تضم أكثر من 10 آلاف كتاب مدون يدويًا باللغات العربية والعثمانية والفارسية. وقال مدير المكتبة عثمان لافيج، في حديث لمراسل الأناضول، إن المخطوطات جلبت من مناطق مختلفة، وكان يتواجد في البوسنة والهرسك، خلال العهد العثماني أكثر من 100 مدرسة دينية، كل واحدة منها كانت تحتوي مكتبة خاصة. وأضاف لافيج، أنه عقب زوال نظام الأوقاف من البوسنة والهرسك، تم نقل المخطوطات التي كانت تتواجد في مكاتب "التكايا" والمدارس والمستشفيات، إلى سراييفو، وتضم مكتبة "غازي خسرو بيك" العديد من المخطوطات التي جلبت من مكة المكرمة والمدينة المنورة وإسطنبول ودمشق. وأشار لافيج، إلى أنه من أهم المخطوطات الموجودة في المكتبة، كتاب إحياء علوم الدين للعالم الإسلامي، الإمام الغزالي، وقد كتب في العام 1105 م، وهو أقدم كتاب مستنسخ في العالم. وأوضح أنه توجد في المكتبة أيضًا مؤلفات تعود للقرون الـ12، 13، 14، والمؤلفات التي كتبت بخط اليد في البوسنة، تدل على الدور الفعال لهذه البلاد في الحضارة الإسلامية. "كل مخطوطة لها حكاية" أفاد لافيج بأن المخطوطات اليدوية لم تقتصر على المجال الديني فقط، بل هناك العديد من المخطوطات في مجالات الرياضيات، الهندسة، والفضاء، و"لكل مخطوطة حكاية خاصة بها، دورنا هنا هو البحث عن السبل التي انتقلت عن طريقها هذه الحكايات". وأضاف أن المكتبة عاصرت عدة حروب، الأمر الذي أدى إلى فقدان الكثير من الكتب التي كانت موجودة فيها. وقال "المكتبة كانت تقع في باحة مسجد هنكار، وخلال الحرب العالمية الثانية أصابت قذيفة هاون سقف المكتبة الخشبي، ما أدى إلى اندلاع حريق في السقف، وتوجد كنيسة خلف المسجد، حيث قام بلوجلوب بيرفان، الموظف في الكنيسة بالاتصال بدائرة الإطفاء، معرفًا عن نفسه بأنه مسؤول حكومي، فتدخلت فرق الإطفاء وأطفأت الحريق خلال فترة قصيرة". ولفت لافيج، إلى أن "معهد الشرقيات" في البوسنة تعرض لحريق خلال الحرب الأخيرة (1995)، حيث احترق 5 آلاف و240 مؤلفا مكتوباً بخط اليد، والنفق الذي تم حفره في تلك الفترة من أجل إيصال المساعدات إلى المدينة كان له دور كبير في إنقاذ العديد من المخطوطات. وأشار إلى أنه بفضل الآلات، التي أرسلتها ماليزيا، تم نقل جميع المخطوطات في عام 1995 إلى ميكروفيلمات (أشرطة فيلمية ملفوفة حول بكرات فيلمية). مخطوطات لا تزال تنتظر من يكتشفها قال لاجيج، إن هناك العديد من المخطوطات، التي تحتوي بداخلها كنوزًا خفية، وتنتظر التوضيح، وأسماء المخطوطات الموجودة في مكتبة "غازي خسرو بيك"، ومؤلفيها ومستنسخاتها معروفة، ولكل منها هوية خاصة بها. وأضاف أنه من أهم المخطوطات، التي تنتظر التوضيح في المكتبة، هو المؤلف الذي كتبه المؤرخ الشهير محمد أنور كاديج بخط يده، عن تاريخ البوسنة والهرسك، والمكون من 10 آلاف صفحة، والذي يتناول فيه تاريخ البوسنة في الفترتين العثمانية، والنمساوي-المجرية، حتى عام 1927. وذكّر لاجيج، بتصريحات رئيس الاتحاد الإسلامي في البوسنة "حسين كوازوفيتش"، والتي قال فيها إن "المكتبة هي الموقع الذي تم تأسيس أعمدة البوسنة والهرسك فيه". واعتبر لاجيج أن المكتبة هي ذاكرة البوسنة والهرسك، وقد حافظت على ثقافة وذاكرة البوسنة ولا تزال تحافظ عليهما. ونوه بأن المكتبة، التي مضى عليها حوالي 500 عام، تأسست في 8 يناير/ تشرين الثاني 1537، بموافقة قاضي سراييفو حينها، على قرار وقف غازي خسرو بيك في هذا الصدد. وأشار إلى أن المكتبة ستنظم برنامجًا خاصا في إطار الفعاليات التي ستقام بمناسبة الذكرى الـ480 لتأسيسها. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :