استأنف الزعيمان القبرصيان اليوم الثلاثاء في جنيف محادثاتهما الصعبة في محاولة للتوصل إلى اتفاق لإعادة توحيد قبرص المقسمة منذ أكثر من 40 عاما، لكن إمكان التوصل إلى تسوية لا يزال بعيد المنال. وقال المتحدث باسم الحكومة القبرصية اليونانية نيكوس خريستودوليدس، كما نقلت عنه وسائل الإعلام القبرصية، إن التوصل إلى اتفاق «هو في متناول اليد، لكننا قريبون منه بمقدار ما نحن بعيدين عنه». واجتمع الوفدان القبرصي اليوناني والقبرصي التركي برئاسة الرئيس نيكوس أناستاسيادس والزعيم القبرصي التركي مصطفى أكينجي، في قصر الأمم، مقر الأمم المتحدة التي ترعى هذه المفاوضات. ولدى وصوله، صرح أناستاسيادس للصحفيين، أن المفاوضات التي بدأت الإثنين، «بناءة» حتى الآن وتجري في أجواء «هادئة». وقال باليونانية، «نحن هنا لنعمل في شكل مكثف أملا بالتوصل إلى نتائج إيجابية». وتدارك وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء السويسرية «إيه تي إس»، «لكننا لم نبلغ بعد»، مستوى كافيا للتوصل إلى اتفاق. وجلسة الثلاثاء مخصصة للمسائل الاقتصادية والعلاقات مع الاتحاد الأوروبي، وكيفية حكم الدولة الفيدرالية المقبلة. وذكرت وكالة الأنباء القبرصية «سي إن إيه»، أن ممثلا للبنك الدولي ومسؤول قبرص في صندوق النقد الدولي فينشنزو كوزو، سيشاركان بعد الظهر في المفاوضات التي تتناول الجوانب الاقتصادية لإعادة التوحيد. وجمهورية قبرص التي تمارس سلطتها على الشطر الجنوبي من الجزيرة حيث القبارصة اليونانيون، انضمت إلى الاتحاد الأوروبي منذ 2004. في المقابل، يقيم القبارصة الأتراك في الشمال، حيث أعلنت «جمهورية شمال قبرص التركية»، التي لا تعترف بها سوى أنقرة. والإثنين، خصص الوفدان ساعات طويلة لقضية الأملاك التي صودرت بعد تقسيم قبرص العام 1974، في غمرة محاولة انقلاب طالبت بضم الجزيرة إلى اليونان. وأوردت الوكالة القبرصية عدم إحراز أي تقدم على هذا الصعيد. الطريق لا يزال طويلا .. سيكون الأربعاء آخر يوم للمفاوضات. وسيتطرق فيه الجانبان إلى قضية أخرى بالغة الحساسية: ترسيم الدولة المقبلة مع عرض خرائط تحدد منطقة كل من المجموعتين. وسيعقد الخميس مؤتمر حول قبرص في جنيف يحضره الأمين العام الجديد للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، وممثلون للدول الثلاث الضامنة لأمن الجزيرة: اليونان وتركيا وبريطانيا، القوة المستعمرة السابقة التي لها قواعد عسكرية في قبرص. وعلق المتحدث باسم الحكومة القبرصية، «ستكون المرة الأولى في تاريخ أزمة قبرص نشهد فيها مؤتمرا بهذه الأهمية وننتظر هذه المباحثات بفارغ الصبر». لكن وسائل الإعلام القبرصية استبعدت مشاركة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس، مع عدم إحراز تقدم فعلي. وستتمثل بريطانيا بوزير خارجيتها بوريس جونسون، على أن يحضر رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر، كـ«مراقب». وقال وسيط الأمم المتحدة لقبرص الدبلوماسي النرويجي آيسبن بارث إيدي، الإثنين، «نحن حاليا في المرحلة النهائية، بلغنا لحظة الحقيقة»، مع إقراره بأن «القضايا الأكثر تعقيدا» لا تزال تتطلب نقاشا. ولا توفر المنظمة الأممية جهودها منذ ثمانية عشر شهرا للمضي قدما في العملية التفاوضية التي بدأت في مايو/ أيار 2015. غير أن اللقاءين السابقين اللذين عقدا في نوفمبر/ تشرين الثاني، في مون بيلوران على ضفاف بحيرة ليمان، لم يثمرا. وتتمثل تسوية الأزمة في قيام دولة فيدرالية تتالف من كيان قبرصي يوناني وآخر قبرصي تركي. ولكن يبدو أن الطريق لا يزال طويلا قبل بلوغ اتفاق حول عودة النازحين ودفع التعويضات المالية وتقاسم أراض مترامية تشمل مدنا بكاملها، وأيضا حول مستقبل قواعد الجيش التركي في الشطر الشمالي من الجزيرة.
مشاركة :