ملتقى الشارقة الرابع عشر للمسرح العربي يقرأ علاقة "أبو الفنون" بالرواية

  • 1/9/2017
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

الشارقة ـ تتواصل الاستعدادات في إدارة المسرح بدائرة الثقافة والإعلام في الشارقة لاستقبال الدورة الثانية من مهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي الذي ينظم برعاية كريمة من الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في الفترة 15ـ 19 يناير/كانون الثاني الجاري بمشاركة عروض من الإمارات ودول عربية عدة. ويستضيف المهرجان الذي ستجري فعالياته في المركز الثقافي لمدينة دبا الحصن، الدورة (14) من ملتقى الشارقة للمسرح العربي الذي ينعقد تحت شعار "المسرح والرواية" بمشاركة 16 باحثاً. وقال أحمد بورحيمة مدير إدارة المسرح بالدائرة ومدير المهرجان إن الملتقى الذي ينظم سنوياً يجسد سعي الشارقة الدائم إلى ترسيخ موقع المسرح ونشر ثقافته ومعارفه ومقاربة شواغله ودعم صنّاعه في جميع الاقطار العربية..". ويهدف الملتقى منذ انطلاقته إلى إبراز وقراءة علاقة المسرح ــ بوصفه منصة للتعبير والتفسير والنقد والمثاقفة ــ بمجالات وقيم ورؤى وقضايا اجتماعية وثقافية وفلسفية عديدة، كـ "العلوم" و"الآخر" و"الهوية" و"التاريخ" و"التسامح" و"التواصل" وسواها. وذكر أبو رحيمة أن اختيارهم لموضوع الدورة الجديدة للملتقى مرجعه الشعبية الواسعة التي كسبها الأدب الروائي في الفضاء الثقافي العربي أخيراً، فلقد بات مادة بارزة في وسائل الإعلام والبحث الجامعي والمسلسلات التلفزيونية وغير ذلك، مشيراً إلى أن الملتقى يحاول أن ينظر إلى انعكاس هذه الوضعية الجديدة للرواية في مرايا المسرح العربي. ويشهد الملتقى مشاركة العديد من الاسماء المسرحية والروائية مثل: فاطمة المزروعي ومرعي الحليان ومحمد يوسف من الإمارات، وناصر عبدالمنعم وأسماء يحيى الطاهر ووليد علاء الدين من مصر، ويوسف فاضل ومحمد أمنصور من المغرب، ومراد السنوسي وإسماعيل يرير من الجزائر، وحافظ جديدي من تونس، ونجوى بركات من لبنان، وعواد علي وفيصل جواد من العراق، وأنور حامد من فلسطين، ونواف يونس من سوريا. وجاء في البيان التقديمي الخاص بالملتقى الذي ينظم يومي 16ـ17 يناير/كانون الثاني، ان الرواية العربية كسبت موقعاً متقدماً في السنوات الأخيرة وفرضت حضورها على نحو ملحوظ في صدارة المشهد الثقافي، فإلى أي مدى أثر تطورها على علاقتها بالمسرح ومسافتها من صنّاعه وجمهوره؟ يمكن القول إن العرض المسرحي، بدوره، تطور كثيراً في العقود الأخيرة، في موضوعاته وأساليبه، سواء عبر انخراطه وتداخله مع موضوعات واستعارات الحياة العصرية أو من خلال استثماره التكنولوجيا وشبكة التواصل التي أتاحتها وسائط الإعلام والانترنت لإثراء أبعاده الجمالية والدلالية أو بهدف كسب المزيد من الجماهير؛ فهل انعكس ذلك على صلته القديمة ـ المتجددة بالرواية؟ ـ لوقت ليس بالقصير، كان بعضهم ينظر إلى توجه صنّاع العروض المسرحية نحو الرواية كنتيجة لـ فقر المكتبة العربية أو كمؤشر على ندرة المطبوع والمنشور من النصوص المسرحية. في الوقت الراهن، بعضهم يميل إلى اعتبار "مسرحة" أو "اقتباس" أو "إعداد" الرواية بحيث يمكن تقديمها فوق الخشبة، حيلة من بعض المحافظين للحفاظ على "أدبية" المسرح من "هجمة" تيارات وموجات عديدة ظهرت أخيراً داعية إلى "مسرح للمخرجين" و"مسرح ما بعد الدراما" و"مسرح الصورة" و"مسرح الأداء" إلخ. لكن، بالنسبة للبعض الاخر، فإن هذا التوجه المسرحي نحو الرواية يعبر عن رغبة في التخلص من تقاليد المسرح الكلاسيكية وسعي لاستكشاف موضوعات ولغات وأشكال مغايرة تقطع مع الماضي وتؤسس منظورها الحديث المعبّر عن نبض الحاضر! وبين هذين المنظورين الأخيرين لـ "مسرحة الرواية"، ينتظر الملتقي أن تسهم الأوراق والمداخلات المقدمة من ضيوفه في طرح وفحص المزيد من الآراء والأفكار حول هذا الموضوع انطلاقاً مما يُقدم في المجال المسرحي العربي الراهن، وذلك عبر المحورين التاليين: المسرح والرواية: العلاقة وتحولاتها عبر العصور، ومسرحة الرواية اليوم: تجارب ورؤى. وسيعرف الملتقى تقديم شهادات شخصية لمخرجين وكتّاب عرب اشتغلوا بـ "مسرحة الرواية"، للتعرف من خلالها على دوافعهم والتحديات التي جابهتهم والأصداء والآراء النقدية التي صحبت أعمالهم.

مشاركة :