أعلن المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب العراقي أمس، عن تقدم تحرزه القوات العراقية التي تواجه تنظيم داعش في الموصل تجاه نهر دجلة الذي يعبر المدينة، وهو المعقل الرئيسي الأخير للمتطرفين في العراق. وقال صباح النعمان، إن قوات جهاز مكافحة الإرهاب باتت على بعد «نحو 500 متر من الجسر الرابع» الذي يربط ضفتي نهر دجلة في أقصى جنوب الموصل، حسبما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية. وتخوض القوات العراقية حاليا معارك شرسة ضد تنظيم داعش لاستعادة مدينة الموصل (شمال) في عملية انطلقت في 17 أكتوبر (تشرين الأول) استعادت خلالها مساحات كبيرة حول المدينة التي تمكنت من الدخول إلى عدد من أحيائها الواقعة على الجهة الشرقية لنهر دجلة. إلا أن الأحياء الغربية وذات الكثافة السكانية الأعلى في ثاني أكبر مدن العراق بقيت بشكل كامل تحت سيطرة تنظيم داعش. وصرح النعمان للصحافيين في منطقة برطلة شرق الموصل، بأن قوات جهاز مكافحة الإرهاب استعادت حي المثنى شمال المدينة خلال الساعات الأولى من يوم الجمعة، بفضل أجهزة الرؤية الليلية. وقال نعمان، إن «هذه العملية كانت مخططة بدقة، في الواقع كنا نعمل عليها منذ نحو أسبوع»، مضيفا أنها شكلت «مفاجأة للعدو». أما الفريق الركن عبد الأمير يار الله، أحد القادة العسكريين، فقال إن قوات التدخل السريع استعادت مستشفى السلام (جنوب شرقي الموصل)، حيث حاصر المتطرفون وهاجموا قوات الجيش الشهر الماضي. وجاء في بيان ليار الله أن «قوات الرد السريع التابعة للشرطة الاتحادية تسيطر على مستشفى السلام وكلية الطب ومستشفى الشفاء وترفع العلم العراقي فوق المباني». بدورها، نقلت وكالة «رويترز» عن النعمان قوله، إن جهاز مكافحة الإرهاب سيطر على حي الغفران (حي البعث سابقا) ودخل حي الوحدة المجاور. وتسارعت وتيرة تقدم الجيش بعد أن تعثرت لأسابيع، بسبب مقاومة مقاتلي تنظيم داعش ووجود عدد كبير من المدنيين. وقال النعمان إن التقدم الجديد جاء نتيجة تكتيكات جديدة وتحسين التنسيق بين أفرع الجيش المختلفة. وأضاف: «نحن الآن نسير بالموازنة في كل المحورين» في جنوب شرقي الموصل، في إشارة إلى جهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية. وتابع: «نحن نسير جنبا إلى جنب بتوقيت زمني والمسافة في المستوى نفسه. وهذا حقيقة عامل مهم، لم يستطع التنظيم من خلاله أن يقوم بعمليات مناورة لنقل مقاتليه وإسناد محور على حساب محور آخر». وأضاف: «استنزفنا التنظيم الإرهابي في هذا النوع من التقدم». وساهمت الضربات الجوية التي نفذها التحالف بقيادة الولايات المتحدة في تسريع وتيرة دخول القوات لحي المثنى. وجهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية جزء من قوة عراقية قوامها 100 ألف فرد تضم قوات من الجيش ومقاتلين أكرادا ومقاتلين شيعة وتدعمها قوة جوية بقيادة الولايات المتحدة.
مشاركة :