قال دبلوماسي روسي كبير اليوم الخميس في تصريحات لاذعة على نحو غير مألوف موجهة للولايات المتحدة إن الساسة الأمريكيين في حاجة للهدوء أو ربما لأداء بعض تدريبات اليوجا والتسليم بأن القرم أصبحت جزءا من روسيا. وأثار ضم روسيا لمنطقة القرم الأوكرانية الشهر الماضي أسوأ أزمة بين الشرق والغرب منذ إنتهاء الحرب الباردة قبل عقدين. وفرض الغرب عقوبات استهدفت مسؤولين مقربين من الرئيس فلاديمير بوتين. وسخر معظم من شملتهم القائمة السوداء من تلك العقوبات واعتبروها تكريما لكنها أثارت أيضا حفيظة موسكو حيث حذر مسؤولون من أن الغرب لا يضر إلا نفسه. وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي ريابكوف لوكالة انترفاكس للأنباء "بماذا يمكن أن ننصح زملاءنا الأمريكيين؟. يمكنكم قضاء وقت أطول في الخلاء وممارسة اليوجا والالتزام بالغذاء الصحي وربما يمكننكم مشاهدة بعض المقاطع الكوميدية في التلفزيون." ومضى يقول "هذا سيكون أفضل من خداع النفس وخداع الآخرين وأنتم تعرفون أن السفينة أبحرت بالفعل... فنوبات الغضب والعويل والفزع لن تفيد." تأتي هذه التصريحات بعد أن كشف مسؤولون أمريكيون أن واشنطن أضافت إدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) إلى قائمة الهيئات الأمريكية المحظور عليها الاتصال بمندوبين من الحكومة الروسية في تحرك رمزي إلى حد كبير لزيادة الضغوط على موسكو. وقال ريابكوف إن هذا التجميد للاتصالات الثنائية أدى إلى "مواقف سخيفة" مثل إلغاء اجتماعات بين خبراء أرصاد جوية من البلدين. وأضاف "حسنا.. هذا اختيار الأمريكيين." وقال إن القيادة الأمريكية "ترفض قبول الوضع الذي تسبب فيه إلى حد كبير نهج الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين بالدفع بالقوى المناهضة لروسيا إلى السلطة في أوكرانيا." واتهمت روسيا الغرب بتدبير "انقلاب" ضد الرئيس الأوكراني المؤيد لموسكو فيكتور يانوكوفيتش ويقول بعض المحللين إن ضم روسيا للقرم كان العقاب الذي أنزله بوتين بالغرب لتجاهله مصالح موسكو في أوكرانيا الجمهورية السوفيتية السابقة التي تعتبرها روسيا فناءها الخلفي. وطلب الكرملين أيضا من حلف شمال الأطلسي تقديم تفسير لأنشطته في أوروبا الشرقية القريبة من الحدود القديمة للاتحاد السوفيتي السابق بعد أن تعهد الحلف العسكري الغربي بتحسين الدفاع عن أعضائه في شرق أوروبا بعد ضم القرم. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الروسية إن روسيا تشعر بالأسف والدهشة تجاه قرار الخارجية الأمريكية بتعليق العديد من المشروعات المتصلة باللجنة الرئاسية الثنائية بين الولايات المتحدة وروسيا في وقت سابق هذا الأسبوع. وأضاف ألكسندر لوكاشيفيتش في بيان "بعد كل شيء ربما يتمكن الزملاء الأمريكيون من النظر الى الوضع في القرم وأوكرانيا بحيادية وعقل منفتح وألا يدمروا كل شيء في العلاقات مع روسيا... يمكن للمرء أن يأمل في ذلك." كانت اللجنة أنشئت عام 2009 "لرسم بداية جديدة للعلاقات" ضمن سياسة "إعادة ضبط" العلاقات بين القطبين العالميين. وتتعامل اللجنة مع قضايا الأمن النووي ومكافحة المخدرات والتعاون في مجال الفضاء إضافة الى مجالات أخرى.
مشاركة :