تتجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة في كل أنحاء العالم غدًا (الاثنين) صوب مدينة زيوريخ السويسرية، لمتابعة ليلة التتويج والختام الحقيقي لعام 2016 الكروي والبداية المثيرة لعام 2017، عندما يقيم الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) حفله السنوي لتوزيع الجوائز الأفضل في عالم كرة القدم لعام 2016. ويحظى الحفل هذا العام بنكهة مختلفة عما كان عليه في الأعوام القليلة الماضية، حيث عاد «فيفا» إلى تقديم جائزة منفصلة عن جائزة الكرة الذهبية التي تقدمها مجلة «فرانس فوتبول» الفرنسية الرياضية لأفضل لاعب في العالم. وبعد فوز البرتغالي كريستيانو رونالد بجائزة الكرة الذهبية التي كشفت «فرانس فوتبول» عن نتائجها قبل نحو أسبوع على نهاية عام 2016، تسود حالة من الترقب لدى عشاق الساحرة المستديرة لمعرفة الفائز بجائزة «فيفا»، وهل يحصل رونالدو على الجائزة أيضًا لتتشابه الجائزتان مجددًا مثلما حدث في أعوام سابقة قبل توحيد الجائزتين في الأعوام الماضية وقبل انفصال الجائزتين مجددًا أم ستذهب الجائزة للاعب آخر؟! ومثلما كان الحال في الأعوام الماضية، يدخل الصراع على أبرز جوائز العام النجمان البارزان للدوري الإسباني؛ وهما الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة، والبرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم ريـال مدريد. كما تضم القائمة النهائية للمرشحين للجائزة نجمًا آخر من الدوري الإسباني، هو الفرنسي أنطوان غريزمان مهاجم أتليتكو مدريد، ليكون الصراع على الجائزة بنكهة إسبانية للعام الثاني على التوالي، إذ انحصر الصراع عليها في العام الماضي بين ميسي ورونالدو والبرازيلي نيمار زميل ميسي في برشلونة الإسباني، قبل أن يحرز ميسي الجائزة في النهاية. ولم يقدم ميسي في 2016 الإنجازات نفسها مع برشلونة التي ساعدته في الماضي ليفوز بجائزة الكرة الذهبية 4 مرات متتالية من 2009 إلى 2012 أو الثلاثية التاريخية (دوري وكأس إسبانيا ودوري أبطال أوروبا)، إضافة إلى لقبي كأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية، وهي الألقاب الخمسة التي كفلت له الفوز بالجائزة في العام الماضي. ولكن كثيرًا من التوقعات تصب في مصلحة ميسي للحفاظ على جائزة أفضل لاعب في العالم للعام الثاني على التوالي وتعزيز رقمه القياسي في الفوز بالجائزة، حيث لا يزال هو الوحيد الذي توج بها 5 مرات سابقة وقد يتوج غدًا بها للمرة السادسة. وقاد ميسي فريق برشلونة للفوز بثنائية الدوري الإسباني وكأس ملك إسبانيا في الموسم الماضي، كما أسهم بقدر هائل في بلوغ المنتخب الأرجنتيني المباراة النهائية لبطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا 2016) بالولايات المتحدة، لكن الفريق خسر مجددًا أمام المنتخب التشيلي، كما خسر مع برشلونة أمام أتليتكو مدريد العنيد في دور الثمانية لدوري الأبطال. ولكن تسجيل اللاعب 10 أهداف في دور المجموعات بدوري الأبطال هذا الموسم يمنحه فرصة ذهبية لتحطيم الرقم القياسي لعدد الأهداف التي يسجلها أي لاعب في موسم واحد بالبطولة، وهو الرقم المسجل باسم رونالدو في موسم 2013/ 2014 برصيد 17 هدفًا. وفي المقابل، يبدو رونالدو هو الأكثر رصيدًا من الإنجازات في 2016 من بين المرشحين الثلاثة على الجائزة، حيث أسهم اللاعب البرتغالي في فوز ريـال مدريد بألقاب دوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية، كما أحرز 16 هدفًا للفريق في دوري الأبطال وحل ثانيًا في قائمة هدافي الدوري الإسباني بالموسم الماضي خلف الأوروغوياني لويس سواريز وأمام ميسي. وعلى مستوى الإنجازات مع منتخب بلاده في 2016، يتفوق رونالدو أيضًا على منافسيه، حيث لعب دورًا مهمًا في فوز المنتخب البرتغالي بلقبه الأوروبي الأول الذي طال انتظاره، وذلك من خلال كأس الأمم الأوروبية (يورو 2016) بفرنسا بعد التغلب على المنتخب الفرنسي في النهائي الذي شهد مشاركة غريزمان المرشح الثالث للجائزة. ورغم خروج رونالدو مصابًا بعد نحو 24 دقيقة من بداية المباراة النهائية، كان للاعب دور بارز في الوصول إلى النهائي وتحفيز زملائه للتغلب على المنتخب الفرنسي بقيادة غريزمان، فيما أقيمت هذه المباراة بعد نحو أسبوعين فقط من هزيمة ميسي ومنتخب التانغو في نهائي كوبا أميركا 2016. ورغم مساهمة غريزمان بشكل كبير في بلوغ أتليتكو المباراة النهائية لدوري الأبطال وبلوغ المنتخب الفرنسي نهائي «يورو 2016»، قد تكون مهارات ميسي الرائعة وإنجازات رونالدو مع ناديه ومنتخب بلاده لصالح تفضيل أحدهما على النجم الفرنسي في الصراع على لقب أفضل لاعب في العالم. وتبادل ميسي ورونالدو الفوز بجائزة «فيفا» لأفضل لاعب في العالم في عامي 2008 و2009، وحصل الآخر على المركز الثاني، حيث فاز رونالدو بالجائزة في 2008 وحل ميسي ثانيًا وانعكس الأمر في العام التالي. ومع دمج جائزة «فيفا» مع جائزة الكرة الذهبية لمجلة «فرانس فوتبول» بين عامي 2010 و2015، تكرر هذا الأمر في 5 مرات، حيث فاز ميسي بالجائزة في 2011 و2012 و2015، وحل رونالدو ثانيًا في هذه السنوات، وفاز رونالدو بالجائزة في 2013 و2014 وحل ميسي ثانيًا في المرتين، فيما كان الاستثناء الوحيد من تبادلهما المركزين، هو عام 2010 حيث خلت القائمة النهائية للمرشحين من اسم رونالدو. وفي ذلك العام، احتكر نجوم برشلونة القائمة النهائية، وفاز ميسي بالجائزة أيضًا متفوقًا على زميليه الإسبانيين أندريس إنييستا وتشافي هيرنانديز. وفي ظل التضارب بين الجائزة التي يقدمها «فيفا» لأفضل لاعب في العالم بعد استفتاء يشارك فيه مدربو وقادة جميع منتخبات العالم وجائزة «فرانس فوتبول» التي تأتي نتيجة استفتاء بين أبرز المحررين الرياضيين في أوروبا والعالم، كان من الطبيعي أن تندمج الجائزتان، خصوصًا بعدما كانتا تتفقان في كثير من الأحيان على لاعب واحد في كل عام. واستمرت الشراكة بين «فيفا» و«فرانس فوتبول» لـ6 أعوام متتالية من 2010 إلى 2015، قبل فض هذه الشراكة أخيرًا ليعود الحال إلى ما كان عليه في 2010. ويدخل المدرب الفرنسي زين الدين زيدان، المدير الفني لريـال مدريد، في منافسة شرسة مع الإيطالي كلاودو رانييري المدير الفني لليستر سيتي الإنجليزي، وفيرناندو سانتوس المدير الفني للمنتخب البرتغالي. ومن الصعب ترجيح كفة أي من المدربين الثلاثة أو التكهن بهوية الفائز في هذا الاستفتاء بعدما حقق كل منهما إنجازًا فريدًا مع فريقه. وقاد رانييري فريق ليستر سيتي لإنجاز تاريخي وتفجير واحدة من أكبر المفاجآت في تاريخ اللعبة، حيث توج معه بلقب الدوري الإنجليزي للمرة الأولى في تاريخه، علمًا بأن ترشيحات فوز ليستر باللقب اقتصرت قبل بداية الموسم الماضي على من 1 إلى 5000 فقط، لا سيما أن الفريق لم يدعم صفوفه بأي من النجوم الكبار الذين تزخر بهم صفوف المنافسين الأقوياء في الدوري الإنجليزي، مثل تشيلسي ومانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وليفربول وآرسنال. كما قاد رانييري الفريق لمسيرة رائعة في دور المجموعات بدوري الأبطال هذا الموسم، الذي يشهد المشاركة الأولى لليستر في البطولة القارية الغالية. كما قاد سانتوس المنتخب البرتغالي للفوز بلقب طال انتظاره، حيث توج باللقب الأوروبي الأول في تاريخه من خلال «يورو 2016» بفرنسا. وفي الوقت نفسه، قاد زيدان فريق الريـال للفوز بألقاب دوري الأبطال الأوروبي وكأس السوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية، كما قاد الفريق لمعادلة رقم قياسي مثير ورائع لبرشلونة، وهو الحفاظ على سجل الفريق خاليًا من الهزائم على مدار 39 مباراة متتالية في مختلف البطولات، وكان منها 37 مباراة متتالية في 2016 بخلاف مباراتيه أمام إشبيلية وغرناطة في الأيام القليلة الماضية مع بداية عام 2017، حيث يستطيع الفريق تحطيم الرقم القياسي من خلال المباراة التالية، علمًا بأنه يتصدر الدوري الإسباني في الموسم الحالي ويقترب بشدة من دور الثمانية في كأس ملك إسبانيا بخلاف التأهل للدور الثاني (دور الستة عشر) بدوري الأبطال الأوروبي. ويضاعف من حجم إنجاز زيدان أن مهمته الحالية مع الريـال هي الأولى له مع الأندية الكبيرة منذ بداية مسيرته التدريبية.
مشاركة :