مصدر الصورة Ministry of Antiquities Image caption تشير بعض البقايا العظمية البشرية إلى تمتع عدد من الأفراد بصحة جيدة اكتشفت بعثة سويدية علمية مجموعة من 12 مقبرة أثرية منحوتة في الصخر، تعود إلى عهد الملكين "تحتمس الثالث" و"أمنحوتب الثاني" في عصر الدولة الحديثة في تاريخ مصر القديمة. ويفيد الاكتشاف في تعميق الدراسة حول مدى التقدم الطبي والرعاية الصحية الذي توصلت إليه مصر القديمة في ذلك الوقت، وكذا الكشف عن معلوماتٍ جديدةٍ بشأن المنطقة المكتشف فيها المقابر وأهميتها التاريخية. وتتكون المقابر من غرفة أو غرفتين، اكتُشف بداخلها أيضا أجزاء من توابيت حجرية وفخارية، وأخرى من الكارتوناج، لحفظ المومياوات، فضلا عن وجود بعض الحلي والتمائم القديمة. كما استُخدمت المقابر المكتشفة كمدافن للحيوانات، إذ عُثر بداخل بعضها على هيكل عظمي كامل لتمساح، وبقايا عظمية لخراف، وماعز، وأسماك من نوع البلطي النيلي. وقالت مديرة البعثة الأثرية التابعة لجامعة لند السويدية، ماريا نلسون، إن دراسة هذا الكم المكتشف من الرفات والعظام البشرية أظهرت وجود ثلاثة أساليب مختلفة متبعة في الدفن، وهي طريقة الدفن داخل قبو منحوت في الصخر، أو داخل مقبرة تغطيها الأحجار، أو وضع المتوفى ملفوفا بمنسوجاتٍ داخل تابوت خشبي. مصدر الصورة Ministry of Antiquities Image caption المقابر الأثرية المكتشفة منحوتة في الصخر، وتعود إلى عهد الملكين "تحتمس الثالث" و"أمنحوتب الثاني" وأضافت نلسون أن البقايا العظمية البشرية المكتشفة تشير إلى تمتع عدد من الأفراد بصحةٍ جيدةٍ، فضلا عن وجود أدلة على سوء تغذية البعض، وهو أمر نادر اكتشافه في تلك الفترة. وكذلك إصابة آخرين بكسورٍ في العظام نتيجة زيادة المجهود العضلي، الناتج ربما عن سلوكياتٍ تتعلق بطبيعة العمل الذي كان يمارسه الشخص. كما توجد أدلة على خضوع بعض الإصابات العظمية لعملياتٍ جراحيةٍ متقدمة في تلك الفترة. كما اكتشفت البعثة مجموعة من التمائم، من بينها تمائم على شكل جعارين، وأخرى للإله "بس" الذي كان يحظى بشعبية خلال عصر الدولة الحديثة، وقلائد، وأوعية خزفية، وأحجار ملونة مصنوعة من حجر الصوان. كما قالت نلسون إن البعثة ستجري خلال الفترة المقبلة المزيد من الدراسات والأبحاث العلمية، لكشف المزيد من المعلومات المتعلقة بالمقابر المكتشفة وتاريخ منطقة جبل السلسلة في اسوان. مصدر الصورة Ministry of Antiquities Image caption اكتشفت البعثة مجموعة من التمائم، من بينها تمائم على شكل جعارين وهذه ليست المرة الأولى التي تعثر فيها البعثة السويدية على بقايا أثرية مهمة في مصر، ففي عام 2015 كشفت البعثة عن 43 مقبرة، واختارت خمس مقابر لإزاحة الرمال عنها ودراسة ما تبوح به من أسرار تاريخية جديدة. كما سبق واكتشفت البعثة لوحا صخريا يعود إلى عصرٍ متأخرٍ في تاريخ مصر القديمة، يصور المعبود "تحوت" والمعبود "آمون رع" أثناء تقديم القرابين لهما معا. وكذا اكتشاف تمثال على هيئة "أبو الهول"، وثيق الشبه بتماثيل طريق الكباش الذي يربط معبدي الأقصر والكرنك، واكتشاف أماكن كان يستخدمها المصريون القدماء في تربية الحيوانات.
مشاركة :