تنتشر بين الفينة والأخرى في أوساط الشباب بعض التعليقات التي تثير الاشمئزاز فما أكثرها مُشاهدة في شوارعِنا على الملابس والسيارات وحتى على الأجساد حتى إن بعضها غامض لا تعرف ما المقصود منه إلا بعد السؤال عن معناه يتبين لك ما يشيب منه الرأس. هذا التطور الغريب هو إرهاص لأشياء أكبر قد تحدث في مجتمعِنا إن لم يهتم بها أهل الحل والربط من التربويين والأكاديميين الذين يستطيعون وضع معادلات علها تحد من هذه الظواهر الطارئة على مجتمعنا بمشاركة كل الجهات ذات الصلة سواء الأمنية أو التربوية أو الدينية أو الاجتماعية. أكثرنا على علم تام ودراية بما يحدث لكنّا نغُض الطرف عنها إما للحياء أو لعدم الاهتمام أو لاعتقاد البعض أنها مرحلة مراهقة وتزول، والمتابع لهذه التعليقات يجد أنها تتطور شيئاً فشيئاً فمن (طيحني إلى الدرباوية إلى الشمعة الحمراء والزرقاء إلى سيل هادر من هذه التعليقات التي ليس لها نهاية) سلسلة مترابطة من السلوكيات الخادشة للحياء ولن تقف، القادم أعظم والمتوقع مشَاهِد صادمة تُذهل كُل غَيور. فالجيل الذي جلب الأولى ورثّها للجيل التالي ثم هذا الجيل طوّرها وورّثها للجيل الذي يليه وجيل يورّث جيلاً حتى نمسح بأخلاقنا وكرامتنا الأرض، ويُبنى جيل هش ضعيف القيم فاقد لدينه وهويته، إن الأُمم تُبنى بسواعد شبابها ولا يمكن أن نبني أمتنا بجيل غايته المظاهر المجلوبة من دهاليز الغرب والشرق فما تُبنى بهِ أفكارهم من خيرٍ أو شر يحصده مجتمع ووطن. كلنا على يقين بأن الحصن الأكبر لهذا المد الجارف هو المنزل ثم المسجد والمدرسة ثم الردع الأمني ومتى غابت ثقافة التربية عن الوالِدَين سقط الدرع الواقي وتهاوت بعده كل الحصون. وخوفي أن نصبح يوماً ما على موائد متعددة من السلوكيات المنحرفة يأكُل منها كل من شاءَ دون رقيب أو حسيب، نسأل الله السلامة.
مشاركة :