«ولهنا عليكم»

  • 1/10/2017
  • 00:00
  • 41
  • 0
  • 0
news-picture

الديوانية في الكويت هي نبض المجتمع، فمن خلالها نستطيع أن نرسم صورة ثلاثية الأبعاد عما يدور في البلاد واهتمامات الناس والعباد، مع اختلافات متأصلة في الآراء والأفكار، ولكن هناك موضوع أساسي لا يختلف عليه اثنان وهو حب الكويت والتمسك بنظامها الذي لن تجد له مثيلاً في عرض الدنيا وطولها. من خلال زيارة بعض الديوانيات لاحظت أن هناك عتباً ممزوجاً بالألم على الإخوة أعضاء مجلس الأمة الكرام لابتعادهم عن الساحة، فلم نعد نراهم إلا من خلال أجهزة الإعلام بعد أن كانوا يملؤون الدنيا بندواتهم وحضورهم وزياراتهم ومقارهم الانتخابية "والبوفيهات" العامرة بكل ما لذّ وطاب، والصور الرائعة التي كانوا يرسمونها من خلال برامجهم الانتخابية، والأحلام الوردية التي كانوا يبيعونها لنا. نعم "ولهنا عليكم" فلم نعد نراكم إلا من خلال تصريحات، وتهديد باستجوابات، ولجان تحقيق، وعودة إلى مواضيع تجاوزها الزمن، وطرح مواضيع أبعد ما تكون عن تلمس مشاكل الوطن ومشاغل المواطن، أين أنتم من شوارع البلاد التي جار عليها الزمن، وحفر الدهر الأخاديد عليها؟ ونتساءل: هل تستخدمون الشوارع نفسها أم لكم شوارع خاصة بكم؟ وهل تغيب عن بالكم ما تعانيه مستشفياتنا من مآسٍ؟ لا نريد أن نردد الأسطوانة نفسها، وبودي أن أشير إلى ذلك الصوت القادم من الماضي، فقد طرح أحد الإخوة الحضور الاقتراح الذي تقدم به الأخ العزيز النائب أحمد نبيل الفضل، والذي يتميز بأفكار وأطروحات غير تقليدية خدمة لهذا البلد الغالي وأهله، وكم نتمنى أن تجد تلك الأفكار من يتبناها مع الأخ أحمد، ويتلخص الاقتراح بفرض عقوبات على الموظف الذي يهمل في عمله وعدم الإخلاص أو الإضرار بالمال العام. عندها تحدث ذلك الصوت القادم من الماضي فأفاد أنه في ذلك الزمان الماضي عندما كان يعمل في وزارة الأشغال في بدايتها، كانت هناك لجنة تتكون من بعض الشخصيات، مهمتها متابعة الحضور والغياب وتأخير الموظفين، لاحظت اللجنة أن أحد المواطنين كثير الغياب والتأخر وعدم الالتزام بمواعيد الحضور، وقد تم استدعاؤه والتحقيق معه، حيث أفاد بأنه سيستمر في التأخر عن الدوام حتى لو تم خصم الراتب بأكمله، فوالدته أهم عنده من الراتب، فهو من يهتم بها ويرعاها ويحرص على تغيير ملابسها وتحضير "الريوق" لها، عندها أكبرت اللجنة الرجل وأعفته من مواعيد الحضور والتأخير! أين نحن الآن من ذلك الزمان، وقد غدا الموظف يمنّ على الدولة بحضوره للدوام، بل يطالب بالكوادر والترقيات والبدلات، وأصبح الطريق أمامه ممهداً للوصول إلى المناصب القيادية بواسطة أعضاء المجلس. وتحدث أحد الحضور، وكان يعمل ناظر مدرسة قبل التقاعد عن المعضلة التي تواجه المجلس، والتي قد تؤدي إلى وقف جلساته، وربما إلى حلّه حلاً غير دستودي، تلك المعضلة التي تتمثل بفوضى ترتيب مقاعد جلوس الوزراء والسادة أعضاء مجلس الأمة، وقد اقترح الأستاذ الفاضل أن يتم العمل بالنظرية التي كان يؤخذ بها في طابور الصباح، حيث يتم ترتيب الطلبة حسب طول القامة، بمعنى أن قصير القامة في الأمام والطويل في الخلف، وبهذا يتم حل المشكلة، وقد حظي هذا الطرح بإجماع الحضور، مع التمنيات لأعضاء المجلس بالنجاح والتوفيق. حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.

مشاركة :