محسن البوشي (العين) استحدث مستشفى العين التابع لشركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» تقنية جديدة لعلاج حالات النزف التي تحدث أحيانا بعد الولادة باستخدام «القسطرة الشريانية الانصمامية»، وقد مكنت هذه التقنية في إنقاذ أكثر من 50 حالة ولادة تعرضت لحالات نزف شديدة مؤخراً. وأوضح الدكتور جمال القطيش استشاري الأشعة التداخلية ورئيس أقسام الأشعة في مستشفى العين، أن حالات «النزيف» التي تحدث بعد أو خلال عمليات الولادة تعتبر من المضاعفات الصحية التي قد تتهدد حياة المريضة، أو تؤدي لاستئصال الرحم، لافتا إلى أن هذه المضاعفات قد تأتي نتيجة حدوث التمزقات الرحمية بعد الولادة العادية أو القيصرية وعدم تقلص الرحم بعد الولادة بالإضافة إلى ارتكاز المشيمة «الغازية» والمشيمة «المهاجرة والمتشعبة». وأضاف أن علاج هذه الحالات في المستشفى يتم عن طريق عمل ثقب صغير في أعلى الفخذ، حيث يقوم طبيب واستشاري الأشعة التداخلية بإدخال بالون أو قسطرة إلى الشرايين الرحمية النازفة وإغلاقها بحبيبات صغيرة تعمل على إيقاف النزف وتنقذ حياة المريضة وتجنبها استئصال الرحم ونقل الدم مع الاحتفاظ بالخصوبة. وأشارت الدكتورة موزه النقبي استشارية أمراض النساء والولادة ورئيسة قسم صحة المرأة بمستشفى العين، إلى أن هذه التقنية العلاجية التي تم استحداثها تنطوي على أهمية كبيرة في تفادي استئصال الرحم واحتفاظ المرأة بقدرتها على الإنجاب بالمستقبل. وأشارت إلى أن مستشفى العين أصبح الآن يمتلك قسماً متطوراً لصحة المرأة يضم العديد من التخصصات والتقنيات التي تساعده على التعامل مع مختلف الحالات بغض النظر عن صعوبتها أو مدى تعقيدها، وأوضحت أن كثرة تعرض بعض النساء للعمليات القيصرية يؤدي إلى انغماس غير طبيعي للمشيمة، ما يؤدي بدوره إلى تعرض المريضة لنزيف شديد أثناء الولادة، ما يضطر طبيبات التوليد أحيانا إلى استئصال الرحم من أجل السيطرة على النزيف وإنقاذ حياة المريضة التي تفقد في هذه الحالة القدرة على الحمل والإنجاب. من جهته، قال الدكتور طلعت أحمد دياب نائب المدير الطبي لمستشفى العين أن ثبوت نجاح هذه التقنية يعكس مدى تطور الخدمات الطبية والعلاجية والجراحية في مستشفى العين، ويدلل على مدى الكفاءة العالية والخبرات التراكمية التي يمتلكها الفريق الطبي المتعدد التخصصات بالمستشفى الذي يأتي في مقدمة المؤسسات العلاجية بالدولة التي تستخدم هذه التقنيات.
مشاركة :