حذرت كوريا الجنوبية اليوم (الأربعاء) من أن جارتها الشمالية تملك ما يكفي من مادة البلوتونيوم المشعة لصناعة عشر قنابل نووية، بعد عشرة أيام من إعلان بيونغيانغ نيتها اختبار صاروخ بالستي عابر للقارات قريباً. وأفادت وزارة الدفاع في سيول بأن بيونغيانغ قد تكون تملك حوالى 50 كيلوغراماً من البلوتونيوم القابل للاستخدام عسكرياً حتى أواخر العام 2016، وهو ما يكفي لصناعة حوالي عشرة أسلحة، مقابل 40 كيلوغراماً قبل ثمانية أعوام. وأضافت في تقرير يصدر كل عامين، أن كوريا الشمالية تملك قدرة «كبيرة» على إنتاج أسلحة تعتمد على اليورانيوم عالي التخصيب، إلا أنها لم تتمكن من تقدير مخزون اليورانيوم العسكري لدى جارتها بسبب السرية الشديدة التي تحيط ببرنامجها لليورانيوم. وقدر «معهد العلوم والأمن الدولي» الأميركي في حزيران (يونو) الماضي أن ترسانة كوريا الشمالية فاقت 21 قنبلة نووية، مقارنة بحوالي 10 إلى 16 في العام 2014، بعد تقييم كمية البلوتونيوم العسكري واليورانيوم العالي التخصيب التي قد تكون أنتجتها في مجمع «يونغبيون» النووي شمال بيونغيانغ. وقالت سيول إن جارتها الشمالية تمكنت من زيادة كميات البلوتونيوم التي تملكها من خلال إعادة تشغيل مفاعل «يونغبيون»، والذي كانت أوقفته في العام 2007. وكان كيم جونغ اون أعلن في خطاب بمناسبة العام الجديد: «نحن في المراحل الأخيرة قبل اختبار إطلاق صاروخ بالستي عابر للقارات»، مؤكداً أن بيونغيانغ اكتسبت في العام 2016 «صفة القوة النووية»، وباتت بذلك «قوة عسكرية لا يستطيع أقوى الأعداء المساس بها». ولقي خطابه رداً سريعاً من الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، والذي توعد في تغريدات عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» منع كوريا الشمالية من تطوير سلاح نووي قادر على بلوغ الأراضي الأميركية. في حين أعلن وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أمس أن الولايات المتحدة لن تسقط بالضرورة الصاروخ الباليستي الذي قالت كوريا الشمالية إنها ستطلقه قريباً، إلا إذا شكل تهديداً للأراضي الأميركية. وقال في مؤتمر صحافي وداعي في وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون): «سنعترض الصاروخ الكوري الشمالي إذا شكل تهديداً على الولايات المتحدة... ولن نسعى إلى إسقاطه بالضرورة إذا لم يشكل تهديداً»، موضحاً أن «ترك الصاروخ يتابع مساره من دون اعتراضه قد يكون أمراً من مصلحة الولايات المتحدة لان ذلك يتيح لنا توفير الصواريخ الاعتراضية وجمع معلومات عن مساره». ويعتقد عدد كبير من الخبراء أن كوريا الشمالية التي قامت بتجارب نووية وأطلقت صواريخ عدة خلال العام 2016، تخطط لزيادة نشاطها النووي في العام الحالي، في ظل سعيها لتطوير نظام أسلحة قادر على ضرب الأراضي الأميركية. إلا أن المحللين منقسمون حول مدى اقتراب الدولة الشيوعية المعزولة من تحقيق طموحها النووي في شكل كامل، لكنهم متفقون على أنها قامت بخطوات كبيرة منذ استلم كيم جونغ أون الحكم بعد وفاة والده كيم جونغ ايل في كانون الثاني (ديسمبر) 2011.
مشاركة :