لندن، موسكو - رويترز - قال وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح أمس أن بلاده خفضت إنتاجها النفطي إلى أدنى قليلاً من 10 ملايين برميل يومياً وأنها تخطط لزيادة خفض الإنتاج في شباط (فبراير) في إطار اتفاق بين المنتجين العالميين. وقال الوزير لصحافيين أثناء مؤتمر لقطاع النفط في أبو ظبي أن السوق قوية للغاية الآن وأن السعودية اضطرت لخفض الإنتاج بشدة لأدنى من 10 ملايين برميل يومياً. وأضاف أن الوقت الحالي هو موسم طلب منخفض في السعودية، لذلك اجتمع خفض الإنتاج بشدة وانخفاض الطلب لإبقاء مستوى الإنتاج في كانون الثاني (يناير) أدنى من عشرة ملايين برميل يومياً وسيظل كذلك بنهاية الشهر. وأظهر مسح أجرته وكالة «رويترز» لبيانات الشحن ومعلومات من مصادر في القطاع أن إنتاج السعودية كان 10.45 مليون برميل يومياً تقريباً في كانون الأول (ديسمبر). وقال الفالح أن السعودية خفضت أيضاً مخصصات توريد النفط للزبائن على مستوى العالم لشباط وإن «أرامكو السعودية» أخطرت عملاءها بأحجام الإمدادات المتوقعة في شباط بنسب خفض أكبر من كانون الثاني مما يظهر التزام السعودية بالاتفاق. ورداً على سؤال في شأن ما إذا كان الاتفاق في حاجة إلى التمديد لأكثر من ستة أشهر قال الفالح ان المنتجين سيراقبون سوق النفط وسيتدخلون عند الضرورة. وقال أن الدول الأعضاء في «منظمة البلدان المصدرة للبترول» (أوبك) والمنتجين المستقلين جادون للغاية في الالتزام بالاتفاق. وقال الفالح خلال «منتدى الطاقة العالمي» أنه يتوقع شح المعروض في سوق النفط العالمية خلال عامين أو ثلاثة أعوام. وأضاف أنه يتوقع أن ينمو الطلب العالمي على النفط أكثر من مليون برميل يومياً في 2017. ولفت إلى أن السوق تتحرك صوب توازن بين العرض والطلب وأن اتفاق كانون الأول بين أعضاء «أوبك» والمنتجين المستقلين لخفض الإنتاج سيسرع هذه العملية. وأشار إلى أن الاتفاق مدته ستة أشهر وأن المنتجين سيبحثون إمكان تمديده في وقت لاحق. وفي موسكو أدلى وزير النفط الروسي ألكسندر نوفاك بموقف مشابه، فقال لصحافيين أن بلاده بدأت خفض إنتاج النفط تماشياً مع اتفاق «أوبك». وأحجم نوفاك عن إعطاء تقدير لحجم الخفض في إنتاج كانون الثاني قائلاً أنه سيتوقف على حالة الطقس هذا الشهر. وقال وزير النفط الكويتي عصام المرزوق في مؤتمر أبو ظبي أن الكويت خفضت صادراتها النفطية أكثر من 133 ألف برميل يومياً بعد اتفاق المنتجين العالميين على خفض الإمدادات الشهر الماضي. وشدد المدير العام لتسويق النفط والغاز بوزارة النفط في عُمان علي الريامي على أن السلطنة قررت تحديد مستوى إنتاجها من الخام عند 970 ألفاً و94 برميلاً يومياً وأنها حددت مستويات الإنتاج لكل شركة على حدة. وقال الأمين العام لـ «أوبك» محمد باركندو أن المنظمة تتوقع انخفاض مخزونات النفط العالمية بحلول الربع الثاني من العام الحالي استجابة لاتفاق المنتجين على خفض الإنتاج. وقال لصحافيين على هامش مؤتمر أن ليس لدى «أوبك» هدف محدد لسعر النفط لكنها تريد سعراً يكفل استمرارية الاستثمارات في قطاع النفط. وأكد وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي في كلمته أن أسعار النفط الحالية تتجه نحو التصحيح «وسيكون التصحيح الكبير حينما نرى التوجهات من الدول المعنية قد اجتمعت لمساعدة السوق لزيادة الاستثمارات». وأكد ثقته الكبيرة في التزام الدول بعملها في السوق، مشيداً بموقف السعودية والكويت الريادي للالتزام بخفض الإنتاج إلى جانب الدول الأخرى، والذي ستجرى مناقشته في الاجتماع المقبل لـ «أوبك» في فيينا، يوم 22 كانون الثاني (يناير) الجاري. وشدد منتدى الطاقة العالمي الذي بدأ أعماله في أبو ظبي على أن سوق الطاقة العالمي محكومة في المستقبل بتطورات من أهمها التطورات الجيوسياسية وتنفيذ اتفاق «أوبك» الأخير لتخفيض الإنتاج بمقدار 1.2 مليون برميل يومياً وما تبعه في 10 كانون الثاني الحالي مع دول من خارج «أوبك» لخفض إنتاجها بواقع 558 ألف برميل يومياً لتحقيق التوازن في السوق البترولية، إضافة الى التطورات المتسارعة التي تشهدها صناعة الطاقة المتجددة. وينظم المجلس الأطلسي الأميركي المؤسسة البحثية الأميركية ومقرها واشنطن المنتدى الذي يعقد للمرة الأولى في الخليج بالتعاون مع وزارة الطاقة بدولة الامارات والشركات الظبيانية «أدنوك» و «مبادلة» و «آيبيك» و «مصدر» لمناقشة القضايا الأكثر إلحاحاً في مجال الطاقة وسبل معالجتها.
مشاركة :