بكين (أ ف ب) - حذرت الصحف الصينية الجمعة وزير الخارجية الاميركي المعين ريكس تيلرسون من ان تهديداته بالتصدي للصين في بحر الصين الجنوبي تعتبر تصعيدا ينذر بالحرب. وكان تيلرسون رئيس مجلس الادارة السابق لمجموعة "ايكسون موبيل" النفطية العملاقة اعلن امام اعضاء مجلس الشيوخ الاميركي انه سيسعى الى منع بكين من الوصول الى الجزر الاصطناعية التي تبنيها في بحر الصين الجنوبي. واستنكرت الصحف الصينية مقارنة تيلرسون سلوك الصين في المنطقة بالغزو الروسي لشبه جزيرة القرم. وحذرت صحيفة "تشاينا ديلي" الحكومية من ان تيلرسون اذا نفذ تهديداته "فان ذلك سيمهد الطريق امام مواجهة مدمرة بين الصين والولايات المتحدة". واظهرت صور التقطتها الاقمار الاصطناعية ان الصين تعمل على بناء منشآت عسكرية في المنطقة البحرية المتنازع على سيادتها وتطالب بها ايضا الفيليبين وفيتنام ودول اخرى. وكانت ادارة باراك اوباما المنتهية ولايتها نددت بسلوك بكين الذي يهدد حرية الملاحة البحرية والجوية في منطقة ذات اهمية استراتيجية وتجارية كبرى. لكنها لم تتخذ موقفا بشأن السيادة على الجزر والجرف والمياه في هذه المنطقة. الا ان تيلرسون قال بوضوح ان هذه الاراضي "لا تعود شرعا الى الصين". وكتبت صحيفة "غلوبال تايمز" القومية في افتتاحية "اذا لم تكن واشنطن تعد لحرب على نطاق واسع في بحر الصين الجنوبي، فان اي مقاربة اخرى لمنع الصين من الوصول الى هذه الجزر ستكون تهورا". وتابعت الصحيفة التي تعكس اراء بعض صقور الحزب الشيوعي في الصين انه "حري بتيلرسون ان يعمل على استراتيجيات نووية اقوى اذا اراد ان يرغم قوة نووية عظمى على الانسحاب من اراضيها". وكانت الصحيفة دعت بكين الى تعزيز ترسانتها النووية بعد ان هدد الرئيس المنتخب دونالد ترامب بوضع حد للسياسة الاميركية المعتمدة منذ عقود ازاء تايوان والمح الى امكان الاعتراف بالجزيرة كدولة ذات سيادة بينما تؤكد الصين انها جزء من اراضيها. الا ان الرد الصيني الرسمي كان اقل حدة، واكتفى المتحدث باسم وزارة الخارجية بو كانغ بدعوة واشنطن الى الانصراف الى شؤونها. وقال المتحدث "الوضع في بحر الصين الجنوبي اكثر هدوءا ونامل ان تحترم دول من خارج المنطقة الاجماع الذي هو من مصلحة العالم باسره". واجمعت الصحيفتان على انه من المبكر جدا للقول ما اذا كانت تصريحات تيلرسون تحمل تهديدا فعليا. وكتبت "تشاينا ديلي"علينا ان نتبين الى اي حد ستترجم اراؤه حيال الصين الى سياسات اميركية". لكن "غلوبال تايمز" حذرت بأن ذلك ليس معناه ان الصين لم تسمع تصريحات وزير الخارجية المعين المعادية لها. واختار ترامب فريقا من المتشددين مثل بيتر نافارو مؤلف كتاب "الموت على يد الصين"، وهدد باتهام الصين بالتلاعب بقيمة عملتها وبفرض رسوم جمركية عليها بقيمة 45%. واضافت "غلوبال تايمز" ان الصين ستغض النظر عن هذه التصريحات في الوقت الحالي "لكن اذا كان فريق ترامب يخطط للعلاقات المستقبلية بين الولايات المتحدة والصين على هذا النسق فعلى الجانبين الاستعداد لمواجهة عسكرية".
مشاركة :