تزيين واجهات المنازل احتفاءً بقدوم شهر الخير (رمضان الفضيل) وفي منطقة عسير، كانت النساء العسيريات أكثر اهتمامًا بتجميل المنزل من الخارج في المرحلة الأولى بما يسمى (القصاص) وهو تبييض المنزل بمادة تبييض عوضًا عن الدهانات، فكانت مكونة من الجير الأبيض الذي يخلط بالماء ويتم دهن المنزل بأشكال جمالية تساعد على زيادة نضارة المنزل وكذلك داخل الاحواش، كما يتم صهار المنزل وهذه تتم على أرض الحوش وأسوار المنزل وكذلك مداميك الجدران، حيث يتم خلط كمية من الطين الزراعي بكمية من الماء ويتم دهنها على الجدارن وأرضية الحوش والمنزل وذلك لسد الشقوق الناتجة عن العوامل الطبيعية وزيادة انسجامها ولتقويتها. الخضار وهناك مرحلة (الخضار) وهذه الكلمة مأخوذة من الخضرة أو اللون الأخضر، وتتم بتزيين المنزل من الداخل بأعشاب (البرسيم) وتجميعها في حزم صغيرة يتم فركها على الجدران مكونة لونًا أخضر جميلًا، ويتم الفرك في مناطق معينة ومحددة وبصورة فنية رائعة وأخيرًا مرحلة دهان الأبواب والنوافذ، وتأتي هذه المرحلة بواسطة دهانات ذات تركيب طبيعي وألوان مختلفة لتتم مرحلة دهن الأبواب والنوافذ، وهكذا يتم تجديد الأواني المنزلية والفرش الداخلي وغيرها. بناء المنازل فقد اشتهرت منطقة عسير منذ زمن ليس ببعيد بالبيوت الطينية والتي تبنى من الطين الزراعي الذي يخالطه القش ليتماسك وبعض المنازل تبنى من الأحجار، وكلتا الخامتين موجودة وبوفرة في منطقة عسير فهي جبلية وكذلك زراعية لذا فالمواد الخام متوفرة، فبعد بناء المنزل سواء من الطين أو الحجر أو كلاهما يتم تسقيف المنزل ايضًا بمواد طبيعية منها جذوع الشجر وأغصانه وكذلك سعف النخيل بعد أن يصاغ بصورة مناسبة لسقف البناء. الأسقف وهناك مسميات للمواد التي تسقف بها المنازل فهناك (المعدل) وهو جذع شجرة كبير الحجم سواء في الطول أو السماكة والى جواره بعض الجذوع الأقل حجمًا وسماكة بطريقة هندسية جميلة ومن فوقها يوضع (الخصف) وهو الحصير المصنوع من سعف النخيل ثم تغطى من فوقها (بالخلب) وهو الطين المعجون بالماء والقش. بأيد نسائية وبهذا يتم الانتهاء من بناء المنزل لقد قمت بشرح طريقة البناء والمواد المستخدمة وذلك لشرح طريقة الاستعداد المنزلي لشهر رمضان في منطقة عسير وهذه المرحلة تقوم بها السيدات (نساء المنزل) فقبل شهر رمضان المبارك يتم إعادة تزيين المنزل من الخارج والداخل وكون المنازل في ذلك الزمن غير البعيد مبنية من الطين أو الحجر أو كلاهما فلابد من ترقيمها وتزيينها بنفس المواد أو مواد تساعد على جمال المنازل. احتفالية قرآنية أيضا هناك احتفالية جميلة تقوم بها الأسر لاستقبال هذا الشهر الكريم سواء في الشكل أوالمضمون ففي شهر رمضان لا تخلو المنازل من قراءة القرآن وإحياء المساجد كأي شهر من شهور العام ولكن شهر رمضان له خصوصية لدى المسلمين في كل مكان، هكذا يحتفل أهالي عسير بمقدم شهر الخير والبركة.
مشاركة :