أصبح بإمكان عشاق مسلسل Seinfeld مشاهدة العمل مجاناً عبر Amazon Prime الذي يوفر مشاهدة 180 حلقة عرضت على مدى 9 مواسم، مدة كلٍّ منها 23 دقيقة. الكاتبة جوليا ريزايد فنّدت في مقال لها في صحيفة The Guardian الأسباب التي جعلت من هذا المسلسل "أعظم مسلسل أميركي على الإطلاق" حسب وصفها وعنوان مقالها. فمن وجهة نظرها يعتبر ذلك العمل الجماعي لمؤلفه لاري ديفيد وبطله جيري ساينفيلد والذي قدم في ثمانينيات القرن الماضي و"يتناول فكرة اللاشيء هو أفضل مسلسل كوميدي قصير في عصره، وأحبَّه الملايين، وحافظ على جودته طوال وقت عرضه، وظلَّ حتى الآن المعيار الذي يسعى الآخرون إلى بلوغه". ولكن الكاتبة تجزم أنه لا يمكن إعادة إنتاج كيمياءٍ كتلك التي قدمها العمل. فهي ترى أنه عندما يظهر جيري ساينفيلد (ساينفيلد)، وإلين بينيز (جوليا لوي درايفوس)، وجورج كوستانزا (جيسون أليكساندر) وجار جيري الغاضب كريمر (مايكل ريتشاردز) على الشاشة سوياً، يشبه الأمر انزلاق قطع الأحجية نحو أماكنها الصحيحة. كما تعتقد أن كل حلقة هي بالأساس حجر صغير واحد يُرمَى في بركةٍ: تُسرَق محفظة ما، فتفاجئ والدة جورج إياه أثناء استمنائه، يحكّ جيري أنفه ولكن يبدو وكأنَّه يُدخِل إصبعه فيها، وبينما تتردَّد موجات المياه، تمتزج خيوط ثلاث حبكات مُحكَمة البناء سوياً على نحوٍ خارق لتُشكِّل تُحَفاً منفردة. وبحسب رأيها يعود نجاح العمل إلى المقدمة المطمئنة "وهي أنَّ جيري وأصدقاءه لا يحبون الناس، وعندما يعطونهم فرصةً ويخرجون معهم في مواعيد غرامية ويحاولون شراء حساءٍ لهم، ينتهي بهم الأمر إلى حيث بدؤوا، واقفين في شقة جيري، عاجزين عن عيش حيوات منفصلة. إلا أن ذلك لا يعني أن يقود الموقف إلى حبكة فرعية تتساءل عمَّا إذا كان جيري وإلين سيكونان سوياً أم لا، فالاثنان حبيبان سابقان، كانا في تلك المرحلة بالفعل، وفعلا ذلك بالفعل، وأزالا التوتُّر منذ زمنٍ بعيد". الكاتبة تتعمق في تحليل العلاقات في المسلسل فمثلاً عندما إلين صدبقة لساينفلد ، مثل الرجال تماماً، كانت العلاقة أمراً ثورياً نوعاً ما في مسلسلٍ أميركي كوميدي قصير في تلك الحقبة"حسب تعبيرها. مقارنة مع Friends وتقارن الكاتبة بين أحداث ساينفلد ومسلسل Friends، العملاق الكوميدي الآخر الذي دارت أحداثه في مدينة نيويورك، بالفعل إلى تغيير مسار رومانسي، واستمر فترة طويلة تكفي ليرى المشاهدون كيف فعل الكُتَّاب ذلك. ولكن تميز Seinfeld تحقق عبر المحافظة على غموضه، وخرج دائماً من مَخرجٍ مختلف عن ذلك الذي توقَّعته، وحافظ على حسِّه السريالي حتى النهاية. تستحضر الكاتبة في مقالها الحلقة الأخيرة من Seinfeld إذ يظهر الأصدقاء الـ4 وهُم يواجهون المحاكمة والسجن بتهمة «اللا مبالاة القاسية» بالأشخاص الآخرين، وحضرت الشخصيات العارضة من الحلقات السابقة استجابةً لاستدعاء بوصفها شهوداً على سلوك المتهمين. قبل أن ينتقل ديفيد "كاتب العمل" المشارك في صنع المسلسل إلى الكوميديا تامة النضج القائمة على الإحراج في مسلسل Curb Your Enthusiasm، العصري مقارنةً بسابقه، كانت هذه اللحظة الذهبية له ولساينفيلد بوصفهما سادة مسلسل الأستديو الكوميدي القصير التقليدي. إذ كان المشهد يتبدَّل بين شقةٍ ومطعمٍ وشارعٍ، ولكن كان يمكن أن يضع المرء هذه الشخصيات في أسفل سلَّةٍ ما وتظل تثير اهتمامك مع ذلك. أنصحكم بمشاهدة Seinfeld أثناء تناول الإفطار قبل العمل من أجل بدء يومك كل يوم بنشاطٍ. وأخيراً تختم الكاتبة مقالها باقتراح الحلقتين الأبرز: وهما حلقة The Contest، التي يرى فيها الأصدقاء مَن منهم يمكنه البقاء أطول فترة دون استمناء، وحلقة The Soup Nazi، التي تُمنَع فيها إلين من دخول أفضل مطعمٍ للحساء في المدينة. - هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Guardian البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية، اضغط .