نقل السفارة الأميركية إلى القدس خطوة طبيعية

  • 1/14/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

يستطيع ترمب أن ينقل سفارته إلى القدس دون خوف، ويوضح أن خطوة مطلوبة وطبيعية كهذه ليس بها ما ينشئ رأيا، حتى بخصوص أي من المسائل المثيرة للجدل بين إسرائيل والفلسطينيين، وحتى في مسألة القدس. «المخرب» الفلسطيني الذي نفذ عملية الدهس القاتلة ظهر يوم الأحد في متنزه أرمون هنتسيف بالقدس، لم يكن في حاجة إلى أي ذريعة لقتل ضحاياه. قد يكون متأثرا بعملية الدهس التي نفذها «إرهابي» مؤيد لـ «تنظيم الدولة» في نيس بفرنسا أو في برلين. ولكن من الممكن أنه تأثر بالتهديدات التي سمعت في محيط أبومازن بأنه إذا تجرأ دونالد ترمب على نقل السفارة الأميركية إلى القدس، ستندلع فوضى عارمة. في كلتا الحالتين، يجب الاعتراف بأنه في المجتمع الفلسطيني الغارق في التحريض على الشبكات الاجتماعية وكذلك التحريض من المؤسسات، هناك دافع أساسي لضرب إسرائيل والقدس، ولا يحتاج ذلك إلى الكثير ليظهر على الأرض. فظهور «تنظيم الدولة» كعنصر راديكالي يجذب الكثير من جيل الشباب في العالم العربي والإسلامي، يفاقم هذا الوضع. يأتي الهجوم في القدس بعد أيام قليلة من تحذير وزير الخارجية الأميركي جون كيري دونالد ترمب بعدم نقل السفارة الأميركية إلى القدس، حتى لا يشتعل الشرق الأوسط بأكمله. ربما لم يلاحظ كيري أن الحرائق تشتعل منذ فترة بالمنطقة كلها. هكذا في ليبيا، وفي سوريا، وفي اليمن، وأيضا في العراق. ولكن من كل هذه الدول التي تشكل نصبا تذكاريا حيا لفشل سياسته، اختار وزير الخارجية المنتهية ولايته التركيز بصورة خاصة على النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني وتكرار نفس الشعار البالي بأن مصدر المشاكل في المنطقة يكمن في الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين. نصيحة كيري لترمب بعدم نقل السفارة الأميركية إلى القدس هي بذلك مشورة كاذبة، الأفضل له أن يتجاهلها. لماذا لا يوجد أي خطر في نقل السفارة الأميركية إلى القدس؟ ولماذا يمكن «بيع» إجراء كهذا حتى في العالم العربي؟ لأن أي شخص عاقل يدرك أن مثل هذه الخطوة ليس فيها ما يغير وضع المدينة والحقائق السائدة فيها، وحتى المواقف الأساسية لواشنطن بشأن مسألة النزاع في المنطقة. فبعد كل شيء، توجد في القدس مؤسسات الدولة، سواء بيت الرئيس أو الكنيست، وكل ضيف أجنبي، حتى الرئيس أوباما أو وزير الخارجية كيري، يأتون إليها ويقابلون فيها نظراءهم الإسرائيليين. هل يمكن أن يزعم أحد بجدية أن لقاء في القدس بين الرئيس الضيف ونظيره الإسرائيلي هو خطوة محظورة من شأنها أن تشعل الشرق الأوسط؟ إذن يستطيع ترمب أن ينقل سفارته إلى القدس دون خوف، ويوضح أن خطوة مطلوبة وطبيعية كهذه ليس بها ما ينشئ رأيا، حتى بخصوص أي من المسائل المثيرة للجدل بين إسرائيل والفلسطينيين، وحتى في مسألة القدس. ومن الأفضل أن يبلغ حلفاء واشنطن في المنطقة ويوضح لهم، بأدب ولكن بحزم، أن الأمر هو اعتراف بالواقع على الأرض، والذي أيضا تقبله مصر والأردن. بذلك يمنع غضبا لا لزوم له. ما يمكن أن يتعلمه ترمب من كيري هو أن المماطلة والخوف ينظر إليهما في المنطقة باعتبارهما تعبيرا عن الضعف ودعوة للضغوط، والتشدد وحتى موقف الرفض. في المقابل لم يسعَ بوتن يوما لأن يكون لطيفا مع أحد، والحقيقة أنه يحظى بالاحترام والخوف ولا أحد يهدد بإشعال المنطقة ردا على تصرفاته وسياسته.;

مشاركة :