السكوت لم يعد ممكنناً.. - شريفة الشملان

  • 4/3/2014
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

ليس منا من لم يبك على أبناء د. البشري، مدير جامعة الجوف، لم نبك الصغار كثيراً ما بكينا لوعة أم وحزن أب.. ولم يكن منا أحد لم يكسر قلبه وفاة أحد أبناء قريب أو بعيد.. لم يعد السكوت ممكننا أبداً على هذا العدو الذي يقتل بسبق إصرار وتربص. نعم سبق إصرار، وهذا الإصرار يتمثل في عدة خيبات تتماسك ضد شباب الوطن لتحصدهم كأنما وطننا يقتل شبابه.. إذا كانت الحروب تدور دائرتها فتحرق وتقتل فتلك حروب وبها عدو ظاهر.. وإذا الشباب خدعوا منذ أيام أفغانستان والمسلسل مستمر. وكل يوم يذهب شباب للقبور. فهؤلاء مغرر بهم أم غير مغرر، هم وأهلوهم يعرفون الطريق بلا عودة.. أو بعودة بعاهة.. لكن ضحايا الطرق ضحايا سوء تنظيم لحركة الطرق وسوء في المواصلات. وهذا الشيء مركب، يقودنا لسبق الإصرار، فطرق غير آمنة، وترتادها الشاحنات فتضيق أكثر، ويكبر الخطر عندما تصعد تلك الشاحنات على ظهر السيارات الصغيرة فتسحق الشباب بداخلها وتفرم لحمهم وتثكل آباء وأمهات.. بما أننا لا نستطيع منع الشاحنات من السير فمن باب الحيطة والحذر أن نضع لها طرقاً خاصة، ويمنع مرورها مع الطرق العادية مهما كان الأمر، هذه واحدة تحرص إدارة الطرق على وزن الشاحنة قبل الولوج للطريق، وهذا شيء جيد يساعد على سلامة الطرق، ولكن الأفضل فحص السائق أيضاً، وهناك معلومة غير خافية على الكثيرين هو أن سائقي الشاحنات يتناولون حبوباً تساعد على عدم النوم ليتمكنوا من إيصال البضاعة بوقت قياسي ويعودوا لأخذ جولة أخرى ليحصلوا على مكافأة أكبر.. لذا من الضروري فحصهم قبل ارتياد الطريق.. تماماً كما تفعل إدارات الطيران مع طياريها ومساعديهم.. في باب سبق الإصرار نجد عدم توفر مواصلات بديلة للمواطن سواء بحرية من محطات على البحر وبواخر صغيرة وكبيرة تسهل السير البحري خاصة بما نملك من حدود مائية جميلة وطويلة تجعل من الوصول للهدف أمراً ممتعاً وسهلاً، إذا كان هناك طريق يتيم إلى مصر يتمثل بين (سفاجا ونويبع) فان ممكن أن نصل جميع دول الخليج العربي عبر البحر وبسهولة.. وسيكون أجمل توفير المعديات لشحن السيارات رفق المسافرين.. سبق الإصرار يتمثل في أمرين هامين أيضاً، غلاء أسعار الطيران الداخلي مما لا يتيح فرصاً سهلة وآمنة للمواطن كي يسافر ويلتقي بأهله وذويه ويمضي إجازة سهلة التكاليف، لا شأن لنا ب(اياتا) لو عمل طيران داخلي فقط. ومن غير المعقول أن يتم استخدام الخطوط الخارجية للداخل لتنافس الوطني دون مراعاة المواطن، خاصة نحن بلد مترامي الأطراف وهناك مدن جاذبة من ناحية توفر الأعمال كالشرقية والوسطى وجدة، ومدن لطيفة بعيدة عن الضوضاء ولكنها غير بعيدة عن قلوب أهلها الباحثين عن عيش معقول في المدن الكبرى، وتبقى المواصلات الآمنة حلم التواصل، ناهيك عن أن الترابط المكاني والأسري في بلد مثل وطننا يزيد اللحمة الوطنية، وهنا أنتقل لموضوع مرتبط بالسلامة الوطنية وسلامة أرواح المواطنين وهو السكك الحديدية، هل كان العثمانيون أحسن تخطيطاً منا عندما ربطوا خط سكة حديد اخترق البلاد من أسفلها لأعلاها. ويعرفه سكان المدينة ومن كان له حظ بزيارة تبوك شاهد آخر نقطة (قلعة وادرين). لقد أصبحت الخطوط الحديدية الحلم الذي نسمع كثيراً به ولا نراه، إلا خطاً متهالكاً خرابه كثير وسرعته تعل قلب المسافر ما بين الشرقية والرياض، بدأ كشيخ عليل وكم من مرة خرب في الصحراء فكان مأساة للركاب.. الحكاية لم يعد الصبر عليها محتملاً، ولم يعد السكوت من ذهب فالسكوت أكثر يعني أرواحاً تذهب، نقول لا حول ولا قوة إلا بالله، والله تفضل على دولتنا بحيل وقوة يمكن أن تكافح حاصد أرواح شبابنا.. لازالت قلوبنا تتألم وأصواتنا مبحوحة ونخشى انتظار المزيد..

مشاركة :