جمهور الشعر يؤبن «سيف العشق» مساعد الرشيدي

  • 1/13/2017
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

لم يخطئ الكاتب عبدالله ثابت عندما أبَّن الشعراء بقوله: «إذا مات شاعر في مكان ما من هذا الوجود، ماتت في مكان آخر شجرة، وتساقطت أوراقها قبيل الفجر.. إذا مات شاعر انطفأت نجمة، وتخاصم حبيبان، وضاع خاتم وأصبحت الدنيا أقل». إذ لم تبرح مشاعر الحزن ودموع فراق الشاعر أحمد الناصر الشايع مكانها منذ لحظة إعلان وفاته قبل أيام عدة، في مشهد رثاء من الساحة الشعرية ومحبي الشعر حتى فجع الوسط الشعري والفني بخبر رحيل مساعد الرشيدي، الإنسان والشاعر صاحب الملكة الفذة، التي اكتشفها والده منذ نعومة أظفاره ومنعه بعدها من قراءة الشعر إلا أن فطرته الشعرية كانت أقوى من كل المؤثرات. ولد الشاعر مساعد الرشيدي عام 1963 في مدينة خيبر وقضى أول فترات طفولته في الكويت ودرس في خميس مشيط حين كان والده يعمل بالجيش، ثم التحق بكلية الملك خالد العسكرية في الرياض، وتخرج منها برتبة ملازم، وكان الخامس على دفعته آنذاك، وواصل عمله في الحرس الوطني، وتدرج في الرتب حتى وصل إلى رتبة عميد في سلاح المدفعية، وابتعث إلى أميركا، وهناك تذكر الوطن والأهل وكتب قصيدته المشهورة:   «حزين من الشتا ولاّ حزين من الضما يا طير   دخيل الريشتين اللي تضفك حل عن عيني».   مساعد الرشيدي الشمالي، الذي تمكنت منه جغرافيا الوطن بكل اتجاهاتها وانتماءاتها من الشرق إلى الجنوب عبوراً إلى الشمال واستقراراً في الوسطى، والذي لطالما تمنى الالتحاق بالجنود المدافعين عن الوطن في حده الجنوبي قائلاً: «أغار من جنودنا البواسل الموجودين في حدود جيزان ونجران، أتمنى أنني الآن بينكم يا أبطال». لازم الرشيدي السرير الأبيض خلال أسابيعه الأخيرة، ولكن مرضه لم يمنع قلمه من مشاركة العزاء ومشاركة الاعتزاز بإنجازات الوطن، إذ قدم واجب العزاء للشاعر أحمد الناصر الشايع قبل أيام من رحيله. وتنكس اليوم أعلام الرحيل للشاعر والإنسان والوطني مساعد الرشيدي. الذي لن تطويه صفحات النسيان، فكلمتها طارت من أسطرها لتعانق المسامع عبر حناجر كبار الفنانين كمحمد عبده، ورابح صقر، وعبدالمجيد عبدالله، ومحمد المازم، والمسباح، وأحمد الجميري، ومحمد السليمان، متوجاً مسيرته الشعرية بديواني شعر، هما «سيف العشق» و«حبات رمان على ثلج». يغادر الرشيدي بعد ثلاثة عقود من الشعر كغصّة في حلق القصائد ودمعة في محاجر المحبين تأبى السقوط كحال مساعد الذي لطالما كتب الحزن بعنفوان وتعفف، إذ إنه لم «يشكُ ميلة الوقت».. وغادر قبل أن تتشبع الأعين من «شربه شوف» وغيابه الذي فاجأ محبيه «بين الخيال وبين علمٍ وكادي»، والذي لم يقنعهم بالرحيل بيته المودّع على الدوام «يا رب يوم ألقاك والحال عاري» وعبارته المتداولة «آخر عباراتي وداع وآخر مشاويري رحيل». ودّع محبيه بأبيات شعر وطنيه انطلقت من أروقة المستشفى، الذي كان يرقد فيه، كما عهده محبوه عاشقاً محباً مؤمناً بقضية وطنه الأولى في حربها على الإرهاب، وكتب في إنجاز وزارة الداخلية مادحاً البطل جبران: «ما دام يولد للوطن مثل جبران.. تموت عدوان الوطن ما تطوله».. وودّع عشاقه بشطر من بيت قبيل وفاته يدعو الله فيه أن يحفظ استقامته بأن لا يميل ولا يسقط عبر حسابه الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» قائلاً: «ألا يا الله تحفظ وقفتي لا تنهزع يا الله».

مشاركة :