دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي الولايات المتحدة إلى «زيادة الاهتمام بقضايا المنطقة وبذل المزيد من الجهود للدفع بمساعي التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة»، مؤكداً تطلع بلاده إلى «تعزيز التعاون والتنسيق مع الإدارة الأميركية الجديدة (الرئيس المنتخب دونالد ترامب)، خصوصاً في ضوء التحديات المشتركة. وكان السيسي اجتمع أمس بوفد مجلس أعمال الأمن القومي الأميركي، في حضور وزيرة الاستثمار داليا خورشيد ورئيس جهاز الاستخبارات خالد فوزي، وشدد وفقاً لبيان رئاسي على «أهمية العلاقات الاستراتيجية بين القاهرة وواشنطن، وحرص مصر على المضي نحو تعزيزها». وأعرب عن تطلع بلاده لتعزيز التعاون والتنسيق مع الإدارة الأميركية الجديدة، خصوصاً في ضوء وجود تحديات مشتركة تتطلب تكثيف التعاون للتعامل معها. وأوضح البيان الرئاسي أن السيسي عرض المستجدات التي تشهدها مصر على الصعيدين الاقتصادي والسياسي، مؤكداً عزم مصر على الاستمرار في تنفيذ المزيد من الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لتحقيق التنمية الشاملة، على رغم ما تواجهه من تحديات أمنية بسبب المخاطر الإرهابية. وأشار إلى تنفيذ مصر خطة تنمية متكاملة في سيناء، في إطار تبني مصر لاستراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب تتضمن الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، إلى جانب التدابير الأمنية، بالإضافة إلى ما تقوم به مصر من جهود لمكافحة الفكر المتطرف من خلال تصويب الخطاب الديني وإزالة ما علق به من أفكار مغلوطة، وذلك سعياً منها إلى أن تكون نموذجاً للتسامح والتعايش وقبول الآخر. وأوضح البيان الرئاسي أنه على صعيد التطورات الإقليمية، أكد السيسي أهمية التوصل إلى حلول للأزمات القائمة بعدد من دول المنطقة، بما يحفظ وحدة تلك الدول وسيادتها وسلامتها الإقليمية، مشدداً على أهمية إعلاء مفهوم الدولة الوطنية ودعم المؤسسات الوطنية للدول التي تمر بأزمات من أجل تمكينها من بسط سيطرتها على الأرض واستعادة الاستقرار، داعياً إلى أهمية زيادة الاهتمام الأميركي بقضايا المنطقة وبذل الولايات المتحدة لمزيد من الجهود للدفع قدماً بمساعي التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات القائمة. وأضاف البيان أنه تم خلال اللقاء أيضاً التباحث في جهود إحياء عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، إذ لفت السيسي إلى أن التوصل لتسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية «من شأنه أن يخلق واقعاً جديداً في المنطقة، وسيسهم في الحد من الاضطراب وعدم الاستقرار الذي يشهده الشرق الأوسط». ويناقش في اجتماع امني أوضاع سيناء ترأس الرئيس عبدالفتاح السيسي أمس اجتماعاً مع كبار قادة الجيش والشرطة، ناقش فيه تطورات الوضع في سيناء بعد حادث الهجوم على نقطة شرطية في مدينة العريش صباح الاثنين الماضي، والذي أوقع 10 قتلى، غالبيتهم من الشرطة وتبناه تنظيم «داعش»، وشدد خلاله على «مواصلة خطط استهداف البؤر الإرهابية بأقصى درجات الحزم»، وتعهد «النصر الكامل على الإرهاب والتطرف». وأوضح الناطق باسم الرئاسة المصرية السفير علاء يوسف أن الاجتماع الذي حضره وزيرا الدفاع صدقي صبحي، والداخلية مجدي عبدالغفار، ورئيس أركان الجيش محمود حجازي، بالإضافة إلى عدد من كبار قادة الجيش والشرطة، «بحث في تطورات الأوضاع الأمنية، خصوصاً شمال سيناء». وأشار إلى أن السيسي طلب بداية الاجتماع الوقوف دقيقة حداداً على أرواح شهداء الوطن، وأعرب عن خالص التقدير للتضحيات التي يقدمها رجال الجيش والشرطة في مواجهة الأعمال الإرهابية التي تستهدف أمن وسلامة المصريين، مؤكداً أن مصر «لن تنسى أسر الشهداء، وستتكفل الدولة بتقديم الرعاية اللازمة لهم، فضلاً عن الوقوف إلى جانب مصابي العمليات الإرهابية». وتعهد السيسي أن هذه العمليات الآثمة «لن تزيد المصريين إلا إصراراً على النصر الكامل في الحرب ضد الإرهاب والتطرف، إلى جانب استكمال بناء مستقبل أفضل لأبناء الشعب المصري». وأضاف الناطق باسم الرئاسة أنه تم خلال الاجتماع «بحث تطورات الأوضاع الأمنية، خصوصاً شمال سيناء، وكذلك التدابير والخطط الأمنية التي تنفذها قوات الجيش والشرطة لمحاصرة البؤر الإرهابية وملاحقة العناصر الإرهابية التي تستهدف زعزعة استقرار البلاد»، إذ شدد الرئيس المصري على «مواصلة التنسيق الكامل بين القوات المسلحة والشرطة»، مؤكداً ضرورة «التحلي بأعلى درجات اليقظة والاستعداد القتالي لإحباط محاولات قوى الشر للنَيل من سلامة المواطنين وأمنهم»، كما وجه بـ «مواصلة خطط استهداف البؤر الإرهابية بأقصى درجات الحزم، مع الحفاظ في الوقت ذاته على سلامة المدنيين في مناطق الاشتباكات». في موازاة ذلك، أعلن بيان عسكري أن قوات حرس الحدود ضبطت كميات من الأسلحة وملايين الجنيهات والعملات الأجنبية خلال الشهرين الماضيين، موضحاً أن قوات الجيش تمكنت من القضاء على عدد من البؤر والعناصر الإرهابية خلال تنفيذ مهام تأمين الحدود، كما تم اكتشاف وتدمير 67 نفقاً وبيارات لتخزين وقود، بالإضافة إلى ضبط 1738 قطعة سلاح أنواع، و12 ألفاً و849 طلقة مختلفة الأنواع، وضبط 380 كيلوغراماً من المتفجرات». على صعيد آخر، شهدت محافظة جنوب سيناء تظاهرة للعشرات من أمناء الشرطة احتجاجاً على قرار تطبيق العمل بنظام 20 يوماً عمل، و10 أيام إجازات بدلاً من 15 يوماً عمل و15 يوماً إجازات. ونفى مدير أمن جنوب سيناء اللواء أحمد طايل تنظيم أمناء الشرطة إضراباً في أقسام الشرطة، مؤكداً أن أقسام الشرطة تعمل بصورة طبيعية جنوب سيناء. لكنه أشار إلى أنه جرى التحقيق مع 150 من أفراد الشرطة وأمنائها من العاملين في مدينتي شرم الشيخ وطور سيناء، ووجهت اليهم تهمة تعطيل العمل تمهيداً لعرضهم على النيابة العامة لاستكمال الإجراءات القانونية حيالهم. وأشار إلى أن القرار صدر لصالح العمل بهدف تكثيف الوجود الأمني وسد العجز في عدد الأفراد والأمناء، ملوّحاً بتوقيع عقوبات على كل من يمتنع عن العمل، وإحالته على المحاكمة العسكرية لعدم إطاعته الأوامر العسكرية.
مشاركة :