من حمام الهنا إلى بابا الحارة، من منا ينسى هذه المسلسلات السورية؟

  • 1/9/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تعدّ الدراما السورية، والحديث هنا عن صناعة المسلسلات بصورةٍ خاصة، واحداة من القطاعات الأكثر نشاطاً في البلاد. البداية كانت من ستّينات القرن الماضي، عندما قُدّمت سلسلةُ أعمالٍ كان بطلاها دريد لحام والراحل نهاد قلعي. لاحقاً، مرّت هذه الدراما بمنعطفاتٍ عدّة. إذ أُنتجت مئات المسلسلات التي تحوّل بعضها إلى كلاسيكيات تأثر بها المشاهد العربي والسوريّ بصورةٍ خاصة. فما هي المحطات العشر التي شكّلت منعطفاتٍ هامّة في تاريخ هذه الصناعة؟ صحّ النوم تأليف نهاد قلعي، إخراج خلدون المالح العرض الأوّل: عام 1972 صحّ النوم هو الأرضية الأولى للدراما التلفزيونية السورية. أسّس هذا العمل لشراكةٍ طويلةٍ جمعت دريد لحام مع الراحل نهاد قلعي. المسلسل الذي تدور أحداثه في "حارة كل مين إيدو إلو" يتناول صراع "غوّار الطوشة" مع "حسني البورظان" للفوز بقلب الفاتنة "فطوم حيص بيص". هذه الأنماط الثلاثة تُؤشّر إلى الميّزة الرئيسة لـ"صح النوم"، والحديث هنا عن "الكركتيرات" الاستثنائية التي أنتجها العمل، بدءاً من "أبو عنتر"، و"أبو صيّاح"، مروراً بـ"بدري أبو كلبشة" و"ياسينو"، وصولاً إلى "أبو رياح" و"أبو جاسم" وآخرين. دائرة النار قصة هاني السعدي، سيناريو وحوار ممدوح عدوان، إخراج هيثم حقّي العرض الأوّل: عام 1981 الطرح الدرامي في "دائرة النار" كان بسيطاً للغاية، فالمسلسل يتناول حكاية بيتٍ فيه ثلاثةُ أشقّاء لكل منهم مزاجٌ وآلية تفكيرٍ متمايزة عن الآخر. أهمية هذا العمل لا تنبع من ورقٍ استثنائي، وإنمّا من النتيجة التي قدمها هيثم حقي، وعبر من خلالها عن نضج التجربة السينمائية في التلفزيون، فبعد أن خرجت الكاميرا، بشكلٍ خجول، من الاستديوهات المغلقة في مسلسل "عز الدين القسام"، جاء "دائرة النار" ليرسي جملة قواعد إخراجية وفنية تحولت، لاحقاً، إلى أصولٍ تتلمذ عليها عدد من المخرجين السوريين. مرايا تأليف: عدّة كتاب، إخراج: عدّة مخرجين العرض الأوّل: الجزء الأوّل عرض عام 1984، تبعه 16 جزءاً عُرض آخرها عام 2013 العمل الذائع الصيت شكّل منعطفاً درامياً هاماً، فهو المسلسل الأول الذي قُدم في سياق لوحاتٍ منفصلة على مستويي الشخوص والحكايا. في مرايا، أدّى ياسر العظمة، على امتداد المشروع أنماطاً متعددة وكان نجماً مطلقاً يطوف في محيطه ممثّلون آخرون، حتى صار الحديث عن المسلسل يقودنا، بالضرورة، للتغني ببطله الأوحد الذي رفض العملَ في مسلسلاتٍ أو مشاريع موازية، وفضّل الالتزام بمراياه. قدّم المسلسل أيضاً بعضَ اللوحات الممتازة وعرّف المشاهدين على مواهب تمثيلية جديدة. البركان تأليف هاني السعدي، إخراج محمد عزيزية العرض الأوّل: عام 1993 شكل العمل الذي لعب بطولته كل من رشيد عساف وصباح عبيد باكورة ما بات يُعرف لاحقاً بـ"دراما الفنتازيا التاريخية"، وهي المسلسلات التي تستند قصة تاريخية أبطالها شخوصٌ افتراضيون. وضمن السياق ذاته حقّق مسلسل الجوارح (تأليف هاني السعدي، إخراج نجدة أنزور، إنتاج 1994) نجاحاً عربياً واسعاً جرى استثماره في سلسلة أعمالٍ من الصنف ذاته نذكر منها "الكواسر"، "الفوارس"، "البواسل" وغيرها. نهاية رجل شجاع عن رواية للأديب السوري حنّا مينة، تأليف: حسن م.يوسف، إخراج نجدة أنزور العرض الأوّل: عام 1994 لفت هذا العمل انتباه رأس المال إلى أهمية الاستثمار في الدراما، إذ حقّقت النسخة التلفزيونية من حكاية "مفيد الوحش" نجاحاً جماهيرياً كبيراً ليشكّل المسلسل علامةً فارقة في سجلّ "شركة الشام الدولية" التي أدارها، في تلك المرحلة، الممثل السوري أيمن زيدان. أقوال جاهزة شارك غردعشر منعطفاتٍ أساسية في تاريخ الدراما السورية... شارك غردمن غوار إلى العكيد، شخصيات في الدراما السورية لن ننساها وضمن السياق نفسه يأتي مسلسل "هجرة القلوب إلى القلوب" (تأليف عبد النبي حجازي، إخراج هيثم حقّي) والذي نفذ نحو السوق الخارجية وعُرض للمرة الأولى على تلفزيون دبي. فنياً، قدم نجدة أنزور، في "نهاية رجل شجاع"، نموذجاً غير مسبوق على مستوى الإبهار البصري، تحوّل، تالياً، إلى سمةٍ طبعت شغل مخرجين كثر. حمام القيشاني (سلسلة من خمسة أجزاء) تأليف: دياب عيد، إخراج: الراحل هاني الروماني في الأجزاء الثلاثة الأولى، وخالد الخالد في الجزئين الرابع والخامس العرض الأول: (الجزء الأوّل عرض عام 1997، وصولاً إلى الجزء الخامس الذي عرض عام 2003) تناولت حلقات العمل، الذي بُنيَ على أرضية تسجيلية، مرحلةً من تاريخ البلاد، تبدأ بقصف دمشق والبرلمان، من قبل القوات الفرنسية، قبل إعلان الجلاء بأشهر وصولاً إلى انقلاب 1963. شكّل حمام القيشاني تجربةً فريدةً على مستوى دراما الأجزاء التي تقدم حكايةً مستمرة غير منفصلة عن تتابع الزمان والمكان، وحقّقت أجزاؤه، كلها، نجاحاً جماهيرياً كبيراً. أيامنا الحلوة تأليف: حسن سامي يوسف ونجيب نصير، إخراج: هشام شربتجي العرض الأوّل: عام 2003 شكّل مسلسل أيامنا الحلوة تجربة أولى أسست لما بات يعرف، اليوم، باسم "دراما العشوائيات"، وهو تعبيرٌ يستخدم لتوصيف الأعمال التي تتخذ من حارات الصفيح والعشواء في دمشق فضاءً مكانياً لها. دراما العشوائيات ليست أحادية القالب، وإذا كانت حكايات فقراء دمشق الذين يزنّرون قاسيون تُشكل رافعةً ثابتاً في هذا الصنف من المسلسلات، فإن المعالجة تختلف جذرياً بين عملٍ وآخر. وضمن هذا السياق نستطيع أن نُذكّر بتجارب من الصنف ذاته لقيت حفاوةً جماهيرية واسعة، كـ"الانتظار" و"غزلان في غابة الذئاب" و"وولادة من الخاصرة". الزير سالم تأليف: ممدوح عدوان، إخراج: حاتم علي العرض الأوّل: عام 2000 قدّم العمل روايةً تلفزيونية لواحدةٍ من أكثر السير الشعبية انتشاراً ورسوخاً في الذاكرة الجمعية العربية، إذ تابع الجمهور على امتداد ثلاثين حلقة حكاية حربِ البسوس بين بني بكرٍ وبني تغلب. مثّل الزير سالم أنجح انتقالٍ من الفنتازيا التاريخية، إلى الدراما التاريخية المأخوذة عن أقاصيص مُثبتة لشخوصٍ حقيقيين. وأسّس العمل، الذي لاقى نجاحاً جماهيرياً واسعاً، لإنتاج مسلسلاتٍ مماثلةٍ نذكر منها "الظاهر بيبرس"، "عنترة"، "القعقاع"، "خالد بن الوليد" وغيرها الكثير. بقعة ضوء تأليف: عدّة كتاب، إخراج: الليث حجّو (مؤسساً للمشروع) تلاه عدّة مخرجين العرض الأوّل: عام 2001 البعضُ يعتبر أن بقعة ضوء هو نسخة محدثة عن مرايا، والحقيقة أن في هذا التوصيف لبساً لا بد من تصويبه. تأتي أهمية بقعة ضوء من كونه أمّن فرصَ ظهورٍ محترمة لمواهب لم تكن تحصل على مساحات شغلٍ مقبولة بسبب محاصصات نجوم المهنة، إذ أدّى بعض ممثلي الصف الثاني أدوار البطولة في لوحاتٍ عدة. وقد فتح العمل مجالاً واسعاً للتجريب في صنوفٍ مختلفةٍ من الكوميديا، إذ اشتغلت بعض اللوحات بمنطق الغروتسك (القائم على المبالغة في تقديم النمط بغرضِ صناعة الضحك)، بينما اعتمد البعضُ الآخر على الكلاسيك أو "دراما الحكي". التجريب اتّسع ليشمل، أيضاً، كتاباً حديثي العهد وفنيين كثر تحوّلوا، لاحقاً، إلى مُشتغلين فاعلين في حقل الدراما التلفزيونية. باب الحارة تأليف: مروان قاووق (مؤسّساً) تلاه عدّة كتاب، إخراج: بسّام الملّا العرض الأوّل: عام 2006 هو العمل العربي الأكثر متابعةً في رمضان منذ سنواتٍ عدّة، وذلك على الرغم من الانتقادات الواسعة التي طالته لجهة بعضِ رسائله التجهيلية وعدم أمانته لتاريخ مدينة دمشق. حكاية "حارة الضبع" تحوّلت، اليوم، إلى مطلبٍ جماهيري يُحرّض باتجاه إنتاج مزيدٍ من الأجزاء لإشباع جوع الشارع. جاء المسلسل تتويجاً لتجارب مماثلة أخرجها بسام الملّا، واستطاع أن يُحرّض، وبسبب انتشاره الواسع، على إنتاج المزيدِ من المسلسلات التي تغزل على النول ذاته، إذ أنّ تسويق هذا الصنف من الأعمال، الّذي بات يعرف وفق لغة السوق باسم "دراما البيئة الشامية" يعتبر سهلاً، نسبياً، قياساً بتسويقِ الصنوف الدرامية الأخرى. التعليقات

مشاركة :