كلام.. لا يهمك أن تقرأه

  • 1/12/2017
  • 00:00
  • 32
  • 0
  • 0
news-picture

أصعب حالة عندما تشرع في الكتابة وأنت في ( مزاج مش ولا بد )، وتعني مزاج عكر لكن من أجل تلطيف المعنى تحورت، ( بس على مين تجيبها يمين تجيبها شمال) هو مزاج عكر.. وقد يكون تعكر لسبب غير حقيقي، موقف مر أمامك، أو كلمة لم تُراجع قبل التفوه بها، أو نظرة لا تليق بصاحبها، أو لا شيء، وهذا اللا شيء يفسره أصحاب الفلك – كما يدعون – أنها.. ليالي قمرية يكون فيها القمر في هيئة البدر أو أوشك أن يكون بدراً، فيصبح الإنسان في هذه الأوقات شخصا مختلفا، ويفسرها أصحاب العلم الشرعي على أنها.. ضيق في النفس نتج عن ابتعاد الإنسان عن ربه، فتسكن القلب الوحشة، أو قد يكون هناك تفسير لأصحاب العلم الطبيعي لا أعلمها( عشان أنا مساري كان في الثانوي أدبي..)، لعلي أميل مع الرأي الثاني، لعدم قناعتي بالأول، ولأن الثالث عرفتم أسباب جهلي به.. من الأفضل أن أحاول استرجاع أيامي الماضية قد أصل لأمر ما، وقد احتاج لشهور أوقد تتعداها لسنين، فهذه “التعكيرة ” لا يمكن أن تكون وليدة أيام , بل هي دفينة ومخبأة تنتظر أن تظهر بين الحين والآخر. يا لنعمة الورقة والقلم .! لا أقولها لأن الله أنعم عليّ بالقدرة على التعبير من خلالها، ولكني أقولها لكل من يستطيع أن يمسك بها، ليس مهما أنك تجيد التعبير أو لا تجيده، فالتعبير ليس محصورا بالكلمات .. لم تقتنع بكلامي؟! حتى تتأكد أن ما أقوله صحيح ليس عليك سوى أن تخوض التجربة.. .. ابحث عن ورقة حولك.. من دفتر، أو ظهر ورقة قديمة،أو قم باستعارة واحدة من أحد ابنائك، ولا تنسى أن تستعير معها قلما وحبذا لو كان قلم رصاص.. أمامك الورقة أنت وحدك تمارس هوايتك في التنفيس عما بداخلك، تكتب أحرفا أو ترسم دوائرا أو تكّون مربعات أو زخارف، لا يهم المهم أن تعبّر.. تذكر كل ما يسبب لك لحظة عدم الصفاء تلك، واستمر في تدوين ما تدونه ، بالمعنى العام (شخبط)، إياك أن تترك تلك الورقة قبل أن تستغيث ولا يبقى فيها حيز فارغ، بإمكانك أن تمزقها كنوع من التنفيس، وإن كنت تحتاج لورقة أخرى لا مانع، لكي تستمر عليك أن توطد علاقتك بمصدر الورق دائماً حتى لا تتورط ولا تجده.. والآن.. ما هو شعورك … إياك أن تقول لقد شعرت بالراحة على افتراض أنها الإجابة التي انتظرها.. بعض الأوقات العصيبة لا يجليها أشكال هندسية على ورق ولا نفخ بالون ثم تفجيره، أحيانا تحتاج أن تقف في مكان رحب وتصرخ بأعلى صوتك قائلاً ياااااارب.. ثم تطلق العنان لحاجاتك.. ليس عليك تكبد عناء الورقة والقلم، لا تحتاجها فالإرسال لا ينقطع في ذلك الاتجاه ماذا..؟ حذرتك مسبقاً إنه كلام.. لا يهمك أن تقرأه.

مشاركة :