تظهر وثيقة داخلية أن شركة الطاقة الوطنية الفنزويلية "بي.دي.في.إس.أيه" تتوقع أن يظل إنتاج النفط في 2017 قرب أدنى مستوى في 23 عاما، ما ينبئ بمزيد من المصاعب للبلد العضو في منظمة "أوبك". وكانت "بي.دي.في.إس.أيه" التي تعاني نقصا في السيولة وتسهم في معظم دخل صادرات فنزويلا، وتعد المحرك المالي لحكومتها الاشتراكية، قد شهدت الإنتاج يتراجع نحو 10 في المائة في 2016 بسبب انهيار الاقتصاد وانخفاض أسعار النفط. وعصفت ثلاث سنوات من الركود وارتفاع الأسعار بالفنزويليين الذين أصبح كثير منهم مجبرين على تقليل عدد الوجبات، بينما يتحول نهب متاجر البقالة إلى حدث معتاد، ويقدر بعض الاقتصاديين أن الناتج المحلي الإجمالي قد انكمش 10 في المائة أو أكثر في 2016. وتشهد فنزويلا أحد أسوأ الأزمات الاقتصادية في تاريخها على خلفية التراجع الكبير في أسعار النفط الذي يشكل 96 في المائة من عائداتها، وتوقع صندوق النقد الدولي أن يناهز التضخم الهائل في فنزويلا 1660 في المائة هذا العام. وبحسب "رويترز"، فإن "بي.دي.في.إس.أيه" تتوقع أن يبلغ الإنتاج 2.501 مليون برميل يوميا هذا العام بزيادة 5 آلاف فقط من 2.496 مليون برميل يوميا في الـ11 شهرا الأولى من 2016 وفقا لخطة استراتيجية مدتها تسع سنوات جرى تقديمها في كانون الأول (ديسمبر). ويتماشى ذلك بوجه عام مع مستويات إنتاج 1993، حيث تؤدي صعوبات دفع مستحقات المزودين إلى قيام بعض شركات الخدمات بوقف أعمالها وتأجيل موردي النفط تسليمات الوقود والخام أو وقفها. وتلقي الوثيقة التي تقع في 261 صفحة ضوءا نادرا على أعمال "بي.دي.في.إس.أيه" التي تكتنفها السرية، حيث نادرا ما تنشر تفاصيل خططها، وتظهر أن الشركة تتوقع تراجع واردات مخففات اللزوجة الضرورية لمزجها بخامها الثقيل إلى جانب خطط كبيرة لصيانة المصافي. وبحسب وثيقة العرض التقديمي من المقرر زيادة شحنات الخام إلى الحليف السياسي الصين - التي أقرضت فنزويلا أكثر من 50 مليار دولار عبر برنامج استمر عشر سنوات لتقديم القروض في مقابل النفط - 55 في المائة في 2017 لتصل إلى 550 ألف برميل يوميا. ولم توضح الوثيقة سبب القفزة لكنها قد تشير إلى نهاية فترة السماح التي تفاوضت عليها كراكاس مع بكين وسمحت لها بخفض الشحنات في 2016 إلى 355 ألف برميل يوميا من 627 ألفا في العام السابق. لكن من المتوقع تراجع شحنات النفط إلى الهند 15.5 في المائة إلى 360 ألف برميل يوميا، وبخلاف الصين فإن الهند تدفع نقدا في أغلب الأحوال، ولذا من المرجح أن يؤدي تراجع الصادرات المتجهة لها إلى تفاقم الأزمة المالية في فنزويلا. Image: category: النفط Author: الاقتصادية من الرياض publication date: الجمعة, يناير 13, 2017 - 21:30
مشاركة :