لليوم الرابع على التوالي، تابع وفد الهلال الأحمر القطري أداء مهمته الإنسانية الطبية لتنفيذ مشروع عمليات القلب في بنجلاديش لفائدة المرضى من الأطفال الذين يعانون عيوباً خلقية في القلب، وأسفرت عن تنفيذ إجمالي 38 عملية منذ بدء تنفيذ المشروع حتى تاريخه، وقد تنوعت الحالات المرضية التي يستقبلها الفريق الطبي ما بين فتحات أذينية (ASD) وبطينية (VSD) وشريانية (PDA). يتم إغلاق تلك الفتحات بأسلوب علمي طبي يسمى بالقسطرة أو (الإمالة)، ويستطيع المريض من خلال هذه التقنية الخروج بعد يوم واحد أو يومين على حسب استقرار حالته الصحية بعد العملية، وتستغرق العملية من 30 دقيقة إلى ساعتين ونصف تقريباً حسب الحالة، وهي عملية دقيقة يتم فيها إدخال القسطرة الطبية عن طريق فتحة لا تتعدى 2 ملم في شرايين الفخذ، بحيث تمرر القسطرة بواسطة الكاميرات والسونار مع المراقبة الدقيقة للقلب، ثم يوضع زر خاص ومصنع من مادة تتلاءم مع الجسم بطريقة تضمن إغلاق الفتحة المعنية بالتدخل. ومن بين الحالات الصعبة التي واجهها الفريق ضمن الحالات الأربع في بداية اليوم الرابع حالة الطفلة رياموني (عام واحد)، حيث كانت تعاني من تضيق شديد في الشريان الأبهر مع ضعف في عضلة القلب، ويقول دكتور محمود الصوفي، استشاري قلب الأطفال: «إن هذا النوع من الحالات يستدعي توسيع المنطقة المتضيقة بشكل عاجل جداً، إما عن طريق الجراحة أو عن طريق القسطرة، ونظراً لأن جراحة القلب لهذا النوع من الحالات تحمل خطورة عالية جداً، خاصة عندما تكون في المراكز التي ينقصها التجهيز بشكل جيد، فقد قرر الفريق الطبي إجراء القسطرة بالتوسيع عن طريق البالون مع وضع شبكة دعامية لفتح التضيق بشكل جيد وتحسين وظيفة القلب، وهذا ما تم بفضل الله تعالى، حيث لاحظ الفريق الطبي تحسناً واضحاً في ضغط الدم عند الطفلة رياموني، وهي لا تزال على طاولة القسطرة، حيث استغرقت عمليتها زهاء الساعة والنصف، وسوف يراقب الفريق الحالة الصحية للطفلة خلال اليومين القادمين للاطمئنان على استقرارها. كذلك عالج الفريق حالة الطفل إرشاد (عامان)، الذي كان يعاني من وجود فتحة كبيرة بين البطينين، وقد استغرقت عمليته حوالي ساعة ونصف الساعة ولكنها تكللت بالنجاح والحمد لله. أما الشابة أسفانة (19 عاماً)، وهي أم لطفل، فقد كانت تعاني من فتحة كبيرة بين الأذينين مما تسبب في توسع أجوف القلب الأيمن، وازدياد في ضغط الرئة. وبعد أن قام الفريق بعمل دراسة من خلال جهاز صدى القلب وإجراء القسطرة التشخيصية، تم بفضل الله إغلاق الفتحة بنجاح وبدون أي مضاعفات. أما الشابة كورونا (18 عاماً) فكانت تعاني من وجود فتحة بطينية تجويفية عضلية وتشتكي من سرعة وضيق في التنفس، مما جعل الفريق يجري لها منظاراً مرئياً لتقييم حجم الفتحة ثم مباشرة إغلاقها. سفيرنا يقيم مأدبة عشاء للوفد الطبي وجه سعادة السيد أحمد بن محمد الدهيمي السفير القطري في بنجلاديش الدعوة إلى وفد الهلال الأحمر القطري والفريق الطبي لحضور مأدبة عشاء تبادلوا خلالها أطراف الحديث حول الإنجازات التي حققها المشروع حتى اللحظة، كما سلط اللقاء الضوء على أعمال الهلال بشكل عام ومشاريعه التي سبق أن نفذها في بنجلاديش. حضر اللقاء عدد من أعضاء السفارة وبعض الضيوف، كما قام السيد أحمد علي الخليفي رئيس وفد الهلال بتقديم درع تذكاري لسعادة السفير، ولسفارة دولة قطر على متابعتهم وتسهيلهم لكثير من الأمور خلال هذه المهمة. فحوصات يومية لمرضى غير مسجلين يستقبل الفريق الطبي للهلال الأحمر القطري والمركز القومي لعلاج أمراض القلب يومياً أعداداً متزايدة من المرضى الذين يبحثون عن علاج على الرغم من أنهم غير مسجلين ضمن القائمة التي تم إجراء الدراسة عليها، ومع ذلك يقوم الفريق بعمل الفحوصات الأولية لها وإدراجها على اللائحة في حال تمكن الفريق من إجراء العمليات لهم إذا كانت المواد والقساطر المتوافرة تكفي. عدم استقرار القياسات الحيوية أبرز المشكلات فيما يتعلق بالصعوبات التي تواجه الفريق الطبي في مثل هذه الحالات، قال دكتور محمد نعمان بروفيسور طب قلب الأطفال والدكتور الصوفي إن الصعوبات دائما ما تكون في الحالات غير النموذجية (لأسباب طبية أو فنية) أو كون المريض أحيانا في وضع حرج مثل عدم استقرار القياسات الحيوية في بعض تشوهات القلب الخلقية، بالإضافة إلى العمل في بيئة لا تتوافر فيها جميع المتطلبات التي تقتضيها الحاجة أحيانا، وخاصة في مثل هذه الحالات المعقدة. وتابع: إن الجراحات تتباين مدتها الزمنية حسب موقع الفتحة أو الخلل في الشرايين، إذ تعتبر عملية الفتحة الشريانية أسهل بكثير من ناحية الإغلاق، ولذا فقد تم الانتهاء من عدد كبير من هذا النوع خلال الأيام الماضية، ومثل بعض الحالات التي تمت اليوم للطفلة نوريان (3 أعوام) والطفلة نجيف (2.4 عام) والطفلة ميم (4 أعوام)، اللاتي كن يعانين من فتحات شريانية.;
مشاركة :