وها هي الإختبارات المُبجلة تطرُقُ أبواب التحدي من جديد ؛ مُعلنةً عن مُشارفة إنتهاء الفصل الدراسي الأول لهذا العام ؛ تستأذن دخول البيوت بهدُوءٍ مُتفاوت مُسببةً الرُعب و التوتّر لجميع الأسرة ؛ بالرغم من عزيمة البعض و همته و إستعداده ؛ إلا أن شبح الإختبارات يُطارده بالهلع و القلق . و من هنا يتجلى دور الوالدين بالرعاية و الإهتمام ؛ و يقع العاتق الأكبر على الأم و إن كانت لا تفقه محتوى جميع المواد ولكنها تُكرِّس نفسها قلباً و قالباً لأبناءها ؛ فتجتهد بتلطيف الأجواء وتقوم بتهيئة المكان لتُكيّف لهم سُبل المذاكرة ؛ لا يهنأُ لها نومٌ ولا راحة بال وكأنها من ستكون على مقعد الإختبار ؛ ولا ترتاح إلا في يوم النتائج لتُشارك الفرحة أبناءها و تحتفل بهم . همسةُ مُحِب في أُذن المعلمين و المعلمات مخافة الله في وضع الأسئلة و طريقة تصحيحها . همسةٌ حانيةٌ راقية في أُذن مراقبيّ و مراقبات لجان الإختبارات إبعاد شُحنات الرُعب و إضفاء جو السكينة . و كلمة شُكرٍ و إمتنان لكل معلم و معلمة حملوا الأمانة و أدوها على أكمل وجه . و ساندوا و ساهموا بنجاح الطلاب و الطالبات و عزّزوا فيهم روح الإجتهاد بنزع الخوف المعهود بتظافر الجهود المبذولة من قبلهم . همسةٌ دينية أخلاقية لأبناءنا و بناتنا قال تعالى : وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون و قال رسول الله ﷺ : { من غشنا فليس منا } و تذكروا هذا الدعاء كلما أستصعب عليكم الحل ( اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا و أنت تجعل الحزن إذا شئت سهلا ) . و أخيراً نسأل المولى أن يُجزي والدينا الأباء و الأمهات الأحياء منهم و الأموات خير الجزاء و ندعوه في صلاتنا بأن يُفقّه جميع أبناءنا ممن هم على مقاعد الدراسة ؛ و يرزقهم السعادة الغامرة لقلوبهم بنهاية مُبشرة و نتائج متأمله مرجوةٍ لهم .
مشاركة :