهربائية إلا أن الأمر يزعج إسرائيل، ومعروفة أهمية الدولة العبرية الإستراتيجية لأميركا والدول الغربية، هي التي تملك 200 قنبلة نووية لكنهَا لا تسمح لأي دولة عربية من دول الطوق بامتلاك التكنولوجيا النووية حتى ولو كانت للاستعمال السلمي. وقد ظهرت انتقادات شديدة في مقالات كتّاب إسرائيليين تدعو الى ضرورة القيام بضربات عسكرية ضد مصر لأنها تتجه تدريجياً الى امتلاك قدرات عسكرية وتسليحية تشكل خطراً مستقبلياً في أي حرب مقبلة معها. ويحذر خبراء من احتمال نشوب «حرب عالمية ثالثة» ستكون الأراضي العربية في كل من سورية ومصر مسرحاً أساسياً لها، وفق صحيفة «ديلي اكسبرس» البريطانية، بسبب التوترات السياسية بين الجماعات المسلحة وجيوش هذه الدول، إضافة إلى أن أميركا ستكون شريكاً مهماً فيها، كونها شاركت في تسعة صراعات منفصلة في السنوات العشرين الأخيرة. فإسرائيل إن قامت بشن الحرب على مصر فإن هناك تنظيمـات ودولاً ستستغل الوضع لفتح جبهات مواجهة مـن أجل استغلال الوضع وإلحاق أكبر خسائر عسكرية وبشرية بها، فالعداوة القائمة بين اسرائيل و«حــمــاس» و«الجهاد الإسلامي» أو «حزب الله» أو إيران وسورية ستجعل هذه الأطراف تدخل الحرب، ليس دفاعاً عن مصر، وإنما خدمة لأهدافها الإستراتيجية وتفعيلاً لآليات ميكانيزمات المقاومة المسلحة. وحتى تركيا لن تكون بعيدة في حال نشوب حرب في المنطقة، فكل الاحتمالات مفتوحة على مصراعيهَا، فالشرق الأوسط لم يعرف منذ الحرب العربية- الإسرائيلية عام 1973 حجماً من الدمار والحروب وتدخل العديد من القوى الدولية في جغرافيته مثلما يحدث منذ حرب العراق عام 2003. فالحرب العالمية الثالثة إن لم تقع في آسيا بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، أو بين الصين واليابان، ستقع في المنطقة العربية، بسبب عوامل منطقية وتحليلية، فالصراع الروسي- الأميركي على النفوذ والمصالح، والذي ستكون دول كإيران وتركيا وسورية والعراق وربما مصر أبرز وجوهه ومفاصله سيفجر شرارة هذه الحرب. يؤكد روبرت فارلي في مقال نشرته مجلة «ذي ناشيــونال انترست الأميريكية»، وهو الأستاذ المحاضر في العـــلاقات الديبلوماسية والتجارة الدولـــية في جامعة كينتكــي، أن العالم شهد أربع حروب كبرى منذ 1756، كحرب الأيام السبعة في أميركا والثورة الفرنسية والحرب العالمية الأولى والثانية، وجعل فارلي سورية والمنطقة العربية واحدة من خمس مناطق مُحتملة لنشوب الحرب العالمية الثالثة. وقال، قبل إسقاط الطائرة الروسية من قبل الأتراك، ربما يؤدى تصاعد وتيرة الاهتمام العالمي بما يحدث في سورية إلى تعقيدات أكثر، وربما تؤدي مواجهة عارضة بين حلف الناتو وروسيا إلى قرارات تكتيكة سيئة. أليس من الواجب على صناع القرار السياسي قبل العسكري في الدول العربية التحضير لهذه المرحلة المفصلية من مراحل ولادة النظام العالمي الجديد.

مشاركة :