توجهت رئيسة تايوان، تساي إنغ وين، إلى الولايات المتحدة أمس، في طريقها إلى أميركا الوسطى، في رحلة تتابعها عن كثب بكين التي أغضبها اتصالها بالرئيس المنتخب دونالد ترامب لتهنئته. وفي حين تتركز الجولة التي تستغرق 9 أيام على تمتين العلاقات مع دول أميركا الوسطى المتحالفة مع تايوان، فإن الصين ستتابع ما سيحدث لدى توقف تساي في هيوستن لدى ذهابها، ومن ثم في سان فرنسيسكو لدى عودتها، مع ترقّب اتصالها بالرئيس المنتخب وفريقه. وشكل الاتصال بترامب حدثا دبلوماسيا بارزا، بعد عقود تجاهلت خلالها واشنطن تايبيه حتى لا تثير حفيظة بكين التي تعتبر تايوان جزءا من الصين. وعززت الصين، في الآونة الأخيرة، التمارين العسكرية بالقرب من تايوان، مع توقع مرور حاملة الطائرات الصينية الوحيدة عبر مضيق تايوان خلال أو بعد جولة تساي، في ضوء تدهور علاقات بكين مع تايبيه وواشنطن. وقال المحلل السياسي، لياو دا تشي، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن «الأهم بالنسبة للصين هو معرفة إن كانت تساي ستلتقي ترامب». وأضاف الأستاذ في جامعة سن يات سن الوطنية، أن «هذه كلها إشارات إنذار لمعرفة كيف ستتصرف تايوان ولاختبار رد فعل الولايات المتحدة». وطلبت بكين من واشنطن عدم السماح لتساي بعبور الأجواء الأميركية. وقالت تساي الأسبوع الماضي لدى سؤالها إن كانت ستلتقي أحدا من فريق ترامب، إن «التوقف خلال الرحلة يعني توقفا». واستبعد ترامب ضمنيا لقاء تساي، قائلا إنه سيكون «من غير اللائق نوعا ما» أن يلتقي أيا كان قبل تسلم مهامه في 20 يناير (كانون الثاني). ورفضت رئاسة تايوان ووزارة الخارجية إعطاء تفاصيل حول برنامج تساي خلال توقفها في الولايات المتحدة. وقال نائب وزير الخارجية، خافيير هو، الشهر الماضي، إن الوزارة تسعى لترتيب لقاءات مع أعضاء في الكونغرس الأميركي من الحزبين تماشيا مع البروتوكول. وستزور تساي هندوراس ونيكاراغوا وغواتيمالا والسلفادور، وهي من بين عدد قليل من الدول التي تعترف بتايوان. وستحضر حفل تنصيب رئيس نيكاراغوا الثلاثاء، وتلتقي رؤساء الدول الثلاث الباقية. وقالت تساي للصحافيين أمس السبت، قبل سفرها، إنها ستكون فرصة للتواصل مع قادة دول أخرى، «لكي نظهر للمجتمع الدولي أن تايوان شريك كفؤ ومسؤول». وتراجع عدد حلفاء تايوان إلى 21 بعد أن تخلّت دولة ساو تومي وبرنسيبي الأفريقية الصغيرة عن الاعتراف بها، والتفتت نحو بكين الشهر الماضي. ويعتبر الفاتيكان أهم مؤيدي تايوان، لكن تحسن علاقات الكرسي الرسولي مؤخرا مع بكين يثير شكوكا حول علاقاته مع الجزيرة. بهذا الصدد، أوضح المحلل لياو أن بكين ستواصل مجافاة حلفاء تايوان لمواصلة الضغوط على تساي، التي ترفض القبول بمبدأ «الصين الواحدة». ورفضت وزارة دفاع تايوان التعليق على التكهنات بشأن مرور حاملة الطائرات «لياوننغ» عبر مضيق تايوان لدى عودتها من رحلتها، بعد أول تمرين لها في المحيط الهادئ. وقال المتحدث تشنغ تشونغ تشي، إن الوزارة «تتابع باستمرار» موقع لياوننغ التي ترافقها خمس سفن حربية، وعبرت إلى الجنوب من الجزيرة خارج منطقة الدفاع الجوي التايوانية الشهر الماضي قبل توجهها إلى بحر الصين الجنوبي.
مشاركة :