عودة العربي الى المنافسة على الألقاب المحلية وتحديداً «دوري فيفا» لكرة القدم تعتبر حدثاً مهماً، نظراً الى الزخم الذي يجلبه «الأخضر» الى الصراع متسلحاً بجماهيره التواقة دائماً الى المجد. لا شك في أن العربي الذي يزاحم على قمة الدوري يحتاج الى رفع مستواه في القادم من الايام، والى جمهوره الذي اعتاد دعمه في المباريات كافة وذلك حتى ختام الموسم في مايو المقبل، بغية تحقيق لقب عزّ عليه منذ 15 عاما. على لاعبي العربي أن يركزوا على عدم تكرار الأخطاء التي حصلت في الموسم قبل الماضي والذي شهد تراجعه عن «القمة» التي حافظ عليها طويلا بشكل دراماتيكي في الجولات الاخيرة لصالح «الابيض» الذي توج بفارق المواجهات المباشرة. العربي يحتاج أيضاً الى بعض من الحظ كذاك الذي زاره يوم اول من امس في المباراة امام برقان حين انتزع النقاط الثلاث في الوقت المحتسب بدل ضائع. ليس الحظ وحده من ساهم في فوز العربي الاخير بل الروح والعزيمة والاصرار على احراز الفوز في الدقائق الاخيرة. هذه هي السمة التي لطالما اعتزّ بها عشاق «القلعة الخضراء»، والجميع يتذكر كيف نجح العربي في ادراك التعادل مع الغريم التقليدي القادسية في الموسم 91-92 في نهائي كأس الامير قبل ان يتوج باللقب بركلات الترجيح. وعلى الرغم من ان الدوري لم يصل الى منتصف الرحلة، الا ان العديد من متابعي استعدادات الفريق في يوليو الماضي لم يكن يتصور ان يتمكن العربي من مزاحمة القادسية و»الكويت» خصوصا في ظل البداية المتعثرة والتعادلات المتواصلة في الجولتين الثانية والثالثة قبل «الاطاحة» بالمدرب فوزي ابراهيم في الجولة الرابعة بعد التعادل مع الصليبخات. عاشت جماهير «الاخضر» بعد هذه الخطوة حالة من الاحباط الا ان الامور بدأت بالتحسن تدريجيا، لاسيما بعد عودة حسين عاشور ليعمل ضمن الجهاز الاداري، فتعاقد النادي مع الصربي ميودراغ ييزيتش ليقود الدفة بدلا من فوزي، فنجح في تحقيق انتصارات متتالية اعادت الفريق الى «وضعه الطبيعي». التغيير كان علامة فارقة في وصول العربي الى القمة، إذ طال المحترفين فتم فسخ عقود السوري احمد الصالح والفرنسي جول داماو والبرازيلي الياس اوليفيرا، وبدأت المفاوضات مع اخرين افضل مستوى، وها هو قاب قوسين أو أدنى من التعاقد مع السوري زاهر ميداني، العاجي ابراهيما كيتا والاردني منذر ابوعمارة، يضاف اليها استعارة حمد العنزي من القادسية، مع وجود رغبة في التعاقد مع محمد راشد او حسين فاضل من الغريم التقليدي. ويلاحظ في العربي ان مهمة تسجيل الاهداف لم تقتصر على المهاجمين او لاعبي الوسط، ومثال على ذلك ان محمد فريح سجل هدفين في الدوري، وكذلك في كأس ولي العهد. علي مقصيد سجل اربعة اهداف، الا ان هدف قلب الدفاع محمد البذالي في مرمى برقان ربما يكون الاغلى هذا الموسم، وما زاده اثارة تفاعل العرباوية في استاد محمد الحمد معه إذ جاء في الوقت بدل الضائع، فاهتزت معه المدرجات بالاهازيج التي ظلت تردد شيلة «لاعب لعب بالساحة». تقدم البذالي من الخلف لتسجيل هدف قاتل يؤكد رغبة اللاعبين في تحقيق الفوز بأي ثمن، فهذا هو العربي «الحقيقي». حسين الموسوي عاتب لاعب برقان التونسي وسام الادريسي الذي استفز جمهور «الاخضر» بعد تسجيل هدف التعادل، وكاد الامر ان يتطور بينهما. وعن تلك الحادثة، يقول الموسوي: «جمهور العربي خط احمر، ولن اسمح لأحد بالتعدي عليه». الموسوي الذي يمتاز بحس الفكاهة، وصف زميله البذالي بـ «راموس» اثر تسجيله هدف الفوز في الوقت بدل الضائع. وبعد تركيز وسائل الاعلام على البذالي، مازح حسين زميله قائلا: «اخشى ان اشاهد صورتك على جهاز بصمة العمل».
مشاركة :