مبعوث الجامعة العربية إلى ليبيا: فراغ السلطة يدعم الإرهاب

  • 1/12/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

قال السفير صلاح الدين الجمالي مبعوث الجامعة العربية إلى ليبيا إن فراغ السلطة الحالي في ليبيا يزيد قوة التدخلات الخارجية ويدعم انتشار الإرهاب، منوها إلى أن خطة عمله في الفترة المقبلة تقوم على تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين بالحوار، مشيرا إلى أنه أجرى على مدار الشهرين الماضيين لقاءات تمهيدية مع كل العناصر المؤثرة في ليبيا، فيما يعتزم زيارة كل المدن الليبية قريبا. واعتبر الجمالي في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن الدور العربي سيكون أكثر إيجابية وفاعلية في حل الأزمة، واصفا المبادرات المصرية والتونسية والجزائرية بالإيجابية، إلا أنه دعا إلى تجميعها حتى لا تشتت ويضعف تأثيرها. ودعا كل القوى السياسية الليبية لبناء وطنهم بكل أبنائه لإبعاد شبح هذه التدخلات التي تعمل على عدم الاستقرار. وأوضح المبعوث العربي أن هناك اهتماما وتضامنا عربيا خلافا عما يتردد بأن ليبيا تركت وحيدة في أزمتها، مشيرا إلى أنه التقى مع قيادات من مناطق مختلفة سواء طرابلس أو بنغازي وطبرق ومعظم نواب البرلمان الليبي وأعضاء الحكومات، ومع المستشار عقيلة صالح، واتفق مع رئيس المجلس الرئاسي على زيارة طرابلس خلال الشهر الحالي، ومنها إلى طبرق. واعتبر الجمالي أن الخلافات في معظمها حواجز نفسية أكثر منها سياسية، لوجود شبه اتفاق أن وثيقة الصخيرات هي المرجعية بالنسبة الكل، وبالطبع الكل لديه ملاحظات وتم تحديدها مؤخرا حول الرئاسة والقيادة العليا للجيش والحكومة ورئاسة المجلس الرئاسي، وبالتالي إذا تم التوافق حول عناصر الاختلاف يمكن السير خطوات أخرى للأمام، وأمل أن تسير الأمور للأفضل. وأكد أن المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني هو جزء من الحل وكل الدول الغربية تتواصل معه، ومن الأولى أن يتحدث معه العرب وهو لا يعرقل اتفاق الحل السياسي بل بالعكس مشاركته في الاتفاق تقربنا من الحل، فجيش ليبيا وطني قام بمجهود كبير في مكافحة الإرهاب، ولهذا اعتبر أن المشير خليفة حفتر عنصر إيجابي في المعادلة الليبية. وتابع: التعقيد الحاصل في ليبيا هو بسبب التدخلات الخارجية وعندما يتوصل أهل ليبيا إلى حل سوف يختفي هذا التدخل وتبقى المسألة داخلية... هذه التدخلات تعطل التوصل إلى الأمن والأمان والبديل هو الحوار الليبي أفضل من الاستقواء بالخارج... الوضع في ليبيا يتطلب مراعاة الفترة الزمنية ولا يتم استهلاك الزمن في جدل عقيم يخنق البلاد والعباد، ومن الأفضل الاهتمام بالحل والوصول إليه. وحول تعدد مبادرات الحل، قال السفير الجمالي إن المبادرة الأفريقية أكدت على عناصر الحل التي أقرت بها الاجتماعات الرسمية العربية وهي دعم الجيش والبرلمان والمجلس الرئاسي، في حين جمعت مصر 40 عضوا من البرلمان أسفر هذا الجهد عن تحديد نقاط الاختلاف وقاموا بوضع البدائل، والجهد الجزائري يدور في السياق نفسه فهم مع مرجعية اتفاق الصخيرات واستدعاء كل الأطراف في طرابلس وبنغازي وطبرق الكل على حدة، ولهذا طرحت تونس فكرة تجميع كل هذه الجهود كي تكون في إطار عمل جماعي حتى يكون التأثير أقوى. وبين الجمالي أن من بين الأفكار المطروحة أن يكون المجلس الرئاسي من ثلاث شخصيات يكون لديهم الاختصاصات نفسها ويحكمون دون تسمية رئيس مجلس ونائبين، وهو طرح قدمته مجموعة بنغازي، التي ترفض أن يكون تركيبة المجلس الرئاسي من تسع شخصيات. وبشأن التنسيق العربي مع الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، قال إن التنسيق موجود لكنه ليس على ما يرام لأن الدعوة لاجتماع الكونغو برازافيل جاء دون ترتيب ولم ترسل لنا دعوة حتى اليوم، وبالنسبة للأمم المتحدة أرى أن مارتن كوبلر يحتاج إلى الجامعة العربية في دعم الاتفاق الدولي. وأشار مبعوث الجامعة العربية إلى تهريب الأسلحة للداخل يأتي من الجنوب الليبي ويأتي السلاح عن طريق البحر، في حين أن الجوار العربي متضرر مما يحدث في ليبيا، فمصر ضبطت كثيرًا من الأسلحة التي يتم تهريبها من ليبيا. وعن كيفية القضاء على «داعش» في ليبيا، اعتبر الجمالي أن ذلك يكون من خلال التفاهم والتوافق السياسي، الذي سوف تنتهي معه معظم المظاهر الإرهابية لأن الدواعش تستفيد دائما من غياب السلطة، وبالتالي إذا توحدت جهود الوساطة والتفاوض يمكن مكافحة الإرهاب، كما نرى أن دعم الجيش الليبي ضرورة لمكافحة الإرهاب وفرض السيطرة على ربوع الدولة الليبية.

مشاركة :