الكويت دولة الوسطية والتسامح أرض الصداقة والسلام ومنارة التنوير المشعة. وتوج المجتمع الدولي سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد حفظه الله بشخصية رائد العمل الإنساني لما قام به من أعمال جليلة للحفاظ على كرامة وحقوق الإنسان في كافة بقاع العالم، ومن دون استثناء لتكون الكويت مركز العمل الإنساني ونستذكر من كلماته في الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك حول حوار الأديان في نوفمبر 2008. «برزت ظواهر جديدة وتعاظمت كظاهرة الإرهاب والمخدرات والتمييز وتفشت روح العصبية والكراهيه، تأججت مشاعر البغض والعزل بين معتنقي الأديان والثقافات والاتجاهات السياسية ووجهت أعنف الاتهامات والتجريح لرموزها. لقد هزت هذه الظواهر أسس الاستقرار العالمي، الأمر الذي يتوجب علينا كقادة وشعوب أن نتحمل مسؤولياتنا في التمعن في واقعنا المؤلم وذلك من خلال الحوار الجاد والصادق بيننا كشعوب وديانات وثقافات وأن نركز جهدنا علي تأصيل القيم الوطنية والأخلاقية والمبادئ العادلة المشتركة التي تنادي بها جميع الأديان وتكون نقطه التقاء بيننا تجمعنا على الخير وتوفر لنا أساساً وعاملاً مشتركاً من التعاون والسلام». فعلاً تلك هي المشكلة التي يعاني منها العالم أجمع والكويت مرت بأزمات متعددة على مر السنين في العصر الحديث من الحرب العراقية - الإيرانية سنة 1980، والغزو العراقي سنة 1990، ولم يتمكن أحد من شق الوحدة الوطنية بيننا ككويتيين ولله الحمد. وكلنا نساهم في الحد من أي خطر مستقبلي قد يواجهنا، ولذلك يجب أن ننتبه ونكون فاعلين ومساهمين لوحدتنا الوطنية ونعمل على توعية المجتمع بأهمية الوحدة الوطنية سواء بالمحاضرات والمنشورات والندوات، وكذلك تكون تربية ومنهجا بدءاً من الأسرة ثم المدرسة ومؤسسات الدولة المختلفة لغرس تلك القيم في النشء لتنشئة جيل لديه انتماء وولاء للوطن. فالوحدة الوطنية هي أهم الدعائم التي يرتكز عليها المجتمع هي القوة التي تجعلنا نواجه كل معتدٍ، فالاتحاد قوة ولا بد من الالتفاف حول الوطن، فالوحدة الوطنية صمام الأمان لنا جميعاً، ولذلك ترابطنا وتماسكنا كشعب كويتي في إطار نسيج واحد متعاونين متحابين كلنا نكمل بعضا لافرق بين مواطن وآخر على أساس الدين أو الشكل أو الطائفة، فالأساس أننا أبناء وطن واحد يجمعنا حب الوطن لافرق بيننا «فالدين لله والوطن للجميع»، وبذلك نجني ثمارا كثيرة من الرخاء والتقدم والتغلب على العقبات التي تواجهنا ونفوت الفرص على كل من يتربص بنا ويراهن على تفككنا. ولذلك يجب نبذ خلافاتنا ولنحيا حياة يملؤها التسامح والمحبة والاحترام. وتغنى الشاعر أحمد شوقي بالوحدة الوطنية وأبدع بتلك الأبيات: الدين للديان جل جلاله لو شاء ربك وحَّد الأقواما هذي ربوعكم وتلك ربوعنا متقابلين نعالج الأياما هذه قبوركم وتلك قبورنا متجاورين جماجماً وعظاماً فبحرمة الموتى وواجب حقهم عيشوا كما يقضي الجوار كراما حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه ومن شر الفتن.
مشاركة :