اسطنبول - حضر ممثل منظمة "مراسلون بلا حدود" في تركيا ايرول اوندروغلو مع ناشطين آخرين جلسة محاكمتهم الأربعاء بتهمة "الترويج للإرهاب" من خلال مساعدة حزب العمال الكردستاني المحظور. وأثار اعتقال اوندروغلو والكاتب الصحافي احمد نيسين ورئيسة مؤسسة حقوق الإنسان شبنم كورور فنجانجي في حزيران / يونيو موجة استنكار دولية وقلقا على حرية الصحافة في تركيا. وبعد عشرة أيام، أفرجت عنهم السلطات وأحيلوا إلى القضاء اثر مشاركتهم في تحرير صحيفة "اوزغور غونديم" المناصرة للأكراد التي أغلقتها الشرطة في آب / أغسطس بتهمة تضامنها مع حزب العمال الكردستاني المحظور الذي يخوض مواجهات مع الجيش من اجل حصول الأكراد على حكم ذاتي. ويواجه الثلاثة عقوبة السجن 14 عاما وستة أشهر في حال إدانتهم. وحلت تركيا في المرتبة 151 عالميا في تصنيف منظمة "مراسلون بلا حدود" لحرية الصحافة عام 2016، بعد طاجيكستان وقبل جمهورية الكونغو الديمقراطية. وقال كريستوف ديلوار، الأمين العام لـ"مراسلون بلا حدود" لصحافيين تجمعوا خارج قاعة المحكمة الأربعاء أن حرية الصحافة في تركيا "تتراجع أكثر فأكثر في كل يوم". ولفت إلى أن "التعددية قد ماتت تقريبا في هذا البلد. لم يعد هناك تلفزيون مستقل. هناك فقط صحيفتان أو ثلاثة يقاومون قدر استطاعتهم". أما فنجانجي فاعتبرت المحاكمة "شرفا لي ورفاقي لأننا وقفنا وناضلنا في سبيل قضية نبيلة". وازداد القلق الدولي إزاء الحريات العامة في تركيا بعد فرض حالة الطوارئ في البلاد عقب محاولة فاشلة للانقلاب على حكم الرئيس رجب طيب اردوغان بمنتصف تموز / يوليو. ويؤكد معارضو الحكومة أنها تستغل حالة الطوارئ لقمع معارضي اردوغان وليس فقط المشتبه بمشاركتهم في محاولة الانقلاب. وفي قضية أخرى، عقدت المحكمة أيضا الأربعاء جلسة جديدة في محاكمة رئيس التحرير السابق لصحيفة "جمهورييت" المعارضة جان دوندار الذي يعيش في منفاه في ألمانيا ومدير مكتبها في أنقرة اردم غول المتهمين بالاتصال مع "المنظمة الإرهابية" التابعة للداعية فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة انقلاب تموز / يوليو.
مشاركة :