جنيف - (الوكالات): صرح الامين العام للامم المتحدة انتونيو غوتيريس أمس الخميس بأن التوصل إلى اتفاق حول تسوية النزاع في قبرص بات «قريبا» لكنه أكد انه «يجب ألا نتوقع معجزات». وقال غوتيريس في مؤتمر صحفي: «نحن قريبون جدا من تسوية». وأضاف: «لكن لا يمكن ان تتوقعوا معجزات... لا نبحث عن حل هش سريع بل نبحث عن حل متين ودائم لقبرص». وافتتح غوتيريس في أول رحلة له منذ توليه مهامه على رأس المنظمة الدولية خلفا لبان كي مون، مؤتمرا دوليا حول قبرص ضم الرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس وزعيم القبارصة الاتراك مصطفى اكينجي ووزراء الخارجية البريطاني واليوناني والتركي والأوروبي. وقال غوتيريس: «اريد ان اشيد بشجاعة وتصميم الرئيس القبرصي اليوناني نيكوس اناستاسيادس والزعيم القبرصي التركي مصطفى اكينجي» اللذين كانا يقفان إلى جانبه. وتفاوض اناستاسيادس واكينجي مطولا منذ الاثنين للتمهيد لهذا المؤتمر «التاريخي» لكنهما لم يتمكنا من تسوية كل القضايا الخلافية بين المجموعتين القبرصيتين في الجزيرة. واعترف الامين العام للامم المتحدة بأنه «مازال هناك طريق يجب أن نعبره وعمل يجب أن نقوم به». وأضاف: «علينا ان نجد الادوات التي ستسمح بتطبيق الاتفاقات التي سنتوصل اليها». وقال غوتيريس ان اعمال المؤتمر ستستأنف مساء الخميس، من دون ان يوضح ما إذا كانت ستستمر الجمعة. ويقيم القبارصة الاتراك في الشطر الشمالي من الجزيرة، حيث أعلنت «جمهورية شمال قبرص التركية» من جانب واحد ولا تعترف بها سوى انقرة، بعد فشل انقلاب لإلحاق قبرص باليونان عام 1974 واجتياح الجيش التركي للشمال. ومنذ ذلك الحين، تشرف قوات الامم المتحدة على «الخط الاخضر» المنطقة العازلة المنزوعة السلاح التي تفصل بين المجموعتين. ومساء الاربعاء، في اليوم الأخير من المفاوضات القبرصية التي بدأت الاثنين، تبادل الرئيس القبرصي نيكوس انستاسياديس والزعيم القبرصي التركي مصطفى اكينجي للمرة الاولى خرائط حول رؤية كل منهما للدولة الاتحادية المقبلة. وتسلم هاتين الوثيقتين وسيط الامم المتحدة، النرويجي اسبن بارت ايدي، الذي أوضح أنهما ستحفظان لدى الامم المتحدة. ورغم انهم أقلية في قبرص، يسيطر القبارصة الأتراك حاليا على 37% من الجزيرة. وبحسب الاعلام القبرصي فإن الجانب اليوناني مستعد لمنحهم 28.2% من الدولة المقبلة في حين أنهم يطالبون بـ29.2%. وقال المتحدث باسم الحكومة القبرصية اليونانية نيكوس كريستودوليدس، ان الخريطة التي قدمها الجانب التركي مازالت في حدود 29.2%. وأضاف: «لكن ثمة أجزاء وجوانب لا ترضينا، وبصيغة اخرى، ليست مرضية لاعتبارها نتيجة نهائية». لكنه وصف عملية التبادل الاولى للخرائط منذ بدء النزاع بأنها «ايجابية»، معلنا ان «المفاوضات ستستمر» في موعد لم يتحدد بعد. وشدد المتحدث على ان المؤتمر سيكون حصرا «على مناقشة الضمانات الامنية» وليس «المسائل الداخلية»، كإعادة الممتلكات المسلوبة وتقسيم الاراضي أو حكم الدولة المقبلة. ويطالب الرئيس القبرصي بانسحاب حوالي 30 ألف جندي تركي ينتشرون في الشطر الشمالي من الجزيرة، لكن الزعيم القبرصي- التركي يأمل على غرار انقرة في بقائهم لحماية مجموعته. وتمتلك بريطانيا، القوة الاستعمارية السابقة، قواعد عسكرية ايضا في الشطر الجنوبي من الجزيرة. وخلال المفاوضات السابقة عرضت بريطانيا إعادة 49% (117 كلم مربع) من الاراضي التي تشغلها قواعدها.
مشاركة :