عندما عرض عام 2015 فيلم «خمسون درجة من الرمادى» fifty shades of grey المأخوذ عن رواية الكاتبة الإنجليزية، إيريكا ميتشل، التي تحمل الاسم نفسه، أثار ضجة واسعة، ليس فقط بسبب كثرة وصراحة المشاهد الجنسية التي يحتويه، لكن أيضًا بسبب انخفاض المستوى الفني على مستوى الأداء والإخراج، إلا أنه حقق نجاحًا كبيرًا على الصعيد التجاري، دفع شركة الإنتاج لتقديم الجزء الثاني من الفيلم والمقرر عرضه الشهر المقبل تحت اسم fifty shades darker. يضعنا هذا الفيلم السينمائى أمام قضية جدلية خاصة بالمشاهد الجنسية فى الأفلام، وهل وجودها بكثرة يعنى بالضرورة تحول العمل الفنى لعمل تجارى دون المستوى، أم أن عبارة «مشاهد جنسية هادفة وفى السياق الدرامى للفيلم» والتي نسمعها على ألسنة النجوم هى جملة حقيقية. فى الحقيقة لا يوجد ارتباط مباشر بين المشاهد الصريحة والمستوى الفني للعمل الدرامي، فبعض الأفلام العالمية حققت نجاحًا كبيرًا على المستوى الفني والنقدي، وحصدت الجوائز الكبرى رغم كونها تضم مشاهد جنسية صريحة وبعضها عنيف وصادم. ويرصد «المصري لايت»، أهم 5 أفلام عالمية، أثارت الجدل بموضوعاتها ومشاهدها الصريحة. 5. last tango in Paris ربما يكون أشهر هذه الأفلام على الإطلاق فيلم «التانجو الأخير فى باريس» last tango in Paris انتاج عام 1972 بطولة النجم الكبير مارلون براندو، وماريا شنايدر وإخرج برناردو برتلوتشى، وقد أثار هذا الفيلم عاصفة من الانتقادات والصدمة للمشاهدين استمرت منذ عرضه للمرة الأولى وحتى الآن. تدور قصة الفيلم حول علاقة فتاة فرنسية ماريا شنايدر، برجل أعمال أمريكى، مارلون براندو، وهى علاقة ترتكز على الجنس فقط منذ اللحظة الأولى لتعارفهما دون تطرق أى منهما لحياته الشخصية مع الآخر، ولا يعرف المشاهد تفاصيل حياة أى منهما إلا عبر مشاهد علاقتهما الملتهبة، فقط ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد لكن وسط أحداث الفيلم يفترض أن يقوم رجل الأعمال باغتصاب الفتاة فى مشهد صادم. لم تكن الصدمة فى طبيعة المشهد فقط، ولكن الصدمة أصابت الممثلين شخصيا اللذين فوجئا بطلب المخرج أن يأتى المشهد حقيقيا وبكل تفاصيله، والمدهش أن الممثلين وافقا وقتها على ذلك، لكن رد فعل النقاد والمشاهدين بعد عرض الفيلم أدت إلى قيام ماريا شنايدر بمقاضاة المخرج برنارد برتلوتشى فى حين اكتفى مارلون براندو بمقاطعة مخرج الفيلم، وبطبيعة الحال قامت بعض الدول فى أوروبا بمنع عرض الفيلم ووصفه بعض النقاد بأنه قطعة من الفجور والفحش تثير الغثيان بل إن إيطاليا قامت بإحراق نسخ الفيلم بعد صدور حكم قضائى بأن الفيلم خادش للحياء، ورغم ذلك، تلقى الفيلم ترشيحين للأوسكار كأفضل ممثل وأفضل مخرج. 4. Henry and June بعد رقصة التانجو الباريسية، يأتى فى القائمة فيلم «هنرى وجاين» Hennery and June من إنتاج عام 1990، وهو من بطولة النجمة الأمريكية إيما ثورمان وفريد وود ومارديا دى ميديوس، ومن إخراج فيلب كوفمان، وحصل هذا الفيلم على تصنيف N-17 فى الولايات المتحدة حتى يمكن عرضه فى دور العرض السينمائية، وهو التصنيف الأعلى بالنسبة للعرض العام ويعنى للكبار فقط، ولم تحصل عليه سوى ثلاثة أفلام سينمائية فقط. تدور أحداث الفيلم عام 1930 حيث يحكى قصة العلاقة الغريبة التى نشأت بين الروائى الشهير هنرى ميللر، وزوجته جاين والكاتبة الفرنسية المثيرة للجدل آنيس نن، والفيلم مأخوذ عن كتاب آنيس حول هذه الفترة. وخلال الفيلم تلتقى الكاتبة الفرنسية والكاتب الأمريكى وتنجذب جسديا إليه، لكن هذا الإنجذاب يقودها فى النهاية إلى زوجته جاين حيث تصبح ممارسة الحب لدى الشخصيات جزء من الإبداع فى عملهم الأدبى. المشهد الجنسى بين جاين وآنيس كان واحدًا من أكثر المشاهد السينمائية إثارة فى فترة التسعينيات وربما كان هو السبب فى تصنيف الفيلم للكبار فقط وهو ما اعتبرته شركة الإنتاج وقتها شيئا مشينا لأن العمل فى النهاية لا ينتمى لأفلام البورن، إلا أن هذا التصنيف كان تذكرة العبور الوحيدة للعرض السينمائى العام، ورغم الجدل حول المشاهد إلا أن الفيلم حصل على ترشيح لأوسكار أفضل فيلم لجودته الفنية العالية. 3. Basic Instinct على مستوى الجمهور، يمكن اعتبار فيلم «غريزة أساسية» Basic Instinct هو أشهر الأفلام ذات المشاهد الصريحة، تم انتاج الفيلم عام 1992، ومنه انطلقت النجمة شارون ستون بمشهد جلوسها على المقعد فى مواجهة المحققين بدون ارتداء ملابس داخلية واحدًا من أشهر المشاهدعلى الإطلاق فى فترة التسعينيات وسببًا رئيسيًا فى شهرة شارون ستون التى تحولت بعد الفيلم لواحدة من نجمات الصف الأول. تبدأ أحداث الفيلم مع قيام المحقق نيك كران، الذي يججسد شخصيته مايكل دوجلاس، بالتحقيق فى سلسلة جرائم قتل ضحاياها من الرجال وتقود الخيوط إلى كاترين ترامبل، التي تجسد شخصيتها شارون ستون، الإ انها تنجح فى استدراج «كران» لإقامة علاقة معها بهدف قتله لكنها تتوقف فى اللحظة الأخيرة. ورغم صدور جزء ثانى من الفيلم عام 2006 لكنه لم يحقق النجاح والشهرة التى حققها الجزء الأول والذى رشح لجائزتى أوسكار ورشحت شارون ستون لجائزة «جولدن جلوب» كأفضل ممثلة، وهو من إخراج بول فيرهوفن. 2. Brokeback Mountain فى اتجاه مختلف تماما يأتى فيلم «جبل بروكباك» Brokeback Mountain، والذى حصد ثلاثة جوائز أوسكار: أفضل نص سينمائى مأخوذ عن عمل أدبى، أفضل موسيقى، أفضل مخرج لـ آنج لى، بالإضافة لخمسة ترشيحات أخرى. اختلاف الفيلم يأتى من كونه يدور حول علاقة حب بين شابين، حيث يعمل كلا من ديلمار، الذي يجسد شخصيته هيث ليدجر، وجاك «جايك جلينهال» فى مزرعة بجبل بروكباك، وهناك تنشأ بينهما علاقة حب تكشف عن ميولهما الجنسية، بالطبع فى ذلك الوقت عام 1983 كانت العلاقات المثلية من المحرمات التى يرفضها المجتمع، وبعد فترة ينفصل الشابان كلا منهما فى بلدة مختلفة لكنهما يلتقيان مرة أخرى وتبقى علاقتهما وإن اخذت منحى الصداقة بشكل أكبر. ورغم جرأة موضوع الفيلم إلا أنه لم يتعرض للعلاقة الحميمة بشكل فج على المستوى السينمائى، ولكنه ركز على فكرة الصداقة والاحتياج لمن يتفهم الضغوط النفسية التى يتعرض لها الإنسان بجانب اختيار أماكن التصوير وعنصر الصورة وحركة الكاميرا، كل هذه العوامل ساهمت بشكل كبير فى نجاح الفيلم بعيدًا عن التركيز على فكرة العلاقة المثلية فى قصته. نتيجة للانتقادات الواسعة التى تعرض الفيلم قبل عرضه الرسمى، ظهر فى الأسبوع الأول فى خمس دور عرض فقط ورغم ذلك حقق إيرادات بلغت نصف مليون دولار وهو رقم كبير مقارنة بعدد دور العرض. 1. Eyes Wide Shut فى نهاية القائمة يأتى فيلم Eyes Wide Shut من إنتاج 1999 وآخر أعمال المخرج الكبير ستانلى كوبريك، وهو واحد من ثلاثة أفلام لعب بطولتها النجم توم كروز مع زوجته السابقة نيكول كيدمان والفيلم حصل على تصنيفR للعرض السينمائى، وهو ما يعنى احتوائه على مشاهد عنيفة أو صريحة. وتدور الأحداث حول الطبيب الشاب بيل هارفورد والذى يعانى من الشك فى علاقته بزوجته وتقوده الصدفة فى إحدى الليالى ليشهد حفلة خاصة تقام فيها طقوس جنس جماعى حيث جميع الضيوف من الشخصيات الهامة والشهيرة لكن جميعهم يرتدون أقنعة يخفون بها وجوههم حتى لا يتعرف أحد على شخصياتهم. ورغم حساسية الموضوع إلا أن الفيلم من تلك النوعية التى تحمل الكثير من الأبعاد الفلسفية حول الرغبات البشرية الدفينة خاصة بين المشاهير، ويبدو أن هذا الفيلم كان له تأثيرا فى الحياة الحقيقية لبطليه، حيث ذكرت الكثير من التقارير الصحفية أن هذه التجربة السينمائية الشاقة كانت أحد الأسباب الرئيسية وراء انفصال كروز عن زوجته كيدمان بعد الفيلم بفترة قصيرة.
مشاركة :