ثار جدل واسع على وسائل التواصل الاجتماعي في مصر، عقب بثِّ قناة فضائية خاصة مساء السبت 7 يناير/ كانون الثاني 2017 مكالمات هاتفية منسوبة لنائب الرئيس السابق محمد البرادعي، المعارض لنظام الرئيس عبدالفتاح السيسي، من دون أن تذكر مصدرها. وتضمنت تسجيلات المحادثات التي أذيعت في برنامج "على مسؤوليتي" في قناة "صدى البلد" ضمن حلقة عنوانها "افضح البرادعي سليط اللسان"، عدة مكالمات بين البرادعي وشقيقه علي، وكذلك مكالمة بينه وبين رئيس أركان الجيش إبان ثورة العام 2011، الفريق سامي عنان. وتزامنت التسريبات مع بث قناة "العربي" الفضائية المعارضة أولَّ مقابلة تلفزيونية للبرادعي منذ أن غادر مصر عام 2013. وكان البرادعي شغل منصب نائب رئيس الجمهورية مدة شهر تقريباً، عقب الإطاحة بالرئيس الإسلامي الأسبق محمد مرسي، إلا أنه استقال وغادر البلاد بُعيد الفضِّ الدامي لاعتصامي أنصار مرسي في القاهرة، ما أسفر عن مقتل اكثر من 700 شخص في 14 أغسطس/ آب 2013. وتتضمن المكالمات نقاشاً حول الأوضاع السياسية في مصر آنذاك، ويُدلي البرادعي بآراء تنتقد شخصيات سياسية عدة، كانت لها أدوار بارزة آنذاك، وحول الأداء السياسي للمجلس العسكري الذي تولَّى السلطة بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك. وفور انتهاء بث التسجيلات، كتب البرادعي على تويتر، إن "تسجيل وتحريف وبث المكالمات الشخصية "إنجاز" فاشي مبهر للعالم". تسجيل وتحريف وبث المكالمات الشخصية انجاز فاشى مبهر للعالم. أشفق عليك ياوطني — Mohamed ElBaradei (@ElBaradei) وعلى شبكات التواصل الاجتماعي في مصر كانت هذه التسريبات ومقابلة البرادعي مع قناة "العربي" مثارَ جدل واسع. وقال المحامي طارق العوضي على فيسبوك، إن بث تسجيلات قائد سابق في الجيش يمثل خطراً على الأمن القومي. وكتب "أطالب المدعي العام العسكري بالتحقيق في واقعة تسجيل ونشر مكالمات خاصة بعنان. هذه الواقعة تشكل خطراً واختراقاً للقوات المسلحة، وتهدد الأمن القومي المصري". كما دعا المحامي مالك عدلي في تدوينة على فيسبوك إلى الاهتمام بالواقع الحاضر، بدلاً من الاستماع إلى أحاديث مسؤولين سابقين. وكتب "لا حوار البرادعي ولا ما نُسب إليه من مكالمات يتضمن جديداً" داعياً إلى "التعقل والتركيز على البكابورت (المستنقع)" بدلاً من التفتيش "في الدفاتر القديمة".
مشاركة :