قال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم، أمس، إن أمن أوروبا يبدأ من تركيا، وإذا لم تكن الأخيرة آمنة، فإن أوروبا لن تكون في مأمن أبداً. وجاء ذلك في كلمة له ألقاها خلال مأبدة غداء أقيمت أمس، على هامش المؤتمر التاسع للسفراء الأتراك في الخارج، بقصر تشانقايا في العاصمة التركية أنقرة. وأشار يلدرم، إلى أن «بلاده مضطرة لوحدها اليوم، خوض حرب متعددة الأبعاد ضد الإرهاب، مؤكداً أن تركيا تتعرض لهجمات غير متماثلة». ولفت إلى أن بلاده تحارب «منظمة بي كا كا (حزب العمال الكردساني)، وتنظيم داعش الإرهابيين من جهة، وتواصل مكافحة شاملة ضد منظمة فتح الله غولن الإرهابية من جهة أخرى». وأوضح يلدرم، أن العديد من الدول تخوض حرباً خصوصاً ضد «داعش الإرهابي بالكلام فقط». وأشار إلى أن بلاده تحارب التنظيم المتطرف بشكل حقيقي وفاعل من خلال «درع الفرات» في سورية، وفي بعشيقة بالعراق، وداخل تركيا، موضحاً أنه يتعين على العالم رؤية تضحيات تركيا. وبيّن يلدرم، أن الدول الأوروبية تتحدث كثيراً، ويتعين عليها أن تتحمل الأعباء قليلاً أيضاً. ودعماً لقوات «الجيش السوري الحر»، أطلقت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، فجر 24 آب (أغسطس) الماضي، حملة عسكرية في مدينة جرابلس (شمال سورية)، تحت اسم «درع الفرات»، استهدفت تطهير المدينة والمنطقة الحدودية من المنظمات الإرهابية، وخاصة تنظيم «داعش» الذي يستهدف الدولة التركية ومواطنيها الأبرياء. وأكد يلدرم أن «الإرهاب يضرب في تركيا، وفي أوروبا، وفي الولايات المتحدة الأميركية، وأنه لا توجد دولة في مأمن أمام الإرهاب». وأضاف «صديقتنا وحليفتنا أوروبا، تقوم بالتمييز بين التنظيمات الإرهابية، حيث تبدي تسامحاً عندما يتعلق الموضوع بمنظمة بي كا كا، وعكس ذلك مع داعش، وإن تفضيل إحدى المنظمات الإرهابية على الأخرى أكبر خيانة قد ترتكب ضد الإنسانية والسلام العالمي». وفي الشأن القبرصي، أشار يلدرم إلى أنه «جرى تحقيق تقدم في المفاوضات، وجرى التوافق على بعض المواضيع بين الجانبين التركي والرومي للجزيرة»، مؤكداً «ضرورة ضمان إقامة نظام حكم متساو وعادل». وشدّد يلدرم على أن «تركيا دولة ضامنة للجانب التركي من الجزيرة، واليونان الطرف الضامن للجانب الرومي»، معرباً عن «أمله الكبير في تحقيق المفاوضات القبرصية، تأسيس سلام عادل ودائم في الجزيرة، وإنشاء دولة تتكون من منطقتين فيديراليتين، تكون رئاستها بالتناوب». ويجتمع زعيم قبرص التركية مصطفى أكينجي مع زعيم القبارصة اليونانيين نيكوس أناستياياديس في مدينة جنيف السويسرية، بهدف إيجاد حل لمشكلة الجزيرة وتحقيق استقرار وسلام دائم فيها.
مشاركة :