أسفرت سخونة الأجواء في اجتماع الجمعية العمومية لنادي جازان الأدبي عن انسحاب أربعة أعضاء من أصل عشرين عضوا حضروا الاجتماع، ونشوب عراك بالأيدي بين بعض الأعضاء؛ بسبب الخلاف على الحساب الختامي للنادي لعام 2013م، واتهام البعض مجلس الإدارة بسوء الإدارة والفساد. وكانت الجمعية العمومية لنادي جازان الأدبي عقدت اجتماعها، البارحة الأولى، بحضور ممثل وزارة الثقافة والإعلام أحمد المدخلي، إلا أن الخلاف احتدم بين الأعضاء، ما دفع كلا من أحمد السيد عطيف، عبدالرحمن الموكلي، إسماعيل مهجري، وموسى عقيل إلى الانسحاب من الاجتماع وسط صخب الأصوات المتداخلة، حيث وصف أحمد السيد عطيف مجلس الإدارة بـ«السيئ»، وقال: «هناك فساد، والاجتماع غير نظامي، وضع النادي مؤلم، ما يحدث عبث بأموال النادي وإضرار بثقافة المنطقة، وأعضاء المجلس لم يحترموا أعضاء الجمعية العمومية ولم يرسلوا لنا المقترحات لإضافتها، ويريدون منا التصويت، الجمعية غير قانونية؛ لأن هناك أعضاء لا يحق لهم المشاركة في الاجتماع كونهم سددوا الرسوم بعد تاريخ 18/5/1435هـ، وهو موعد انعقاد العمومية الذي تأجل، أنا لم أبرئ ذمة المجلس، ولن أتحمل عار هذا الاجتماع»، ليرد عليه رئيس النادي المكلف الحسن آل خيرات: «إذا لم يعجبك الوضع، توكل على الله، وكل من يسدد الرسوم ليلة انعقاد هذا الاجتماع يحق له أن يكون عضوا في العمومية»، وأرجع سبب إرجاء اجتماع الجمعية العمومية للنادي عن موعده الذي كان مقررا في تاريخ 18/5/1435هـ ــ بحسب قوله ــ إلى إخفاء عضو مجلس الإدارة والمسؤول الإداري إسماعيل مهجري لختم النادي، ما عطل ختم أوراق المحاسب القانوني، وحدا بعضو «العمومية» عبدالرحمن الموكلي إلى التداخل مع آل خيرات قائلا: «وضع النادي مزرٍ وهو لا يرضي مثقفي المنطقة، وسنحتكم لوزارة الثقافة والإعلام ولإمارة منطقة جازان، فنحن نحمي ثقافة المنطقة، ومجلس الإدارة في هذا الاجتماع يخالف اللائحة، وأعضاؤه يعملون لمصالحهم الخاصة خارج إطار الثقافة»، ليرتفع صوت محمد النعمي قائلا: «يا إخواني، اهدؤوا، لسنا في حراج بن قاسم»، فيما وقف ممثل وزارة الثقافة والإعلام، قائلا بنبرة غاضبة: «هذا وضع غير حضاري ولا يمثل نقاش مثقفين أو أدباء»، وبينما قال عضو مجلس الإدارة حسن الصلهبي: «القرار لمجلس الإدارة حتى لو خالف اللائحة وقرار المجلس نافذ وما يحدث في هذا الاجتماع عار على المنطقة»، ما دفع إسماعيل مدخلي إلى القول: «رئيس النادي المكلف خائف من هذا الاجتماع، وليس هناك صراعات، بل مخالفة واضحة للائحة وتهميش للجمعية العمومية وعدم احتكام لمجلس الإدارة، والتقرير المالي لم يقدمه المسؤول المالي أثناء جلسات مجلس الإدارة، والحساب الختامي ليس مفصلا، وهناك عدد كبير من نثريات صرفت، وكان يجب تسديدها بفواتير، وأنا لا أستطيع إبراء ذمة المجلس في أشياء أتت لي في حساب ختامي غير مفصل، ويذكر لي أن مقدار مكافآت اللجان 80 ألفا، وهي لجنة واحدة، لجنة المطبوعات، إنني أربأ بنفسي عن المجلس، فهم يمثلون ويقومون بدور الفزعة للجمعية العمومية لطلب التصويت لهم في الانتخابات، أنا أعطيتهم أكثر من فرصة لتقديم التقرير المالي مفصلا، وأجلت الجمعية ولم يقدم المسؤول المالي تقريره بشكل مفصل، وأنا لا أشكك فيهم، ولكن عدم الاحتكام للائحة وعدم تقديم تقرير مالي مفصل هو سبب المشكلة». شهد الاجتماع استعراض مشرف لجنة المطبوعات أحمد القاضي الإصدارات المطبوعة والأخرى التي ما زالت تحت الطبع خلال الموسم الثقافي 2013م / 2014 م، فيما استعرض على صيقل النشاط المنبري للنادي خلال الفترة من 23/8/1434هـ إلى 29/11/1434هـ، ثم قرأ المحاسب القانوني التقرير المالي لعام 2013م. مشاهدات: • أثناء عودة إسماعيل مهجري لقاعة الاجتماع لأخذ بعض أوراقه اعترض طريقه المسؤول المالي حسن الصلهبي مانعا إياه من أخذها، فنشب بينهما عراك بالأيدي أسفر عن أخذ المهجري للأوراق بالقوة وتمزيقها في قاعة الاجتماع. • عقب خروج أحمد السيد عطيف من قاعة الاجتماع ووقوفه أمام مدخل النادي، خاطبته عضوة مجلس الإدارة هدى خويري التي هبطت من الطابق الأول قائلة: «أنت مثقف، المفروض تحترم نفسك، وتحترم جازان التي أنت فيها». • عند سؤال الحسن آل خيرات عن انسحاب أحمد السيد عطيف ذكر أن عطيف انسحب قبل انعقاد الاجتماع وحصر الحاضرين من الأعضاء. • خرج الحسن آل خيرات من قاعة الاجتماع وجلس في مقعده المسؤول المالي حسن الصلهبي، مستعرضا برامج النادي لعام 2014م. • تسبب عدم وجود مكبرات للصوت في عدم وضوح الكلام، حيث كان لقاعة الاجتماع دور في ارتداد الصوت. • عند نهوض بعض أعضاء الجمعية العمومية من كراسيهم لتهدئة الأجواء سقطت مقاعدهم على الأرض، ما تسبب في مضاعفة الضجيج بالقاعة. • شارك في اجتماع الجمعية العمومية محمد حسين هاشم على كرسي متحرك. • سأل الإعلامي أسامة السهلي الحسن آل خيرات عدة أسئلة، لكنه لم يتلق إجابة كافية عنها، ما دفعه إلى وصف الاجتماع بـ«فرحة ولد ميت»، وقال: «العرف أن يعقب أي نشاط رسمي إتاحة الفرصة للإعلاميين لطرح الأسئلة، ولكن ذلك لم يحدث، هناك قصور في الحملة الإعلانية لملتقى الشعراء الشباب، وقد قدمت خطة إعلانية بمبلغ 20 ألف ريال، إلا أن آل خيرات ذكر أن الميزانية 50 ألفا، وتفاجأت اليوم بكثرة عدد أعضاء اللجان والمبالغ التي صرفت عليها».
مشاركة :